المقالات

إلى اللقاء في خطاب قوي ناري قادم من على المنصة الدولية..!!

سنوصل الرسالة في المرة القادمة بمصطلحات أشد قوة ووقعا على السامعين والمشاهدين والمتابعين لقضيتنا.. حول كل ما فعله الإحتلال من جرائم بحق شعبنا.. وما زال يفعل ذلك دون رادع…!!

وسنوصل في المرة القادمة .. ومن خلال خطاب ناري آخر.. رسائل للعالم .. حول حجم معاناة الشعب العربي الفلسطيني في قطاع غزة .. وفي الضفة المحتلة وفي مخيمات الشتات.. وداخل الخط الأخضر.. وذلك دون أن يكون لنا برنامجا عمليا واضحا.. وردا مقاوما للإحتلال على الأرض.. وذلك بالفعل المقاوم .. والتحرك والحشد والوحدة الجامعة لردع الإحتلال وقطعان مستوطنيه…!!

خطابات نارية نوجهها للعالم حول ممارسات الإحتلال.. حتى لو استمر الإستيطان بتسارع والتهم الأرض.. وتهويد القدس.. وبناء الجدار.. واستمرار الأسر والإعتقال.. وحتى وحتى وحتى.. على الرغم من ذلك سنعود بعد الخطابات للمفاوضات الفتاكة التي ستجبر الإحتلال على الرحيل…!!

والقول هنا لكل المعجبين والمصفقين والمشجعين لما سمعوه من كلمات وخطاب أمام الجمعية العمومية للهيئة الدولية واكتفوا بذلك.. وكان الفيتو الأمريكي جاهزا فور الإنتهاء من الخطاب الواضح …!!

وهنا سؤال الملايين للمشجعين المؤيدين …!!

ما هي فائدة الكلمات النارية الواضحة وضوح خطاب الرئيس الفلسطيني في هيئة الأمم المتحدة.. التي تنتهي بجملة.. ” وسنذهب للمفاوضات ” .. وهي التي جربناها اكثر من عقدين من الزمن وثبت عقمها والتي انتهت بانتهاء إلقاءها على المنصة…؟!

ما هي فائدة التحرك اللفظي بالخطابات والمطالبة اللفظية بحقوقنا.. دون أن يرافقها الفعل والمقاومة والتصدي والردع للإحتلال على الأرض.. ودون أن يدفع الإحتلال ثمن بطشه واحتلاله وقتله لأبناء شعبنا…؟!

لقد أثبتت الدروس والتجربة بأن المقاومة هي التي تحرر الأوطان.. ولم نسمع قط .. بأن المفاوضات وحدها قد حررت شبرا من وطن مغتصب ودحرت محتلا …!!

سمعنا خطابا جيدا باتجاه صحيح.. والعمل والفعل والممارسة استمر على الأرض في الضفة المحتلة .. ويذهب بالممارسة اليومية والفعلية.. بعكس ما سمعناه من كلمات وردت في الخطاب…!!

لا نريد بهذا الكلام أن نقلل من شأن الكلام الواضح الذي ورد في الخطاب أمام العالم كله.. ونؤكد على أن السيد الرئيس محمود عباس قد قرأ على المجتمع الدولي قراءة صحيحة واضحة من صفحات معاناة شعبنا.. ووصفها وصفا رائعا.. ومن صفق له في القاعة.. هم محبي شعبنا وأنصار قضيتنا العادلة والداعمين لنا في طل المحافل الدولية …!!

لكن هذا الخطاب الجيد وحده اليوم.. وبعد الدم الذي سال في غزة لم يعد كافيا..!!

وتخوفنا المشروع.. هو العودة للمفاوضات إياها التي استمرت أكثر من عقدين من الزمن.. وستعود تحت أي ذريعة أو مسمى.. لأنه قال بالحرف الواحد:

” الالتزام بتحقيق السلام العادل عبر حل تفاوضي… واعتماد الجهد الدبلوماسي والسياسي عبر الامم المتحدة ” .. وتحليلنا لهذا الطرح.. ومن خلال التجربة التي مر بها شعبنا.. بأنه يحمل في لبه وجه العودة للمفاوضات.. والعودة ستكون عودة للمفاوضات بعكازة واحدة…!!

فقد كان عليه التلويح أيضا بالورق الرابح الموجود لدى شعبنا.. وأثبت نجاعته.. وترجمته على الأرض بالفعل والآداء.. فالكلام القوي يجب أن يلازمه الفعل المقاوم… لتغيير قواعد اللعبة القائمة.. وخلق معادلة جديدة.. وتحريك الجزر الآسنة.. خاصة بعد الحرب العدوانية على أهلنا في قطاع غزة.. وتمريغ أنف الإحتلال في التراب…!!

لقد وصل بنا الحال.. بأن تشفق علينا منظمة هيومن رايتس ووتش.. وتنتقد بوضوح تام تردد السيد محمود عباس بصفته الرئيس الفلسطيني.. بخصوص عملية الإنضمام لمحكمة الجنائية الدولية.. حيث جاء ذلك على لسان كينيث روث المدير التنفيذي لمنظمة هيومان رايتس ووتش.. وقد انتقد ما جاء في خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة صباح الجمعة المنصرم.. لتردده وتلكئه وعدم حسمه قرار الإنضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية.. دون سبب مقنع .. والأبواب مشرعة لذلك.. وأصدقاء قضيتنا والداعمين لنا شجعونا وطالبونا وحثونا على فعل ذلك.. وهي ورقة ضاغطة ومتاحة…!!

فهل وصلت الأمور بقضيتنا بأن يتم انتقاد الموقف الفلسطيني الرسمي من منظمات أجنبية تدافع عن حقوق شعبنا.. بأن يتوقف الرئيس الفلسطيني عن الحديث عن العدالة بصفتها ورقة مساومة على حقوق ضحايا جرائم الحرب وعدوان الإحتلال على الشعب الفلسطيني…؟!

إلى متى سيبقى الموقف الرسمي الفلسطيني يستجيب لضغوطات وبلطجة وزعرنة وابتزاز القوى الغربية.. لثنيه عن الذهاب فورا للتوقيع على معاهدة وميثاق روما.. وهي الفرصة والإمكانية الذهبية المتمكنة لملاحقة مجرمي الحرب والعدوان في دولة الإحتلال.. من خلال محكمة الجنيايات الدولية …؟!

إن التوقيع على معاهدة وميثاق روما.. لهي خطوة مهمة في مواصلة تراكم الكفاح الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني.. وهي الآداة الرادعة والممكنة والمتاحة الآن.. والتي ستجعل الإحتلال يفكر ألف مرة قبل شن حرب عدوانية تدميرية جديدة على شعبنا.. كما حصل في قطاع غزة الباسلة.. وعلى ذلك إجماع فلسطيني…!!

فلماذا التسويف والتلكؤ في ذلك…؟!

***

د.م.احمد محيسن – برلين

مقالات ذات صلة