أرشيف المنتدى

الفقر قد يُفقد فاطمة بصرها في مخيم عين الحلوة

الفقر قد يُفقد فاطمة بصرها في مخيم عين الحلوة

1_1459935751.webp

27-09-2014

لا جديد في الحديث عن معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. لكنّ الوضع قد يزداد سوءاً في ظلّ تقليص الخدمات التي اعتادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، والمنظمات الفلسطينية والجمعيات الخيرية الأخرى تقديمها. وقد تكون فاطمة عيسى إحدى ضحايا هذا “الشحّ”.

فهذه الطفلة التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات فقط، وتعيش في مخيم عين الحلوة، تحتاج إلى إجراء عملية طارئة وضرورية لعينيها، حتى لا تفقد بصرها. لكن عائلتها عاجزة عن تأمين المبلغ المطلوب. تؤلمها مأساةٌ قد تتحقق في أيّ لحظة. ربما لن تتمكن فاطمة من الالتحاق بالمدرسة واللعب والعيش كبقية الأطفال. فقط لأنها تنتمي إلى أسرة فقيرة.

فاطمة ليست الوحيدة التي تنتظر طويلاً أمام أبواب المؤسّسات الخيرية والاجتماعية. ليست الوحيدة أيضاً التي تطرق باب “الأونروا” وغيرها. يحق لها الحصول على مساعدة لم تتوفر بعد، علماً أن هذه المؤسسات المذكورة سلفاً هي المعنية أولاً وأخيراً بتأمين الطبابة والتعليم وغيرها من الاحتياجات الأساسية للاجئين الفلسطينيين الموجودين في المخيمات، بهدف ضمان حياة كريمة لهم.

لا يملك والد فاطمة المال الكافي لإجراء عملية لابنته، ولا حتى لشراء الدواء لها لحمايتها من فقدان بصرها. ليس لديه من يدعمه. ولم يستطع الحصول على المبلغ المطلوب لإجراء العملية من المؤسسات المعنية. يقول إنه “يعمد إلى إرجاء موعد في كل مرّة بسبب عدم توفر المال”.

يضيف: “لم أترك باباً إلا وطرقته من أجل تأمين المبلغ المطلوب لإجراء العملية الطارئة لابنتي حتى تستطيع الحفاظ على بصرها، مثل بقية الأطفال. لجأت إلى “الأونروا” والفصائل الفلسطينية والجمعيات الأهلية. لكن ما من آذان صاغية لحلّ مشكلة ابنتي”. يتابع: “حال ابنتي يسوء يوماً بعد يوم. لا أملك غير التسول ربما وإرسال مناشدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ربما قد أصادف أحد أصحاب الأيادي البيضاء فينقذ بصر الطفلة الصغيرة”.

الوالد الذي يعجز عن النوم خشية أن يسبقه الوقت، يقول إن “هذه الفتاة لا ذنب لها. هل تحرم من بصرها لمجرد أنها ابنة رجل فقير معدم لا يملك القوة أو السلطة أو المال؟”.

انتصار الدنان – العربي الجديد