أرشيف المنتدى

الحلم الذي أصبح عمره 6 سنوات!

الحلم الذي أصبح عمره 6 سنوات!

المراقب لجولة رئيس الوزراء اللبناني الشيخ سعد الحريري التي بدأها بزيارة فرنسا حيث إلتقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ثم بعدها توجه إلى ألمانيا للإجتماع بالمستشارة الأمانية ميركل وسيختتمها بحضور مؤتمر بروكسل الخاص بمساعدة دول الجوار السوري لمواجهة أعباء النزوح السوريين إليها.

اللافت في الأمر هو تهديد الحريري المُبطن للدول الغربية من أنه، إذا لم تدعم هذه الدول لبنان في مواجهة أعباء أكثر من مليون ونصف المليون نازح سوري، فإن لبنان سيذهب بإتجاه دفعهم إلى مغادرته عن طريق البحر إلى أوروبا.. وطبعاً أوروبا تدرك ما الذي يمكن أن يٍحدثه هذا الإجراء من مشاكل إجتماعية وإقتصادية وأمنية لدولها. وهنا يبدو أن الحريري قد قرر إستنساخ أسلوب السياسة الأردوغانية في الضغط على أوروبا عن طريق النازحين السوريين، وكأنه أدرك بأن النظرية الأردوغانية كانت على حق في أن ** من ورّط تركيا سياسياً وعسكرياً في الأزمة السورية عليه أن يتحمّل تبعاتها ولا يحق له أن يتنصل من مسؤولياته الإقتصادية تجاه نازحيها**. لذلك جاءت أولى خطوات الشيخ سعد الحريري عبار عن جولة سياسية تصادمية مع من كسر جرّة بلاده مع الجار الأبدي *الشقيقة سورية*.

لكن، ما الذي دفع الرئيس سعد الحريري إلى جرأة التصادم مع *الحلفاء* في هذا التوقيت؟

هناك عدة عوامل نورد أهمها بإختصار وهي:

1- فشل نظرية إنهيار (سورية الدولة) ومؤسساتها العسكرية والسياسية والثقافية التي تبنتها الدول الغربية على مدى 6 سنوات في حربها والتي صدّقها اللاعبون والحريري كان أحدهم.

2- فشل ما سمي بالمعارضة السورية في أن تكون معارضة سورية. فهي في أحسن الوصف لها، لم تكن يوماً سوى مجموعات متناحرة تابعة لمصادرها التركية السعودية القطرية الفرنسية الأميركية الإسرائيلية.. وهو ما أصبح يقيناً في قناعات الحريري.

3- نجاح المساندة الروسية الإيرانية في كسر كل المحاولات السياسية والعسكرية الدولية منها والإقليمية ضد سورية.. والحريري لا شك في أنه قد إختبر ذلك.

4- فشل النظرية الغربية التي ورطت السعودية في حربها على اليمن من أجل محاصرة إيران إقتصادياً وعسكرياُ وإقتصادياً.. والحريري أصبح يعلم ذلك.

5- تعاظم تأثير قوة حزب الله العسكرية والسياسية خارج لبنان حتى باتت إسرائيل ومِن وراءها الدول الغربية ترى في لبنان هو قوة لحزب الله.. وفي حزب الله هو قوة للبنان. وقبول الحريري منصب رئاسة الحكومة جاء نتيجة لذلك.

وأخيراً جاءت الشعرة التي قسمت ظهر السياسة الإقليمية بما فيها سياسة الحريري وحلفائه في لبنان، وهي المواقف الواضحة للإدارة الأميركية الجديدة من مجمل القضايا الإقليمية وفي مقدمتها تغيير أولوياتها السياسية والعسكرية من الأزمة السورية.

من هنا جاء تراكم الإحباط في السياسة الحريرية.. الأمر الذي دفعه لإتباع سياسة أردوغان التصادمية مع من أوهموه بأن سورية هي كسائر دول الربيع العربي.. وأن الرئيس بشار الأسد ليس رئيسا إستثائياً، ليتضح له بعد 6 سنوات من الأمل المزعوم.. أن الأحلام ووعودها شيء والواقع شيء آخر!

ولنا لقاء..

أبورياض