المقالات

رحيل مناضل أممي الرفيق المناضل مارك رودين.

أكتب اليوم من على متن الطائرة المتوجهة من عمان الى فينا بعد ان أمضيت رحلة جميلة مع الأهل والاصدقاء والرفاق في ربوع الأردن وفي شهر رمضان المبارك.

كما اكتب اليوم في ذكرى استشهاد القادة الثلاثة الكمالين ناصر وعدوان وابو يوسف النجار رحمهم الله هذه الذكرى التي تتصادف مع رحيل الثائر الأممي الرفيق والصديق مارك رودين قبل يومين. كي نؤكد لهم جميعا اننا على عهدمواصلة الثورة حتى تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني. وتحقيق اهداف شعبنا كامله و نقول لهم ما زلنا على طريق الثورة والمقاومة حتى ازالة دولة الكيان .
و بشكل خاص اكتب اليوم عن رحيل واحد من فرسان الثورة الفلسطينية و واحد من ابطالها الرفيق الراحل
مارك رودين.

مارك رودين.. السويسري الشجاع الذي أصبح فلسطينياً
مارك رودين.. السويسري الشجاع الذي أصبح فلسطينياً

في صباح يوم السبت ٨/٤/٢٠٢٣ تواردت الأنباء من سويسرا معلنة رحيل مناضل أممي كبير سار على خطى جيفارا ..أمن بالنضال الأممي في مواجهة الإستغلال وقاوم الاضطهاد واكد دوما على الشعار الذي رفعه الثائر الاممي الكبير ارنستو تشي جيفارا ،الذي كان يردده دوما وفي كل المناسبات.
(لا يهمني اين ومتى سأموت ،ولكن ما يهمني ان تبقي الثورة قائمة و النضال مستمر حتى لا يميل العالم بكل ثقله على اجساد الفقراء اليائسين و المظلومين.)
لقد كان الرفيق مارك واحد ممن جسدوا هذه النظرية و طبقها عمليا.كان قلبه ينبض بحب فلسطين ….حمل البندقية وخاض معارك الدفاع عن الثورة في لبنان،
كما حمل ريشته و رسم بها اجمل اللوحات عن يوم الأرض وتل الزعتر ..عن القدس والمخيمات.لقد رسم اجمل اللوحات و اكثرها تعبيرا عن نضال الشعب الفلسطيني وتاريخه
و طالما تزينت مجلة الهدف الناطقة بلسان الجبهة برسوماته الفنية الرائعة. الأسبوعية التي كانت تشكل غلاف مجلة الهدف.
الرفيق مارك رودين كان ثائرا أمميا حقيقيا ومقاتل بارز في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
مارك رودين،جسد من خلال ريشته وقلمه وبندقيته حب فلسطين و دافع عنها في اصعب الظروف.
مارك رودين جاء من سويسرا بلد الرخاء و الرفاهية ..جاء إلى لبنان تاركا كل الإمتيازات وعاش في المخيمات الفلسطينية وحمل الهم الفلسطيني.
تمت مطاردته في سويسرا و أوروبا وسجن عدة مرات بسبب مشاركته في الأعمال النضالية.
اعتقل في تركيا وحكم عليه بالسجن لسنوات طويلة ( عشر سنوات)
امضى جزءا منها في السجون التركية تحت التعذيب و اكمل مدته في سويسرا حيث كان مطلوبا
ورغم قساوة ومرارة الإعتقال ،لم ينحني مارك ولم يخضع لعمليات الابتزاز و استمر في عمله مدافعا عن الثورة الفلسطينية و الشعب الفلسطيني و حافظ على تواصله مع الرفاق في الجبهة الشعبية الذين قضى معهم أجمل أيام حياته كما كان يقول.
مارك رودين احبه كل من عرفه من الرفاق و ابناء المخيم.
عاش معنا و بيننا في الفرع الخارجي و كان واحد منا.
حاز على عضوية الجبهة الشعبية بشكل استثنائي تكريما له و لدوره النضالي.
كان متواضعا مارس دوره و عمله بهدوء بعيدا عن الضجيج الاعلامي
واستحق عن جدارة حب الرفاق واحترامهم له وتقديرهم لدوره.
اليوم ونحن نودع هذا الثائر الأممي الشجاع ابن الجبهة الشعبية ،
نقول برحيله خسرت فلسطين واحدا ابطالها المدافعين عنها وخسرت الجبهة الشعبية واحدا من ابطالها الاممين امثال كارلوس و اوكوموتو
و ظافر الإيراني و باتريك ارغويللو وغيرهم.من الأبطال الاممين الذين نعتز ونفتخر بهم و نضالاتهم وهم ابناء مدرسة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
رحل الرفيق مارك رودين جسدا ولكنه بقي معنا فكرا و ممارسة و تاريخا مشرق.
بمناسبة رحيله نتقدم بخالص العزاء لأسرته و رفاقه و محبيه وكل من عرفه.ونقول له لن ننساك ستبقى حيا فينا وعندما تعود فلسطين حرة سوف نخلد ذكراك و نقيم لك نصبا يعانق السماء …نصبا يعبر عن الحب و الوفاء.
لقد عرفت الرفيق مارك اثناء اقامته في بيروت وكنت التقيه يوميا في مكتب الفرع الخارجي.
كان نموذجا في التواضع والعطاء.ومثلا يحتذى.
في يوم رحيله نقول.
تحية لك أيها الثائر الأممي.
خسرناك يا رفيق ولن ننساك.

رحم الله الرفيق رودين وكل الشهداء…سوف يبقى خالداً معنا و فينا.

طارق ناصر ابوبسام
من على متن الطائرة
١٠/٤/٢٠٢٣

مقالات ذات صلة