اخبار مخيم البداوي

رجل ابن رجل.. عاش بصمت ورحل بصمت..

الحاج المهندس مروان حسن حمد ( ابو حسن) ابن الحاج ابو مروان (حسن حمد)، ابن مخيم البداوي الصامد، ابن اللجوء والقضية، ابن الصفصاف وصفد الابية، ابن فلسطين العصية.

ولد في لبنان عام 1952 وأتم تحصيله العلمي في الولايات المتحدة الامريكية ليحصل على ماجستير في هندسة البترول في أواخر السبعينيات وعمل في الامارات العربية المتحدة لأكثر من 35 عاما في إحدى شركات البترول الوطنية لينتقل بعدها إلى أستراليا حيث وافته المنية بتاريخ 24/09/2020.

عاش بصمت ورحل بصمت… هو رجل ابن رجل.. رجل الخير والصلاح والتقى والورع والإيمان والمحبة والتواضع والحكمة والخوف من الله.. فكل من صاحبه عرف صدق معاني تلك الكلمات.. هو صاحب الكف النظيف والقلب الأبيض والعقل الحكيم والسديد. هو مدرسة وتجربة حياة مملوءة بالتحدي والصبر والكفاح والجهاد والنضال.

آمن بأن العلم والقلم يوازي النضال والبندقية، فسعى في حياته وثار على الفقر والظلم وجدّ في العلم وجاهد وثابر في العمل وصبر على المرض والغربة ليلقى ربه راضيا مرضيا. فلا الأيام غيرت مبادئه ولا العلم والمناصب أنسته أو أبعدته عن أبناء جلدته ولا المال والجاه شغله عن دينه ولا الدنيا وما فيها أبعدته عن طاعة ربه.

أخي ووالدي ومعلمي وسندي وعزوتي..كيف أرثيك وأخشى أن تقصر الكلمات في رثائك ووفائك بما قدمت لنا ولكل من عايشك. تعلمت منك التواضع والأخلاق الحميدة والعادات النبيلة والتحدي للوصول إلى الغاية والصبر على الشدائد والجد لنيل المطالب.

كيف أنساك وما أملك هو ثمرة نصائحك وارشاداتك وحكمتك. كيف أفيك حقك وأنا العاجز المقصّر عن سداد أفضالك. كيف أدعو لك وأنا العبد الفقير . فيا رب ارحم عبدا تقيا ورعا قضى حياته في طاعتك وعبادتك. كيف أنساك يا ابن أبي وأمي وكيف أنسى الشعار الذي حملته تقربا لله ورسوله ورضاء للوالدين، وما أجمله من شعار (خادم الوالدين الكريمين).

كنت وستبقى الأخ الغالي والصديق الصادق والأب الحنون الغيور. فوالله ما رأيت أحنّ من حنانك..ولا غيرة كغيرتك على احبابك ولا ولهفة كلهفتك على من حولك ولا محبة كحبك للآخرين. فوالله انني أشهد وشهادتي مجروحة بأنك كنت عنوانا للخير ومساعدة الفقراء والمساكين.. وكنت الواعظ والحكيم للقريب والبعيد، ومحبا وواصلا للأرحام.

يا أيها الكريم ابن الكرام.. نم قرير العين فما نامت قلوب الاحباب والأصحاب بالتضرع والدعاء لروحك الطاهرة الزكية. ستبقى ذكراك خالدة في قلوب كل من عرفك وجالسك. فوالله لم أعجب من كثرة القلوب التي تنبض بحبك ومعزتك واحترامك. ستبقى سيرتك على لسان محبيك. ستبقى القلوب تنبض بالدعاء لك.

أسأل الله أن يجمعنا في جنات النعيم.

خالد حمد “ابو الحسن”
ابو ظبي: 25/ 09/2020

مقالات ذات صلة