المقالات

نعم هي ديمقراطية الانقلابات العسكرية الدموية المدبرة …!!

نعم هي ديمقراطية الانقلابات العسكرية الدموية المدبرة …!!

د. م. احمد محيسن – برلين

ما حصل في مصر هو ببساطة شديدة.. أكثر من انقلاب عسكري دموي.. وهذا بتجرد.. لأنه دبر بعتمة ومنذ زمن.. والدلالة على ذلك هي .. الإجراءات التي تتابعت بسرعة الضوء.. والتي أتت بعد الإعلان عن الإنقلاب مباشرة.. وهي لم تأتي من فراغ ولا عن طريق الصدفة.. ولا نريد ان نناقش موضوع الإخوان أو غيرهم.. لأنه ليس موضوعنا.. ولكننا لو اعتبرنا أن الرئيس الذي انتخبه الشعب المصري.. هو إحدى العاملات في إحدى الملاهي الليلية في شارع الهرم.. والحزب الذي تنتمي اليه هذه الرئيسة.. هو حزب الراقصات أو غير ذلك من الأسماء.. ولم تمضي في السلطة أكثر من عام واحد بعد توليها.. وذلك من خلال تم إجراءه من انتخابات ديمقراطية.. في بلد تم تخريبه تخريبا ممنهجا على مدى أكثر من أربعة عقود.. وعد الانتهاء من الحصة الديمقراطية والانتخابات الشرعية.. تم تعطيل كل محاولات النهوض بهذا البلد تعطيلا ممولا ومدروسا ومدعوما.. وبعد ذلك تتم الإطاحة بهذه الرئيسة بهذه الطرق والوسائل الهمجية.. ويتم اختطافها ومن معها من طاقم الرئاسة الى مكان مجهول.. ولا يمكن الاتصال بهم أو التواصل معهم.. ويتبع ذلك ما نشاهده من ممارسات الإنقلابيين القمعية الديكتاتورية وعلى كل الأصعدة.. فقد حللوا لأنفسهم وللرئيس المعين.. ما حرموه على غيرهم.. وأصدروا إعلانات دستورية وشكلوا لجان للدستور تم تعينها.. من ديكتاتور.. وتم إلغاء كل المؤسسات التي ولدت من رحم إرادة الجماهير بطرق ديمقراطية.. واستبدالها بمراسيم رئاسية محصنة من ديكتاتور هو قضائي وليس سياسي.. وبفرض سياسة الأمر الواقع.. واعتبروها من خلال استخدام مصطلح جديد اسموه.. الشرعية الواقعية.. يعني باللهجة الفلاحية.. بلطجية وزعرنة ووقاحة وقلة حياء.. وعليك أن تقبل بها.. تماماً كما تقول دولة الإحتلال وهي تغتصب فلسطيننا…!!!

من انقلب على الشعب وإرادته وعلى الشرعية والديمقراطية.. التي أتت لتعبر عن رغبة الشعب.. في تحديد الرئيس للفترة المقبلة التي لم يبقى على انتهاءها سوى ثلاثة أعوام فقط ولمرة واحدة فقط.. سنجد أنه من الطبيعي أن يقف كل أحرار العالم لمساندتها والدفاع عنها.. والدفاع عن الشرعية وعن إرادة الجماهير.. فالتغيير وتداول السلطات المنتخبة.. لا يمكن ان يكون تغيرا بالدبابة وأخواتها.. فلو كان العكس صحيحا يا سيدي.. وأطاح أحدهم بالدبابة أو بغيرها.. بحكومة الراقصات الماجنات العاهرات.. واكثر من هيك بكثير.. والتي أتت بطريقة ديمقراطية أي بالإنتخاب وعبر الصندوق.. لوجدت البيت الأبيض يتجلل بالسواد حدادا على الديمقراطية الموعومة.. ولن يقبل بذلك أحدا منهم.. ولا من الليبراليين ولا من اليساريين والقوميين.. ولا من الذين يسمون أنفسهم بالأمميين وغيرهم وغيرهم من التلاوين التي تختفي ألوانهم عند هطول أو زخة من المطر.. وسيقال بالذين فعلوا ذلك وانقلبوا.. عبارات شجب وندب واستنكار لم نسمعها قط.. أتدري لماذا ؟! لأنهم لا يريدون لنا الديمقراطية الحقيقية.. و هم يريدونها لنا ان تكون ديمقراطية الدبابة والعسكر والعصا يا سيدي…!!

ما تم في مصر هو اختطاف لمسار الديمقراطية بامتياز.. ولن يصدق أحدا منا ديمقراطيتهم المزيفة بعد اليوم.. والإنقلابات على الديمقراطية تشهد عليها بلادنا على مدى العقود المنصرمة.. خاصة عندما يفوز حزب إسلامي في الإنتخابات.. لتكون بانتظاره بعد الفوز مباشرة.. فوهات المدافع والدبابات والبنادق.. وعصي البلطجية والسفلة والزعران والحاقدين.. نعم يا سيدي هذه ديمقراطية الإنقلابات العسكرية الدموية …!!!

لنمتلك الشجاعة والقوة.. ولننحاز لما تعلمناه من مبادئ ومنطلقات الإيمان بالتمسك بالديمقراطية الحقيقية والأخلاق الحميدة بقول كلمة الحق وذلك أضعف الإيمان.. ولننصر ما أنتجته وأفرزته مسلكيات الديمقراطية.. ولا نكون عبيدا لهؤلاء الخشب المسندة.. الذين يتربعون على صدور الناس.. ممن يجلسون في قمة الهرم في أحزابنا.. يستخدمون المبادئ والنظريات فقط.. في كسب أعضاء جدد للحزب والتنظيم ليتباهو بهم ويتاجروا بالعباد وبأعدادهم وبكثرتهم العددية.. وعندما تتضرر مصالحهم في أمر ما وفي أول امتحان أو في أية نتيجة.. فلا يبقى للمبادئ اثر في قواميسهم… ويعصفون بها فتغدوا مثل الآلهة المصنوعة من التمر.. وتؤكل عندما يجوعون.. تماماً كما كان يفعل قوم أبي لهب وأبي جهل في عصر الجاهلية ….!!!

أما بالعودة لموضوع تركيا.. فمتى كانت كل أوضاع تركيا الداخلية والخارجية أفضل مما هي عليه في عهد أوردوغان وفريقه..؟!

وقد انقلب العسكر عليهم خمس مرات.. وفي النهاية زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا …!!

حمى الله مصرنا وأهلها وانزل السكينة عليهم …!!!

طيب الأوقات لكم

مقالات ذات صلة