اخبار مخيم البداوي

اللجان الشعبية ودورها في النضال الوطني الفلسطيني – مخيم البداوي

قام بإجراء المقابلة باحتثين من جمعية مساواة
لغرض نشر ورقة بحثية ” اللجان الشعبية ودورها في النضال الوطني الفلسطيني” ضمن مشروع إنتاج المعرفة في ظل الأزمات

المكان: مخيم البداوي

نوع المقابلة: شخصية

تمت المقابلة: مع أمين اللجنة الشعبية في مخيم البداوي السيد أبو رامي خطار أمين سر لجنة المتابعة للجنة الشعبية  ومسؤول مكتب الخدمات العامة  في اللجنة الشعبية والسيد أبو رؤوف أحد أعضاء اللجنة الشعبية.

التاريخ: 18 أيار 2021

مدة المقابلة : ساعة ونصف ( 12:30 لغاية الساعة 2:00 )

  • كيف تم تشكيل اللجان الشعبية؟ في أي مرحلة؟ التمثيل النسبي؟ هل تقوم على انتخابات ديمقراطية؟ كيف يتم توزيع الأعضاء الحاليين؟ هل يشارك الناس في عملية صنع القرار؟ كيف( أعط أمثلة)؟

تشكلت اللجان الشعبية بناءاً على حاجة المجتمعات الفلسطينية في المخيمات، وهي كانت عبارة عن وجود إدارة ذاتية لكل مخيم من المخيمات في لبنان. طبعاً بعد إتفاق القاهرة  وبعد حدوث مجازر الأردن عام 1970 جاءت المقاومة الفلسطينية إلى لبنان وأصبح هناك وجود عسكري للمقاومة الفلسطينية في لبنان.

بعد ذلك جاءت الحرب الأهلية وبالتالي كان هناك حاجة لوجود إدارة ذاتية لكل مخيم من المخيمات تحت غطاء منظمة التحرير الفلسطينية بعد الإعتراف بها عام ،1974 وسميت ب ” اللجنة السياسية العليا للفلسطينيين” وتقوم بمتابعة شؤون المخيمات، وكانت هذه مسؤولية توفيق الصفدي. وعليه تمّ إقرار منظمة التحرير الفلسطينية بتشكيل لجان شعبية داخل المخيمات.

تأسست وتشكلت داخل مخيم البداوي في الشمال عام 1978، وكانت عبارة عن توافق بين الفصائل الفلسطينية الموجودة في ذلك الوقت، وأضيف إليها الإتحادات الشعبية الفلسطينية: إتحاد المرأة، إتحاد الطلاب، إتحاد العمال، إتحاد المهندسين، إتحاد المعلمين وغيرها.

أحيلت مسؤوليتها في ذلك الوقت إلى إتحاد عمال فلسطين بإعتبار أنه تحت سقف الإتحاد، وكان هناك مجموعة من المشاريع الإنتاجية مثل التعاونيات وصامد، فكان رئيس إتحاد العمال هو أمين سر اللجنة الشعبية الفلسطينية وسميت ” اللجنة الشعبية لحركة المقاومة الفلسطينية “عام 1978.

إنطلقت مهماتها حيث أعتبرت بمثابة مجلس بلدي داخل المخيمات، وظيفتها الأساسية هي موضوع الخدمات العامة وتأمينها فيما يتعلق ببنى تحتية من كهرباء ومياه وصرف صحي.

تطورعملها عندما تمّ تشكيل دائرة من دوائر منظمة التحرير الفلسطينية  وسميت أنذاك بدائرة شؤون العائدين والتي كانت برئاسة الشهيد ماهر اليماني. ووضعت اللجان الشعبية تحت سقف هذه الدائرة.

اللجنة الشعبية عبارة عن مجموعة لجان مختصة:

لجنة صحية تهتم بالشؤون الصحية، من خلال التنسيق مع المعنيين والمعني الأول بهذا الموضوع هي الأونروا.

اللجنة التربوية المعنية بالشؤون التعليمية، حيث تتواصل مع إدارة المدارس، إدارة المنطقة وإدارة التربية والتعليم  لمعالجة أي خلل أو مشاكل تعليمية لها علاقة بالطلاب.

لجنة المياه وتعنى بحل ومعالجة المشاكل في الأحياء التي لا تصلها المياه من الآبار.

لجنة الكهرباء: مع أن الكهرباء مسؤولية الدولة اللبنانية لكن هناك لجنة تسمى لجنة الكهرباء تعنى بمتابعة أي خلل يحدث في هذا الموضوع.

اللجنة الرياضية  وتعنى بالتنسيق بين الأندية  ووضع برنامج رياضي، وهي تحيي كل المناسبات الوطنية التي لها علاقة بالشهداء وأي مناسبة من المناسبات الوطنية الأخرى. وتحظى بجمهور واسع خاصة عندما تقوم بتنظيم مباريات لإحياء ذكرى الشهداء حيث تعمل على تنشيط  الجانب الرياضي وأيضاً لإعادة الإعتبار لهؤلاء الشهداء وتخليد ذكراهم في ذاكرة الشباب.

اللجنة المالية وتتابع موضوع الواردات والصادرات للجنة الشعبية حيث يتم جمع بدل خدمات( كهرباء ومياه).

لجنة المشاريع: من إهتماماتها تحديد المشاريع التي يحتاجها المخيم ودراسة حاجاته، والتواصل مع الجهات التي تؤمن هذه الخدمات والمشاريع كالأونروا والمؤسسات غير الحكومية.

ومن الخدمات التي تقدمها اللجنة الشعبية مشروع ترميم البيوت وتأهيل البنية التحتية والصرف الصحي داخل أحياء بكاملها وذلك بالتنسيق مع UNDP  والنرويجية.

تعتبر اللجنة الشعبية بلدية المخيم والمرجعية حيث تقوم الجمعيات المحلية والمؤسسات العامة تقوم بالتنسيق مع اللجنة الشعبية، فمثلاً مشروع المنحة الألمانية لتطوير مخيم البداوي من بنك التنمية الألماني تم التنسيق مع اللجنة الشعبية.

أما بالنسبة لأعضاء اللجنة الشعبية: لم تجر إنتخابات لإختيار الأعضاء، إنما كانوا ممثلين عن فصائل وإتحادات. كانت عبارة عن توافقات ولم تجر أي إنتخابات حتى هذه اللحظة، لكن أضيف لها ممثلين عن لجان الأحياء والقطاعات (7 مندوبين) ومجموعة من المستقلين ( 5 أعضاء) لا ينتمون لي فصيل من الفصائل والتنظيمات.

أما على صعيد المشاركة: إن إتحاد الطلاب والأندية الرياضية ممثلة باللجان الشعبية وهذه مشاركة شبابية، وهذا يقف بالطبع على عاتق الشباب. فالبرغم من تمثيلهم في اللجان إلا أن هذا الموضوع لم يشق طريقه بعد بالإتجاه الصحيح، رغم توفر المناخات الملائمة  داخل المخيمات. خاصة أن كثير من الفصائل لديها أطر شبابية واسعة من أشبال وفرق فنية وفرق رياضية ومكاتب طلابية وجميعها موجودة في إطار المجتمع المحلي.

  • دورها الاجتماعي / السياسي والوطني؟

دور اللجان الشعبية هو بالأساس دور بلدية تقوم بالدور الخدماتي.

أما بالنسبة لدورها الإجتماعي والوطني فإن اللجان الشعبية هي جزء أساسي من التحركات الوطنية التي تحدث في الميدان وجزء من القضية الوطنية، وهناك برنامج للتوعية الوطنية وإحياء المناسبات الوطنية يهدف إلى توعية الجيل الجديد.

فمثلاً في ذكرى النكبة ويوم الأرض يتم تنظيم برنامج لرياض الأطفال وإقامة مسيرات ومهرجانات للحفاظ على الذاكرة الوطنية في ذهن الأجيال الجديدة، بالإضافة إلى متابعة الملف التربوي لطلاب الأنروا من خلال اللجنة التربوية. والدفاع عن المخيم وطنياً من أي إختراقات يتعرض لها.

أما على المستوى الإجتماعي فتحت سقف اللجنة الشعبية هناك لجنة تسمى ب” لجنة رعاية المساجد والشؤون الدينية والإصلاح الإجتماعي” وهي تهتم بالشؤون الإجتماعية سواءاً بقضايا الخلافات العائلية  والخلافات الشخصية والخلافات التي تحدث بين العائلات في المخيم، وتهدف إلى حل هذه المشاكل وإصلاح العلاقات بين العائلات.

تجربتك ودورك كعضو في اللجنة الشعبية خاصة خلال فترة الحرب الأهلية (السبعينيات – الثمانينيات)؟ كيف أثرت فترة السبعينيات والثمانينيات على المجتمع الفلسطيني ككل (أثر هذه المرحلة على المجتمع الفلسطيني)؟ آلية عمل اللجنة الشعبية ودورك كعضو في اللجنة الشعبية في هذه المرحلة؟

هذه الحرب تحمل وزرها الشعب الفلسطيني  تركت بصماتها  على كل الشعب.  والمجازر التي ارتكبت بحق هذا الشعب  في صبرا وشاتيلا  وغيرها كانت امتداد للحرب الاهلية عام .1982  وكانت اثارها لا زالت موجودة،  لكن بين عامي 2014-2015 بتواجد السفير عباس زكي في لبنان  طرح فكرة كيفية انهاء ذيول الحرب الاهلية  في لبنان بحيث لا يكون الشعب الفلسطيني دمية بيد هذا الطرف او ذاك.

وفعلاً تواصل مع كل من كان يعنييه شأن الحرب الاهلية  من الدروز والسنة والموارنة،  بما فيهم التيار الوطني الحر وتوصل الى خطاب سمي” خطاب شرف ”  ينهي ذيول ما تركته الحرب الأهلية على كلٍ من الشعب اللبناني والفلسطيني.

وكان الفلسطيني في هذه المرحلة بحاجة الى موقف الجميع  فيما يتعلق بالحقوق المدنية وتشريعها  بحيث ان القوى اللبنانية مجتمعة تكون الى جانب هذا الحق.

لكن لا نعتبر اننا نجحنا في هذا الأمر  ولم تنجلي هذه الأمور وبقيت موجودة في ذهن الفلسطيني وذهن اللبناني .

ما هي الآليات والخطوات التي اتبعت للتعامل مع هذه المرحلة ولتقديم دعمكم الخدمي والسياسي والوطني؟

آليات تكوين شبكات التكافل الاجتماعي ودورها في هذه المرحلة؟

مخيم البداوي من افقر مخيمات لبنان، وبالرغم من كل الظروف التي مررنا بها وأقساها ظرف التهجير فبقدراتنا وامكانياتنا المحدودة تمكنا من النهوض والعمل والتعلم ،لأننا شعب يحب الحياة.  وبالرغم من خلافاتنا السياسية إلا أننا  لدينا هدف واحد وهو العودة الى فلسطين. وبالتالي وضعنا هذا الهدف نصب أعيننا وعملنا عليه. ولا يجب ان نغفل ايضاً عن النسيج  المختلف والمركب الموجود في مخيم البداوي، حيث اننا استقبلنا في مخيم لا يزيد عن كيلومتر مربع واحد المهجرين من مخيم النبطية وتل الزعتر والنازحين من مخيم نهر البارد ومن سوريا بعد الحرب السورية  في ظل غياب وتقليص لخدمات الأونروا.

 فكيف يمكن التطوير وفي كل مرة يدخل نسيج جديد وسلوكيات جديدة الى المخيم؟

وبالتالي فإن الدور الذي لعبته اللجنة الشعبية في هذا السياق تمثّل أولاً بالمحافظة على العائلات الموجودة وحماية الشباب من خلال زيادة وعيهم السياسي والإجتماعي.

بالإضافة إلى العمل على وحدة المجتمع في ظل وجود نسيج مختلف عن النسيج الموجود. فمع بداية نزوح سكان مخيم نهر البارد إلى مخيم البداوي برزت نعرة ” بارد – بداوي” وكانت هذه لغة قاسية على المخيم. ومع وجود النازحيين من سوريا فإن هذه الكثافة السكانية على بقعة أرض صغيرة من المؤكد أنها ستولّد مشاكل.

واللجنة هنا تعاطت مع هذه المشاكل بمسؤولية ولم تترك الأمور تأخذ مسارها كما هي  ولم نسمح لهذه النعرات أن تشق طريقها. ونجحنا في هذا الأمر والدليل أنه في ظل وجود نسيج مكوّن من 6 مخيمات مختلفة داخل مخيم واحد وبإختلاف العادات والتقاليد إلاّ أنه لا يوجد نعرات بينهم، يوجد فقط مشاكل رافقت هذه الزيادة السكانية ومنها مشكلة الضغط على الكهرباء. ونحن هنا نتعامل مع الإنسان كإنسان.

ما هي المعوقات / الصعوبات والتحديات التي واجهتها اللجنة الشعبية في تأسيس شبكات التكافل\التضامن الاجتماعي وكذلك في النضال الوطني الفلسطيني في السبعينيات والثمانينيات؟

  • ضعف الامكانيات والموارد التشغيلية للجان الشعبية أدى الى اضعاف ثقة الجمهور باللجان الشعبية .
  • ضعف التنسيق والتكامل بين اللجنة الشعبية كسلطة تشريعية والقوى الأمنية كسلطة تنفيذية والقيادة العامة للمراقبة والمتابعة من أبرز التحديات التي تواجهها اللجنة الشعبية.
  • غياب فكرة التطوع وهي احد التحديات في ظل هذه الظروف الصعبة حيث يسأل الأشخاص خاصة من فئة المتعلمين الذين يطلب منهم الإنضمام للجنة الشعبية أو عند حاجة اللجنة لهم لمصلحة المخيم  عن البدل المادي الذي سيتقاضونه لقاء ما سيقدمونه من عمل أو خدمات.
  • تراجع على صعيد الخدمات ( خاصىة الكهرباء ) في ظل الزيادة السكانية، لكن هذا التحدي تم حله  بالتعاون والتنسيق مع UNDP  وشركة الكهرباء حيث تمّ  بناء محطات كهرباء جديدة، كما تم حل مشكلة المياه بالتنسيق مع الأونروا التي قامت بحفر آبارجديدة في المخيم.
  • هناك تحدي أخر وهو ضعف التنسيق بين الجمعيات والمنظمات العاملة في المخيم والتي تقدم ذات الخدمات دون الأخذ بعين الإعتبار حاجة المخيم، وتقسيم وتوزيع العمل فيما بينهم حيث إنهم يقومون بتوزيع ذات الخدمات على سكان المخيم فيحدث فائض في مجال معين  فيما انه هناك نقص في مجالات اخرى .

حاولت اللجنة الشعبية ان تحل هذا التحدي بعقد اجتماع مع ممثلين عن هذه الجمعيات  وطرح عليها هذا الموضوع  ولكن لم يتغير شيئ حتى الأن.

  • التحديات التي نواجهها مع الدولة اللبنانية على صعيد العمل انها تمنع الفلسطيني عن مزاولة ما يزيد عن 70 مهنة  وهذا طبعاً يزيد العبء على المخيم وعلى اللجنة الشعبية.
  • التحديات مع الأونروا حيث تواجه اللجنة الشعبية مشكلة تقليص الأونروا لخدماتها الأمر الذي يزيد العبء على اللجان الشعبية .
  • سياسة قسم الشؤون الاجتماعية : منذ عام 2015 ( 7 سنوات ) لم يتم فرز حالة اجتماعية جديدة بالرغم من الظروف السيئة التي مرّت على المخيمات من ازمات اقتصادية وضيق فرص العمل وتراجع مستويات المعيشة.
  • غياب البدائل هو أحد التحديات أيضاً.

ما أبرز الأعمال الجماعية للجان الشعبية؟ ما تأثير هذه الأعمال الجماعية وشبكات التضامن في تغيير المجتمع الفلسطيني ومفهوم التضامن والنضال؟

  • إحتجاجات ضد الأونروا والمفوض العام في لبنان
  • إعتصامات\ مظاهرات ومسيرات
  • اجتماعات مع الفصائل
  • اغلاق مكاتب الأونروا إحتجاجاً على تقليصاتها وسياساتها الأخيرة.
  • توفير الخدمات للمخيم على مدار السنوات في ظل رفع الدولة اللبنانية يدها عن المخيم.

وهذا  الذي يمكن ان تقوم به اللجنة الشعبية وفق إمكانياتها وقدراتها ودورها. وكل الخدمات والمنشآت والمشاريع التي نفذتها  اللجنة الشعبية على مستوى المخيمات كانت من أبرز مظاهر الأعمال الجماعية وكانت نتيجة جهد وتواصل اللجان الشعبية مع كل المرجعيات سواءاً كانت فلسطينية أو لبنانية، على مستوى محلي أو مركزي الى أن تمكنت من الحصول على تمويل لكل مشروع من المشاريع التي تمّ تنفيذها.

  • إستطاعت اللجنة الشعبية أن تنشأ مركز تربوي نفسي إجتماعي بالتنسيق مع مؤسسة اليونيسيف وكان يضم حوالي 400 طفل وإستمر لسنوات وكان بعهدة اللجنة الشعبية، حتى أن الأنروا كانت تقوم بفرز الطلاب الذين هم في حاجة إلى دعم دراسي إلى هذا المركز.
  • النشاطات الوطنية: قديماً كنّا نأخذ آخر حصة من البرنامج الدراسي اليومي للحديث عن ذكرى النكبة ( 15 أيار) وأيضاً في ذكرى النكبة كانت تتشكل لجان لجان من اللجنة الشعبية وتتوزع على المدارس ويتم الحديث عن النكبة وشرحها للطلاب، كما كنّا ننظم المسيرات. لكن توقف ذلك بسبب سياسة الأنروا في المدارس حيث منعت النشيد الوطني الفلسطيني، حتى الخريطة تمّ نزعها من المدارس.

الأنروا هي مؤسسة دولية  معنية بإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين في الأقطارالخمسة ومنها مخيمات لبنان وتتلقى الأموال من الدول المانحة التي بعضها أوقف الدعم لها كالولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية مما أثر على خدماتها وخاصةً الصحية والتعليمية التي تقدم للاجئين تنفذ قرارات الأمم المتحدة التي توجهها بإتجاه آخر.

فعندما تصدر الأنروا قرار بمنع النشيد الوطني الفلسطيني وإزالة الخريطة فهل تعمل لصالح المجتمع الفلسطيني؟

إن التواصل مع الناس ومعاملتهم من منطلق انساني وعدم إشعار أحد بأنه غريب عن المخيم وعدم إستثناء  احد من الخدمات على أساس “الجنسية” عزز مفهوم التضامن بين الناس فبعد أن إعتاد المخيم على إستقبال نازحين من مخيمات أخرى وعملنا على محاربة النعرات أستقبل المخيم اللآجئين من سوريا بكل رحابة صدر.

من وجهة نظرك ، هل استطاعت اللجان الشعبية أن تؤدي دورها السياسي والخدمة الوطنية الذي يمكنها من بلوغ الهدف الأساسي (التخلص من الاستعمار)؟ مدى ثقة الجمهور باللجنة الشعبية؟ كيف تتجسد هذه الثقة أو تتمثل (أشكال الثقة)؟ مدى التزام الناس بقرارات اللجان الشعبية؟ كيف يلتزمون (أشكال الالتزام)؟

الثقة بين الجمهور واللجان الشعبية  وأشكال الثقة:

على صعيد مخيم البداوي الناس تعتبر ان اللجنة الشعبية هي مرجعية المخيم، وكل المشاكل التي تحدث مع الناس يتم اللجوء الى اللجنة الشعبية لحلها، ايضاً قضايا تأجير البيوت والايجارات والعقود تتم من خلال اللجنة الشعبية ، وكل الخلافات التي تحدث بين العائلات  يتم اللجوء الى اللجنة الشعبية لحلها حتى مشاكل المياه والكهرباء والصحة… إلخ تلجأ الناس الى اللجنة الشعبية وهذا يعطيها الثقة الى حدٍ ما لكن في ظل قلة الموارد والإمكانيات المادية التي تبقي اللجان الشعبية عاجزة على تلبية كل الخدمات مثلاً في حال حدث عطل في محوّل الكهرباء، واللجنة لا يكون لديها القدرة والإمكانيات لمعالجة هذه المشكلة بشكل سريع، فإن الناس سوف تفقد ثقتها باللجنة وتشكك في دور اللجنة الشعبية.

ولضعف الإمكانيات والموارد كنا نستعين في الفترات الأخيرة بالجهات المانحة  ونقوم بالتواصل مع  الجهات المانحة التي تقوم بدعم مشاريع من هذا النوع. مثلاً دائرة شؤون اللاجئين قامت بتأمين موارد من أجل حل مشكلة الكهرباء وشراء أشرطة ومحوّل كهرباء. وبالتالي إن عدم قدرة اللجنة الشعبية نتيجة ضعف الإمكانيات والموارد على حل المشاكل بشكل سريع وفوري يضعها أمام مشكلة عدم ثقة.

هناك جزء من الناس يطلب ان تكون اللجنة الشعبية منتخبة من الناس طالما ان اللجنة الشعبية لا يتم فرض أعضاءها وإختيارهم وتعيينهم  دون الرجوع إلى الناس، وطرح مشروع لإنتخاب أعضاء اللجنة الشعبية وبرأينا هذا هو الأصح حيث انه عندما يقدم الناس على انتخاب الاعضاء ولا يتم فرضهم فإنهم  يشعرون بالراحة والثقة اكثر.

الإلتزام وأشكاله:

اللجنة الشعبية هي عبارة عن مجلس بلدي.  واللجنة الشعبية هي لجنة تشريعية وليس لجنة تنفيذية.

وعادةً في البلدية عندما يتم اتخاذ قرار تقوم شرطة البلدية بالعمل على تطبيق هذا القرار والحرص على الالتزام به، ولكن  في هذا الشق يختلف عمل البلدية عن عمل اللجنة الشعبية، فأحياناً يكون هناك إستجابة وإلتزام بقرارات اللجنة الشعبية وأحياناً لا يتم الإلتزام.

مثلاً فيما يتعلق بقرار اللجنة الشعبية بإزالة المخالفات من الطرقات وتنظيف الشوارع  لم يتم الإستجابة، وذلك نتيجة خلل حيث ان اللجنة الشعبية لديها  لديها ارتباطات مع مرجعيات اخرى على صعيد المخيم  واللجنة الشعبية احد الأعمدة الثلاثة الموجودة في المخيم  ( لجنة شعبية/ قوى امنية مشتركة/ قيادة فصائل). عند تكامل هذه الاعمدة الثلاث تصبح قرارات اللجنة الشعبية نافذة في المخيم حيث يتم الإستجابة والإلتزام بقراراتها.  فعندما تأخذ اللجنة الشعبية قرار وتصبح القوى الأمنية معنية بالتنفيذ  وقيادة الفصائل معنية بمتابعة مدى الإستجابة والإلتزام يصبح هناك إلتزام تام بقرارات اللجنة الشعبية.

نتيجة هذا الخلل وعدم التكامل بين الأعمدة  الثلاث لم نصل لهذا المستوى فيما يتعلق بالإلتزام الكامل بقرارات اللجنة الشعبية .

المجتمع غير متكامل مادياً وثقافياً وإجتماعياً  وهنا تكمن المشكلة. أما التباين في وجهات النظر السياسية  نقوم بتحديدها جانباً  كون عملنا خدماتي وإجتماعي،  لكن المشكلة عامة في كل المجتمعات العربية  أن هناك مزاجيات وخلافات معينة والإمكانيات مختلفة والمجتمع دائماُ بحاجة  للدعم المادي.

نحن حاول قدرالمستطاع تطويراللجنة الشعبية لكن هذا لا يتم بآلية كتابية وآلية القرار والأمر، إنما يتطلب وعي جماهيري وهذا يختلف من فئة لأخرى ومن شريحة لأخرى.

لماذا يوجد أكثر من لجنة شعبية في بعض المخيمات؟ كيف يتم التنسيق بينهم؟ تأثير هذه الازدواجية على المخيم وعلى المجتمع الفلسطيني ككل؟

خصوصية اللجنة الشعبية في مخيم البداوي: في الشمال وبالتحديد في مخيم البداوي يوجد لجنة شعبية تابعة لمنظمة التحرير تتابع مهامها بشكل مشترك وبالتنسيق مع اللجنة الشعبية التابعة لقوى التحالف تحت شعار “اللجنة الشعبية الموحّدة” وهي تتضمن كل الفصائل ( 17 فصيل جميعهم ممثلين في اللجنة الشعبية) ونسميها اللجنة الشعبية الموحّدة لقوة التنسيق والعمل المشترك بين اللجنتين وتقوم بحضور إجتماعات الفصائل الدورية.والعنوان الذي تعمل تحت إطاره ” فصائل المقاومة الفلسطينية واللجان الشعبية”. بينما في مخيمات أخرى يختلف الوضع قليلاً حيث أنه لا يوجد لجان شعبية موحّدة إنما لجنتين شعبيتين وليس لجنة شعبية موحّدة. في مخيم عين الحلوة مثلاً هناك لجنة شعبية تابعة لمنظمة التحرير ولجنة شعبية تابعة لقوى التحالف الفلسطيني وهناك لجان تسمى لجان القطاعات ولا تعمل بشكل مشترك وبالتنسيق مع بعضها وهذا الوضع يسري على مخيم برج البراجنة وشاتيلا أيضا.

هل هناك تنسيق بين اللجان الشعبية في لبنان واللجان الشعبية داخل فلسطين؟ لماذا يوجد اختلاف في خطط وأهداف اللجان الشعبية في فلسطين ولبنان (التركيز على الجانب الخدمي)؟

لا يوجد تنسيق لكن هناك دائرة تجمع الجميع” دائرة شؤون اللآجئين” وفي سنوات متباعدة يقوم وفد من اللجان الشعبية في فلسطين بزيارة اللجان الشعبية في لبنان، وكان هناك وعد أن تقوم اللجان الشعبية في لبنان بزيارة اللجان الشعبية في فلسطين لكن ذلك لم يتحقق.

وحتى عملية التواصل تكون تراتبية فنحن نتواصل هنا مع السفارة والسفارة بدورها تتواصل مع الداخل الفلسطيني.

بالنسبة للهدف فهو واحد أما بالنسبة للخطط فتختلف بحسب السياق وإختلاف الظروف ولا يمكننا بسياسة واحدة أن نحكم ونتحكم بمختلف الظروف.

كيف تتعامل اللجنة الشعبية مع الظروف الحالية (الانهيار الاقتصادي ، اللاجئون السوريون ، كوفيد -19)؟

لعبت اللجان الشعبية دور تنسيقي فكانت تضع  برامج الندوات والتنسيق مع المؤسسات  التي كانت تقدم خدمات للعائلات والأشخاص المصابين بكورونا وكانت تنسق مع المؤسسات الطبية العاملة على صعيد المخيم( الهلال، عيادات الأونروا، المستوصفات الخاصة)، وكانت تقوم بجولات ميدانية في الشوارع  من اجل التوعية وتقديم النصائح حول الوباء للحماية والوقاية منه.  ونسقت مع الدفاع المدني لرش الأدوية والمعقمات في المخيم، وكانت تتواصل مع المجلس النرويجي من اجل تأمين متطلبات الأدوية والمعقمات للمخيم.

بالنسبة للفلسطينيين النازحين من سوريا كانت قضاياهم الصحية والتعليمية تتم متابعتها  وبالنسبة للسوريين المقيمين في المخيم، فهم مقيمين في المخيم لكنهم مسؤولية  UNHCR  وقد قامت بتوفير ايجارات المنازل لهم وعدد من المدارس في جبل البداوي. بالإضافة الى توزيع المساعدات الغذائية.

في ظل انتشار وباء كورونا تعاملنا مع الجميع بالتساوي دون إستثناء أو وضع اعتبار “الجنسية ” وتعاملنا مع الإنسان كإنسان من ناحية توزيع المواد الغذائية  في ظل هذه الظروف الصعبة وفي ظل توزيع المعقمات ومواد التنظيف.

ما هي الخطوات اللازمة لتفعيل \ تطوير وتعزيز دور اللجان الشعبية لتقوم بدورها كجزء من النضال الوطني الفلسطيني؟

  • أن يتم وضع برنامج بآليات محددة لإجراء إنتخابات محلية لإنتخاب لجان شعبية تمثل المجتمع الفلسطيني في كل مخيم من المخيمات. والخطوة الاولى لفتح باب الإنتخابات تتطلب وجود وعي. وأي شخص يريد المشاركة في الإنتخابات يجب ان يقوم بناءً على معايير أولها سمعته وقدراته على التطوير.
  • أن يتم وضع برنامج عمل يتناسب مع واقع وجودها في كل مخيم من المخيمات.
  • تحديد حاجات اللجان الشعبية من الموارد المادية التي تسمح بتلبية حاجات المخيم.( رفع الموازنة المالية للجان الشعبية).
  • أن يتم توفير بدل مادي للكفاءات التي ستتطوع وستنضم للجان الشعبية.
  • أن تغطى اللجان الشعبية المنتخبة من الحاضنة الفلسطينية وهي جزء من هذا الموضوع وأن لا تترك وحيدة في هذا الميدان.

عندما نصل إلى هذه المرحلة يصبح المخيم قادراً أن يواصل مسيرته في الدفاع عن حقه والنضال من أجل قضيته إلى أن تتحق العودة إلى فلسطين.

مقالات ذات صلة