المقالات

أوباما يزور المنطقة لشرح إحباطه من جمود السلام!

أوباما يزور المنطقة لشرح إحباطه من جمود السلام!

باراك رابيد

يعتقد الرئيس الأميركي، براك اوباما، بأن حكومة إسرائيل غير جاهزة لتقديم تنازلات ذات مغزى للفلسطينيين، وعليه فإنه لا يعتزم ممارسة الضغط عليها في هذا الشأن في الفترة القريبة القادمة. هكذا حسب ما قاله، الأسبوع الماضي، في لقاء مع مجموعة زعماء عرب أميركيين، ردا على سؤال أحدهم لماذا لا يعتزم الخروج في مبادرة سلام جديدة كي يحل الجمود في المفاوضات؟.

أوباما محبط جداً من الجمود السياسي ومن أن جهوده في الولاية الاولى لم تعط اي ثمار. سيحاول شرح هذا الإحباط في خطابه للجمهور الإسرائيلي، مساء الخميس. ويأمل الرئيس الأميركي بان توضح زيارته الى اسرائيل، ولا سيما خطابه، بان رغبته في دفع مسيرة السلام الى الامام تنبع قبل كل شيء من حرصه على مستقبل اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. وستكون رسالة اوباما في خطابه ان التغييرات في الشرق الاوسط تستوجب أيضا تغييرات في نمط التفكير الإسرائيلي.

وقال نائب مستشار الأمن القومي، بن رودس، في حديث مع مراسلين صحافيين، الخميس الماضي، انه لم يطرأ اي تغيير في مستوى التزام اوباما بدفع المسيرة السلمية الى الامام والقيام بدور نشط في هذه المسألة. وشرح بانه اوباما يرى في اتفاق السلام في الشرق الاوسط ليس فقط مصلحة امنية أميركية بل مصلحة اسرائيلية – فلسطينية أيضا. وقال رودس ان “على اسرائيل أن تفهم الدور الاكبر الذي للرأي العام في العالم العربي في المسيرة السلمية اليوم. كلما خطونا نحو حكومات ديمقراطية وأكثر تمثيلا فان على إسرائيل أن تأخذ بالحسبان ان عليها أن تتوجه الى الرأي العام في المنطقة”.

وشرح رودس بان أوباما معني في زيارته القريبة أساسا أن ينصت لما لدى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ليقولاه في موضوع المسيرة السلمية.

وفصل رودس بأن أوباما يريد أن يسمع منهما كيف يريان الخطوات التالية. “في اسرائيل تشكلت للتو حكومة جديدة، وعليه فيتعين علينا أن نتحدث معهم قبل أن نقرر اذا كنا سنخرج بمبادرة سلام جديدة أم لا”، قال. تشكيلة الحكومة الجديدة في اسرائيل، وأكثر من ذلك خطوطها الاساس، لا تقدم الكثير من التشجيع لأوباما ورجاله. وأكثر من ذلك فانها تدفعهم ليفكروا بأنهم كانوا محقين في تقويمهم بالنسبة لفرصة احداث اختراق سياسي في المسيرة السلمية. وأمل الأميركيون في أن يروا في وثيقة الخطوط الاساس للحكومة كلمات دولتين للشعبين أو على الاقل ذكر غير مباشر لخطاب بار ايلان، ولكن هذه الكلمات لا تظهر هناك.

وبدلاً من ذلك يوجد في الخطوط الاساس تناول عمومي للغاية وغير ملزم للمسألة الفلسطينية. فقد ورد في وثيقة الخطوط الاساس ان “اسرائيل ستسعى الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين بهدف الوصول الى اتفاق سياسي معهم ينهي النزاع. اذا ما تحقق اتفاق سياسي فانه سيطرح لاقراره على الحكومة، الكنيست، واذا ما كانت هناك حاجة فعلى استفتاء شعبي”.

ولن يكون لاوباما ووزير خارجيته، جون كيري، الذي سيأتي الى اسرائيل في بداية نيسان قدر كبير من الاشخاص في الحكومة الجديدة يعمل معهم على الموضوع الفلسطيني. محادثوه في المسألة سيكونون وزيرة العدل تسيبي لفني، ومستشار رئيس الوزراء المحامي اسحق مولخو، وبالطبع نتنياهو نفسه.

ليس للأميركيين توقعات في الموضوع الفلسطيني من وزير الدفاع، موشيه بوغي يعلون، وهم سيحاولون تجنيده لصالح تنفيذ بادرات طيبة تجاه الفلسطينيين على الارض، وربما يحاولون الوصول معه إلى تفاهمات حول البناء في المستوطنات، ولكن ليس أكثر من ذلك. ومن غير المتوقع لنائب وزير الخارجية المرشح زئيف الكين أن يلتقي المسؤولين الأميركيين اثناء ولايته، وذلك خلافا لسلفه في المنصب، داني ايالون.

وإذا ما حاكمنا الامور حسب الاتفاق الائتلافي، الذي وقع عليه حزب “يوجد مستقبل”، فانه حتى يائير لبيد لا يلوح كمحادث مركزي للأميركيين في الموضوع الفلسطيني. ففي الاتفاق الائتلافي الذي وقع عليه دحرت المسألة الى الفقرة الثانية قبل النهاية، وهناك ايضا يبدو التناول وكأنه كتب رفعا للعتب. فلم يقل سوى أن “الحكومة ستعمل على استئناف المسيرة السياسية مع الفلسطينيين”.

أما في الاتفاق الائتلافي مع “البيت اليهودي” فلا يظهر أي تناول للفلسطينيين باستثناء حقيقة ان نفتالي بينيت سيجلس في اللجنة الوزارية لشؤون المسيرة السلمية. وسيجلس بينيت هنا كمراقب حلال ويوضح- طالما هذا مجرد أقوال فلا توجد مشكلة- ولكن اذا تم الانتقال الى الافعال فأنا في الخارج. كما حرص بينيت على أن يحصل على مقعدين في اللجنة الوزارية لشؤون الاستيطان؛ الاسم المغسول للجنة كل هدفها تبييض البؤر الاستيطانية غير القانونية.

“هآرتس”، 17/3/2013

الأيام، رام الله، 18/3/2013

مقالات ذات صلة