المقالات

الأمريكان إذ يقررون تحطيم الإخوان … ماذا بعد؟!

الأمريكان إذ يقررون تحطيم الإخوان … ماذا بعد؟!

علاء أسعد الصفطاوي

عندي معلومات خاصه ..لا أستطيع أن أذكر مصدرها نظرا لحساسية ذلك ..تفيد بأن الاداره الأمريكيه قد قررت حرمان مصر من قرض صندوق النقد الدولي وقيمته (4.8) مليار دولار والذي كان قد أُعلن عنه قبل شهور دعما للحكومه المصريه الجديده وجهودها التنمويه لبناء الاقتصاد المصري ..، مرة أخرى أرجو أن لا يسألني أحد عن مصدري هذا .. ولكن القادم وحده هو ما سيدلل على مصداقية كلامي ..،

ومع ذلك فسأستعين هنا بما تفوهت به مؤخرا – ( ثم تراجعت عنه.. انظر الى بيان السفاره الأمريكية الجديد في القاهره على موقعها) – السيده “آن باتيرسون” سفيرة الولايات المتحده في مصر أثناء خطابها مؤخرا في الاسكندريه وهي تشارك بافتتاح احد المشاريع التنمويه المصريه بالشراكه مع شركة أمريكية في تصريحات قوية وغير عادية حيث قالت السفيرة الأمريكية : إنه يتعين على الحكومة والمعارضة في مصر الكف عن تجاهل المشكلات الاقتصادية والعمل معا على حلها.

معتبرة أن الطريق الأكثر كارثية للحكومة والقيادة السياسية للبلد – سواء في السلطة أو في المعارضة- هو تجنب اتخاذ قرارات وعدم إظهار القيادة وتجاهل الحالة الاقتصادية للبلد، وفقا لرويترز. وأضافت “المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بحاجة إلى الوصول إلى نقطة نهاية.”، علما بأنه كان قد تحدد عدة تواريخ قريبه لاستئناف المحادثات بين الحكومة المصرية وصندوق النقد الدولي لكن شيئا من هذه اللقاءات لم تحدث بين الطرفين ..لكن مصدرا في صندوق النقد الدولي قد صرح لوكالة رويتر أن المحادثات أرجئت مرارا بسبب إحجام الحكومة عن خفض الدعم على السلع الأساسية والوقود الذي يعتمد عليه الفقراء.,

هذا غيض من فيض ..، عندي معلومه أخي ستشير استغراب القارىء ..,هي أن هذا الصندوق قد قرر – دون الاعلان عن ذلك تقديم دعم لنظام الأسد في سوريه عباره عن قرض بقيمة مليار ونصف المليار دولار ..؟!! ، وعندي معلومه ثالثه ..وهي أن دوله كالجزائر ( الجزائر حليفة لنظام الأسد ) حولت من فائض أرصدتها المالية الى الصندوق ما قيمته خمسة عشر مليار دولار دعما للصندوق ..؟؟ّّ

اذا صدقت هذه المعطيات ..فكيف نفهم ما يجري على الساحه السياسية ..وما هي الاستنتاجات التي قد نخرج منها ..؟ وما علاقة ذلك بالملف الايراني ..؟!!

لن أشرح ..، بل سأترك ذلك لذكاء القارىء ..!

ولكني أفهم الآن شيئا واحدا وهو أن الأمريكان قد قرروا تحطيم جماعة الاخوان الفائزه في الانتخابات أو التي في طريقها للفوز بها في دول ثورات الربيع العربي ..وفي مقدمتهم مصر ..ثم تونس ..ثم سوريا ..ودعك من كل التصريحات الفقاعيه التي تصدر عن ناطقيهم الرسميون والتي هدفها الأساسي هو الخداع والتضليل ..واغراء وايهام الضحيه بأنها ستأكل الشعير فيما يحضر لها الجزار سكينة الذبح!

هذا يعني أن سياسة تطويع الاخوان وتدجينهم التي قادها أوباما خلافا لوجهة نظر اسرائيل والمخابرات الأمريكيه قد فشلت ..وأن الأمريكان قد تحولوا بنسبة مائة وثمانون درجه في سياستهم مع الاخوان ..

أريد فقط من الاخوان أن يفهموا شيئين ..: أولا : أن امريكا لا يمكن لها أن تقبل حلولا وسط فيما يتعلق بأمن الصهاينة ورأس حربة الغرب في المنطقه ” اسرائيل ” ..فإما التعاون التام معها ..أو المواجهة ..ولا يوجد حلول وسطى ..وأعتقد أن الأمريكان قد باتوا يطلبون وسيطلبون في المستقبل المنظور تنازلات كبيره من مرسي والاخوان بشأن العديد من الملفات الملحه الداخليه والخارجيه في المنطقة وأهمها عدم المساس بكل منظومه الأمن التي أرساها مبارك لصالح الصهاينة والأمريكان أثناء حكمه ..لذلك نرى اليوم وسترى العديد من حالات التمرد داخل الأجهزه الشرطيه وغدا الأجهزه الأمنيه الخاصه الموروثه عن نظام المخلوع ..وكذلك الاستمرار في حصار حركة حماس وقطاع غزه ما دمت تسيطر عليه هذه الحركه ..وعدم الاقتراب من الايرانيين بتاتا ..

ثانيا : أرجو أن يفهم الاخوان ..أن تبني الاسلام كدين ونهج وسطي مستنير وفي أكثر تجلياته سماحة لا يمكن أن يقبل أنصاف الحلول مع الأمريكان أو التعاون معهم للاستمرار في استخدام مصر ك ” دوله خادم ” للسياسة الاستكباريه الغربيه الأمريكيه ..لأن أحد أهذاف ثوره مصر كان الكرامه ..ولا كرامة للمصريين عندما يرتضون لأنفسهم الاستمرار في العمل كعبيد لا سمح الله للصهاينة والأمريكان ..فإن لم يتمكن الاخوان من قيادة سفينة البلد في مواجهة هذه السياسة الاستكباريه ..فعليهم أن يتنحوا جانبا ..وهو ما تفكر به اليوم جديا حركة النهضة الاسلاميه في تونس ..هذا أشرف مليون مره من أن يكون الاسلام هو عنوان جديد للتنازلات وللهيمنه الغربية الحديده على مصر والمنطقه ..

بالأمس تلقى التونسيون صدمه استشهاد المعارض اليساري ” شكري بلعيد ” ..ليفهم حزب النهضه الرساله ..واليوم يستلم المصريون رساله أقل شأنا باغتيال ” الاعلامي المصري ” عباس جمعه ” ..الذي وجد مقتولا في أحد نواحي القاهره ..وبالطبع سيُتهم بقتله الاسلاميون ..!

لوكنت مكان الاخوان ..للجأت الى الله أولا ..ثم الى الشعب بكل طوائفه الثوريه المخلصه لاستنهاض البلد ..والوقوف في وجه أمريكا وكيانهم الصهيوني واستبدلت كل تحالفاتي ..اليوم وليس غدا ..

اليوم قبل أن تأكلني وتأكل بلدي آلة التخريب الغربي كما أٌكلت قبلي الثور الأبيض ..

آلة التخريب الغربيه تقول ..أن لا انتخابات في ظل قوه الاخوان ..لا استقرار في ظل سيطرة الاخوان ..لا استنهاض ..في ظل حكم الاخوان ، وهذا سينعكس حتما على مصر ..ثم غزه ..ثم سوريا ..ثم تونس

هذا هو القانون الأمريكي الجديد ..فليتعظ المتعظون ..!

وكالة سما الإخبارية، 13/2/2013

مقالات ذات صلة