المقالات

أرقدي بسلام يا إبنة الحقيقة، وحارسة الرواية الفلسطينية، وسامحي تفاهات صغار النفوس الذين يطلقون أسئلة الكفر

أرقدي بسلام يا إبنة الحقيقة، وحارسة الرواية الفلسطينية، وسامحي تفاهات صغار النفوس الذين يطلقون أسئلة الكفر: هل تستحقين الترحّم أم لا؟ سامحي أصحاب فتاوى العار وتفاسير الكفر بإسم الله والجنّة ويوم القيامة !
مَن يعرف الله لا يكفّر أحداً ولا يطلق الأحكام بل يعلن المحبة في كل آن.
ها أنت تُقتَلين مرّتين وأكثر برصاص الجهل وبأسئلة الشيطان: هل تستحقين الترحّم أو لقب شهيدة؟
بالله عليكم…
إتركوا الله يحكم ويُدين ويميّز الخراف عن الجداء ، مَنْ فوّضكم عمل الألوهة ؟ من أقرضكم ميزان عدل السماء يا أهل الظلم والإقتتال؟
شيرين في موتها هي مسلمة وأكثر، ومسيحية وأبعد، وبوذية وأعمق ويهودية وأكبر، لأنها إنسان تنبض بروح الله وتعكس صورته، قبل إعتناق الدين، إعتنقوا الانسانية المعذّبة برصاص قايين، قبل الدين إعتنقوا الانسانية المسجونة بقضبان التكفير والتكبير المزيّف، والجوع والفساد…وتُخنَق بشريط الشائك لِما يسمى أرض الميعاد! وهل سيأتي المسيح سيراً على دماء الأطفال الابرياء والشهداء الأبرار؟ هَزُلَتْ !
يتجادلون في الدين بينما الانسانية تغرق في الدماء! هزُلَتْ!
بإستشهادها الصارخ هي إمرأةٌ بمئة رجل مسلّح، بموتها وبإستشهادها هي إمرأةٌ بمئة رجل دين! بمئة رجل يدعّي التقوى والفضيلة على صفحات السوشيل ميديا ولعابه يسيل من فمه!
لنخجل أمام رهبة الموت ولنصمت أمام العزّة الالهية! لا تدينوا كي لا تدانوا !
لنخجل أمام دم شهيدة الحقيقة التي حاولت، وبحسب قولها وقبل مماتها، أن تنقل الى الضؤ أصوات المعذّبين والمتألمين في فلسطين الحبيبة علّ هذا العالم يصبح أفضلاً.
حاربت بحبرِها وصوتها وعدستها قذائف الظلم والغزو والكره…فقُتلت من أجل كل إنسان حرّ وليس من أجل المسيحية!.
إرقدي بسلام شيرين بو عاقلة بين يدَي الحقيقة الازلية الخالدة، ليس هناك رصاص الحلال والحرام، وليس هناك قنّاص الجهل والعار، ليس هناك إطلاق التفاسير الشيطانية… بل فرح وسلام وأمان في حضرة الله الذي لا تستوعبه، ولا تدركه أي ديانة أرضية !
الاب فادي روحانا

مقالات ذات صلة