المقالات

رشاد ابوشاور شجرة فلسطين المثمرة

رشاد ابوشاور شجرة فلسطين المثمرة

بقلم نضال حمد

2012-12-26

تحية للصديق رشاد الذي اعتز بان الموقف الوطني الصلب جمعني به ومعه منذ ما قبل حصار بيروت 1982 ومازال يجمعنا حتى هذا اليوم.

وانظروا كم من الرؤوس والوجوه وأشباه المناضلين والأدباء والكتاب والإعلاميين تساقطوا خلال تلك السنوات الثلاثين.

تحية لرشاد ولكل من له موقف سياسي عروبي ، قومي ، تقدمي ، إنساني و أخلاقي شبيه بموقف رشاد.

فمن هو هذا الرجل الذي أحييه بمثل هذه التحيات ..

انه ابن كنعان ، الفلسطيني ، الأديب الروائي القصاص والكاتب السياسي والثقافي ، ابن البلد الأصيل، الذي بدأ حياته فدائيا منذ البدايات الأولى لانطلاقة العمل الفدائي الفلسطيني . بعد ان هجرت عائلته سنة 1948 من قريته ذكرين الى الخليل ، ثم وصلت العائلة الى مخيم الدهيشة في بيت لحم وبعد ذلك الى منطقة أريحا، حيث وجدت نفسها مع اللاجئين الفلسطينيين من القرى والبلدات الأخرى في مخيم عقبة جبر – النويعمة قرب أريحا.

في المخيم ومنه بدأ رشاد يؤسس مع رفاقه للعمل الوطني الفلسطيني المقاوم بالكلمة وبالبندقية. وتأثر بوالده المناضل الشيوعي الذي قضى حياته مناضلا في سبيل الحرية والعدالة والمساواة وتنقل من سجن الى سجن. لكن رشاد لم ينهج نهج والده الشيوعي إذ أنه كان ومازال ناصرياً يستلهم فكر ثورة الزعيم جمال عبد الناصر .

قبل و بعد نكسة 1967 سافر رشاد مع والده الى دمشق العروبة والتاريخ والحضارة والانتماء وهنا اقتطف فقرة مما جاء في شهادة الكاتب والأديب الفلسطيني حسن حميد وهي شهادة طويلة وجميلة جدا عن رشاد المبدع حيث يقول حميد : ” ويرتحل مع والده إلى دمشق ليعيش فيها فترة تعد من أخصب فترات حياته، تلك الفترة الممتدة ما بين عامي 1957 و 1965 حيث كانت الشام تعيش ربيع الوحدة مع مصر، ومرارة الانفصال في الوقت نفسه، ومن ثم نشور الحياة الجديدة بدءاً من عام 1963. يعود رشاد أبو شاور ووالده إلى مخيم النويعمة في أريحا فيعيش فيه حتى عام 1967، وإثر عدوان 1967 يطرد مع والده إلى الأردن.. وهناك يعيش في مخيم جديد هو مخيم النصر، وفيه راحت تتزاحم فيه صور أمكنة ثلاثة هي .. صور قرية رشاد أبو شاور الأولى (ذكرين)، وصور (القدس)، وصور (أريحا) ومخيم النويعمة/ عقبة جبر.. لهذا لا يُسأل رشاد أبو شاور عن اختناقات روحه وغصاتها الوطنية.. ومن الأردن يغادر الأب (محمود أبو شاور) وابنه رشاد أبو شاور إلى دمشق مرة ثانية كصديقين الأب شيوعي، والابن ناصري.. وكلاهما يغرق في أفكاره إلى حد التعصب. وفي دمشق يفتن رشاد بأحياء المدينة القديمة: القيمرية، ومدحت باشا، وقصر العظم، والدرويشة، والنوفرة، والعمارة، ومئذنة الشحم، والميدان، فتبدو دمشق كأنها توأم القدس، أو لكأنهما معاً تفاحة مشطورة إلى نصفين: نصف مقدسي.. وآخر شامي.. وفي دمشق يحدد رشاد أبو شاور موقفه الفكري.. فيخالف والده في توجهاته ونقاشاته وغاياته.. عندما يتبنى الفكر الناصري اتجاهاً وموقفاً.. ذلك لأنه وعى مبكراً أن قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، وإنما هي قضية العرب، وأن في الوحدة العربية عزة ما بعدها عزة، وأن القومية العربية أكثر من تاريخ مشترك، وأكثر من لغة واحدة، وأكثر من تراث مترامي الأطراف.”.

تلك الفقرة من شهادة حسن حميد تلخص الموقف السياسي لرشاد وهي مفيدة للذين يجهلون خلفية رشاد ابوشاور الفكرية والسياسية. ونضيف عليها شهادتنا الخاصة بحكم العلاقة والصداقة مع رشاد. هذا الكاتب والأديب لم يخطئ في موقف سياسي اتخذه منذ عرفته بشكل شخصي سنة 1980 في بيروت عاصمة المقاومة والفكر وميناء الثورة الفلسطينية العربية ، الذي كان يستقبل سفن الثورة العالمية حتى خروج الفلسطينيين من هناك سنة 1982 . ويذكر من عاشوا تجربة الحرب الأهلية في لبنان التي اندلعت سنة 1975 أنه يوم تدخلت سورية في لبنان لصالح القوى المعادية لمشروع الحركة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية، وقف رشاد مع رفاقه ضد السياسة السورية ويوم تدخلت سوريا عسكريا وقف رشاد مع رفاقه وقاتلوا التدخل العسكري السوري في لبنان. دفاعا عن مشروع لبناني عربي كنا نراه عكس ما كانت تراه القيادة السورية. ويوم تصالح الجميع( عرفات وفتح والبقية) مع سورية والنظام السوري بعد حرب لبنان الدموية كان رشاد مع رفاقه آخر المتصالحين مع النظام السوري. وعندما اندلعت احداث طرابلس بين فتح عرفات وفتح ابو موسى الانتفاضة واصطفت بعض الفصائل هنا وهناك مع فتح عرفات اومع فتح الانتفاضة ، وقف رشاد مع فلسطين والوحدة الوطنية وضد الانشقاق والعدمية والابتزاز ، وكذلك ضد التفرد والاستفراد والانفراد بالثورة والمنظمة والقرار كما كان المرحوم ياسر عرفات. وضد من وقفوا الى جانب المنشقين لتصفية حسابات سياسية جديدة وقديمة مع عرفات وغيره. ووقف رشاد ضد الموقف السوري من الانشقاق في الساحة الفلسطينية ودفع هو ورفاقه ثمنا باهضا لذلك. وفي تلك الفترة من الزمن كانت بعض الأسماء العابرة في الساحة الثقافية والإعلامية الفلسطينية تقف مع مصالحها وتنعم بامتيازات مالية وغير ذلك وبرعاية أجهزة المخابرات التي كانت تضايق رشاد ورفاقه. وكان رشاد مع رفاقه بالكاد يجدون لقمة العيش لهم ولأطفالهم نتيجة محاربتهم لأجل كسر إرادتهم وإخضاعهم سياسيا. أما اليوم فرشاد ورفاقه من المنتمين لفلسطين الكاملة وثوابتها وللعروبة يقفون معا بوجه التدمير المتعمد والمخطط له في سورية من قبل أعداء الأمة العربية وبلباس إسلامي طائفي متشدد وجاهل وغيبي إذا استمر سوف يدمر الأرض والإنسان في وطننا العربي الكبير. أما الأسماء العابرة التي تقف وتعمل مع المخابرات سنة 1983 ضد شعبها وثورتها الآن تقف ضد شعبها وثورتها وضد سورية وأمتها وتعمل مع مخابرات أخرى أقل ما يقال عنها أنها مخابرات معادية للأمة.

رشاد ابوشاور اشرف على تحرير جريدة القاعدة اليومية التي كانت تصدر باسم جبهة التحرير الفلسطينية في لبنان ثم في سورية ،وكانت غالبية المجلات الفلسطينية تحرص على ان يكون لرشاد زاوية ثابتة في المجلة. وهكذا كان الأمر على ما اذكر مع كثير من المجلات الفلسطينية وأهمها مجلة الهدف، مجلة غسان كنفاني ورفاقه في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.. فيما الصحف والمجلات اللبنانية والسورية والعربية الأخرى حرصت أيضا على ذلك. وهنا نعود أيضا لشهادة حسن حميد حيث يقول : ” ثم راح يكتب قصصه الأولى وينشرها في المجلتين الأهم في سورية (المعرفة) و(الموقف الأدبي) مجاورةً لقصص: سعيد حوارنية، وهاني الراهب، وزكريا تامر، ونصر الدين البحرة، وياسين رفاعية، وغادة السمان، وعبد الله عبد، وحسيب كيالي، وكوليت خوري، ووليد إخلاصي.. وبذلك حقق نقلة نوعية غير منتظرة في المجال الأدبي ذلك لأن قصصه لاقت قبولاً وترحيباً مهمين في الأوساط الأدبية. ومن بعد، انتقل إلى نقلة نوعية أخرى حين راح ينشر قصصه في مجلة اللبنانية إلى جوار قصص الأدباء العرب الكبار يوسف إدريس، وسعيد الكفراوي، ويوسف الشاروني، وجمال الغيطاني، والطاهر وطار، والطيب صالح، وإسماعيل فهد إسماعيل، وغسان كنفاني، وسميرة عزام .. ومع حضور المجلات، والصحف الفلسطينية.. غدا رشاد أبو شاور حجر الزاوية في مجالي الإعلام والثقافة الفلسطينيين، كما بات واحداً من أهم الأسماء الأدبية الفاعلة في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين. ومع ذلك ظلَّ رشاد أبو شاور، شأنه شأن الشاعر الكبير خالد أبو خالد، الفدائي الذي يكتب ويجول في دوائر الإعلام والثقافة، والإعلامي والأديب المتواجد في القواعد الفدائية التي عدّها كلاهما الهواء الذي يتنفسانه.. ولعل قصص رشاد أبو شاور الأولى في مجموعاته الأولى (ذكرى الأيام الماضية 1970) و(بيت أخضر ذو سقف قرميدي 1974)، و(الأشجار تنمو على الدفاتر ـ 1975) .و(مهر البراري).. اتخذت من القواعد الفدائية في لبنان بوصفها نقطة مكث ومعايشة وتصارع للأفكار والرؤى والأحلام مجالاً مكانياً لها، يضاف إليه المجال المكاني الآخر المتمثل ببيروت بوصفها رئة مدينية غير قارة من جهة، وبوصفها حلماً مشتهى لا بدّ من مراودته أو الاقتراب منه بين حين وآخر من جهة ثانية “.

رشاد ابوشاور الذي كان أثناء حصارنا في بيروت سنة 1982 من مؤسسي يومية المعركة التعبوية والذي كان له برنامج يومي في راديو صوت الثورة الفلسطينية بعنوان بالبلدي وزواية بجريدة المعركة بنفس الاسم ، كان المقاتلون في محاور القتال ببيروت المحاصرة ينتظرون الجريدة يوميا كي يبدءوا القراءة من زاوية أبوشاور بالبلدي. صحيح ان رشاد ابوشاور هو ابن قرية ذكرين في قضاء الخليل، ولكنه على أرض الواقع ابن كل فلسطين ، وابن المخيمات من الدهيشة وعقبة جبر وعين السلطان قرب بيت لحم وأريحا الى مخيمي جوبر و اليرموك قرب الشام ، الى كل مخيمات لبنان وبالذات مخيم شاتيلا حيث كانت والدته الثانية الراحلة أم ناظم ، أم الشهداء في المخيم المذكور. وهو ابن دمشق وبغداد وتونس وعمان وبيروت وطرابلس الغرب .حيث عاش متنقلا نتيجة العمل الفدائي المقاوم بين هذه البلاد والمدن والمخيمات.

بدايات رشاد أبو شاور القصصية (نشراً) كانت في عام 1966 حين ظهرت له أول قصة منشورة في جريدة ذات أهمية قصوى في أيامها، أعني جريدة (الجهاد) المقدسية حيث نشر قصته الأولى (الليل). وهو أيضا صاحب روايات “البكاء على صدر الحبيب ” التي كانت أول رواية فلسطينية في سبعينات القرن الفائت تنتقد الفساد والاستزلام في الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية . و رواية “العشاق” التي تحدث فيها عن المخيمات الفلسطينية مصانع العشق والثورة والانتماء والبنادق والحب والحرية والحياة بالرغم من الآلام والاحتلال والقمع العربي الرجعي. وصاحب “رواية الرب لم يسترح في اليوم السابع “، التي وصف فيها رحلة الفدائيين الفلسطينيين من بيروت المحاصرة الى ميناء بنزرت في تونس عبر البحر ولمدة أسبوع كامل. وأحدث روايات رشاد هي تلك التي صدرت هذا العام بعنوان “سأرى بعينيك يا حبيبي” وتروي قصة التطرف الإسلامي و”أفغنة” و “طلبنة” الإسلاميين العرب وتحويلهم الى وقود لحرق الأمة بتراثها وحضارتها ودينها ودنياها. وهذا الشيء رأيناه في العراق والجزائر وليبيا وتونس ومصر ونراه الآن في سورية الصامدة الصابرة ، التي تقاوم بطش وهمجية ووحشية الأعداء.

المبدع ، المبدئي والفدائي رشاد ابوشاور ، ابن القواعد وجيل التحرير ، رمز الكاتب الفدائي الأول ،هو من أكثر الناس حبا للعادات والتقاليد الشعبية الفلسطينية والعربية. فعندما كنا نزوره في بيته بمخيم اليرموك قرب دمشق وقت الصباح او المساء كان الإفطار أو العشاء كالمعتاد ، زيت وزعتر وزيتون وشاي بالنعناع. فلسطيني بكل شيء ، بحديثه العذب ولهجته المحببة ، وصوته الجسور ، الصداح، لا تفارقه الدعابة والنكتة. اذكر أنني اتفقت مع رشاد قبل عدة سنوات على الالتقاء في مخيم اليرموك بدمشق ، عند صديقنا القائد السياسي والمثقف الفلسطيني ابن مخيم عين الحلوة ، يوسف المقدح – ابو نضال الأشقر في مكتب جبهة التحرير الفلسطينية بمخيم اليرموك. وجرت العادة عند رشاد ان يحمل معه كلما زار دمشق وصديقنا الأشقر بعضا من الزيت والزعتر والزيتون والنعناع والشاي والخ. فجبهة ابونضال ألاشقر محاصرة ماليا وأوضاعها صعبة وتعيش حالة تقشف منذ الرحيل عن بيروت سنة 1982 . لأنها ترفض بيع موقفها السياسي لمدرسة الأوسلة التي تسمي نفسها الممثل الشرعي والوحيد بعدما لبست جثة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد. المهم وصلت انا وصديق لي من مخيم عين الحلوة في لبنان الى مخيم اليرموك قبل وصول أبو الطيب رشاد بساعات.قمت بالتبضع فاشتريت شايا ونعناعا وزعترا وزيتا و بعض الزيتون الأسود والأخضر .. وكل ما يتطلبه المطبخ من مأكولات تكفينا لمدة أسبوع. وجلسنا ننتظر وصول رشاد بسيارته من عمان. في الختام وصل رشاد منهكا من شدة الحر ، كان يتصبب عرقا، وقد أنهكه الدرج الذي اضطر لصعوده وصولا الى الطابق الثالث. بعد الترحيب وقليل من الراحة والتقاط النفس توجه رشاد الى المطبخ ، ثم بعد لحظات عاد وهم يحمل بيديه علبة شاي وعلبة قهوة ، قدم علبة الشاي قائلا بلهجته المحببة وصوته الصداح : “شاي الربيع للتنظيم البديع” .. ومد علبة القهوة وقال : “بن الجديد للتنظيم الفريد”. وأعقبها وسط قهقهاتنا وضحكنا بالتالي : ” الرفيق أبو نضال الأشقر مواقف وطنية قد ما بدك بس موقف سيارة ما في …” في إشارة من رشاد لعدم تمكنه من إيجاد مكانا لركن سيارته قرب المكتب.

تعرفت على أبي الطيب رشاد شخصيا في بيروت المقاومة سنة 1980 وذلك عبر القائد الشهيد طلعت يعقوب أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية، مع أنني كنت أتابعه عبر المجلات والجرائد الفلسطينية من سنة 1977 . وكان رشاد هو أول من نشر مشاركاتي وكتاباتي سنة 1980 في جريدة “القاعدة” ثم في مجلة “الأفق” وبعد ذلك في يومية ” المعركة” أثناء حصار بيروت سنة 1982 . كنت شابا صغيرا يانعا اكتب بأسماء مستعارة مختلفة منها اسم “حمرا”. وأيضا باسم نضال حمد. منذ ذلك الوقت استمرت العلاقة مع رشاد ابوشاور بالرغم من البعد والسفر والغياب ومرورها بفترة انقطاع جراء ذلك. لكن بعد بروز الانترنت في عالمنا استعدنا وسيلة الاتصال وعادت العلاقات وتطورت كثيرا ، خاصة بعد نكبة الفلسطينيين ومأساتهم الجديدة في أوسلو بالذات. وقمنا معا ومعنا رفاق وإخوة موزعون على دول وقارات العالم كله بمحاولة بتأسيس تجمع الأدباء والكتاب الفلسطينيين في العالم. وأسسناه لكن بعد شهور اعترضتنا مشاكل فقررنا التوقف .

منذ ذلك الوقت ومقالة رشاد أبوشاور كل يوم أربعاء تحت عنوان هواء طلق تنشر في جريدة القدس العربي اللندنية وبنفس الوقت انشرها في موقع الصفصاف. وزاوية رشاد سواء في القدس العربي او في الصفصاف هي من أكثر الزوايا المقروءة والمتابعة من قبل الجمهور والقراء. ولأن رشاد مبدئي وإنسان وصاحب ضمير وسيد موقفه ولا يتبع العملة والذين يدفعون فيركبون وهذه جملته الشهيرة ، بقي فقيرا ماديا وماليا وبالرغم من انه يعيل أسرة كبيرة ، أسرته وأسرة ابنته التي يقبع زوجها في السجن الصهيوني… رشاد إنسان مبدئي مواقفه لا مجاملة فيها ولا تبعية ولو انه كان عكس ذلك لأصبح من رؤساء تحرير الصحف الكثيرة المنتشرة في الوطن العربي والعالم المهجري.

رشاد ابو شاور يمثل وجهاً بارزاً من وجوه الثقافة الفلسطينية المعاصرة الملتزمة والنظيفة الرافضة ،التي تواصل العطاء بهمة لا تكل، وهو بارع في الوصف التفصيلي لمعاناة شعبه من القهر والظلم وألم الغربة وكفاحه من اجل الكرامة والحرية. ورشاد ابوشاور هو الشجرة الأدبية والثقافية الفلسطينية المثمرة لذا إن فكر أي كان من الأعداء أو من الساقطين والفاشلين والمرتدين بمهاجمة الثقافة الفلسطينية وحرية الرأي والموقف السياسي السليم فسوف يختار تلك الشجرة العالية والباسقة والمثمرة لمهاجمتها. لكن رشاد و رفاقه معه تربوا على الالتزام بالقضية والثوابت والمبادئ. ويعرفه أبناء فلسطين والعروبة من أيام بيروت الحصار وما قبلها بكثير ، وما بعدها أيضا. لا يمكن أن يشترى أو يباع او يفرط بالمواقف والمبادئ. لأنه جعل الجوع مطبخا للعقيدة ومازال يتغذى حين يجوع على مبادئه الوطيدة.

* مدير موقع الصفصاف

مقالات ذات صلة