المقالات

47 عام على محاكمة المناضلة القائدة فاطمة برناوي

وانا اتحدث مع اختي المناضله اللواء فاطمة برناوي اول اسيره لحركة فتح في السجون الصهيونيه العام الماضي وكانت تستذكر الحكم عليها من قبل محكمه صهيونيه وتذكرت احداث المحكمه وكيف انها رفضت ان تقف للقضاه وكيف تم ضربها والاعتداء عليها من قبل الحراس والجنود المدججين بالسلاح والعصي وكانت حين اعتقلت اول اسيره لحركة فتح وضعت في حينه عبوه ناسفه في سينما صهيون في القدس الشرقيه المحتله وبدات محكمتها في مثل هذه الايام قبل 47 عام بالضبط واستمرت لمدة اسبوع متتاليه حكمت عليها المحكمه الصهيونيه العسكريه بالسجن الفعلي مؤبدين وعشر سنوات .

كانت في ذلك الوقت صبيه في مقتبل العمر ونفذت اول عمليه عسكريه تقوم بها مراه فلسطينيه بعد احتلال مدينة القدس بتعليمات من القائد الرئيس الشهيد ياسر عرفات والذي كان يقود المجموعات والخلايا العسكريه لحركة فتح باسم الدكتور ابومحمد والذي تسلل الى الاراضي المحتله وكون مجموعات ارتكازيه لحركة فتح داخل الوطن المحتل .

المناضله اللواء فاطمة برناوي
المناضله اللواء فاطمة برناوي

تقول الاخت المناضله فاطمة برناوي انها وضعت عبوه ناسفه داخل سينما صهيون في القدس وتفجرت العبوه وخرجت وعادت الى عملها في مدينة قلقيليه حيث كانت تعمل ممرضه في احدى عيادات وكالة الغوث للاجئين وتم اعتقاله في تاريخ 14/10/1967 بعد يومين من تنفيذ العمليه العسكريه .

وتم اعتقال في ذلك الوقت عدد من أعضاء المجموعه العسكريه والتي كان يقودها الدكتور نور وهو مسئول المجموعه من مدينة القدس وتم ايضا اعتقال المناضل شوقي شحرور واعتقال شقيقتها المرحومه انعام والتي توفيت قبل عدة سنوات واعتقال والدها ووالدتها وتم التنكيل فيهم وتعذيبهم تعذيبا شديدا تم اطلاق سراح والديها بعد اكثر من شهر بالتحقيق وتم الحكم على شقيقتها بالسجن لمدة عام .

المناضله فاطمة برناوي امضت فترة اعتقالها في سجن الرمله العسكري المخصص للنساء وكانت موجه عام المعتقل طوال فتره طويله وتم اطلاق سراحها بعد 10 سنوات وشهر بالكامل كبادرة حسن نيه بعد التوقيع على معاهدة كامب ديفيد بين الكيان الصهيوني والرئيس المصري انور السادات .

عادت المناضله بعد الافراج عنها الى لبنان وهناك عاودت نشاطها التنظيمي والعسكري وعادت للعمل في صفوف الثوره الفلسطينيه وقامت بادوار ومهام تنظيميه مختلفه كانت خلالها عضو بالمجلس الثوري لحركة فتح وعضو بالمجلس العسكري الاعلى للثوره الفلسطينيه والاتحاد العام للمراه الفلسطينيه وعضو بالمجلس الوطني الفلسطيني وشاركت بتاسيس الشرطة النسائيه الفلسطينيه بقرار من المجلس الثوري لحركة فتح وشاركت باخفاء احد الجنود الصهاينه الذي تم اسره من قبل ابناء حركة فتح وعالجته فتره طويله حتى تم شفائه .

والمناضله الاخت فاطمة برناوي متزوجه من الاسير المحرر المناضل المرحوم فوزي النمر الذي توفي العام الماضي رحمه الله مستشار الرئيس للتواصل الانساني مع اهلنا فلسطيني ال 48 الذي امضى في سجون الاحتلال 16 عاما في سجون الاحتلال الصهيوني تم الافراج عنه في صفقة تبادل الاسرى عام 1985 وتم ابعاده الى لبنان وتزوج الاخت المناضله فاطمه برناوي .

والمناضله فاطمة برناوي عضو بالمجلس الاستشاري لحركة فتح وتحضر اجتماعاته التنظيميه والدوريه وقد فازت في انتخابات هيئة المتقاعدين العسكريين وحصلت على اعلى الاصوات وهي مسئولة النشاط النسائي فيها .

فاطمة محمد برناوي وهي من أوائل الفلسطينيات اللواتي خضن العمل الفدائي المسلح منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، التي فجرَّت شرارتها الأولى حركة “فتح” في الأول من كانون ثاني (يناير) عام 1965، مشيراً إلى أنها كذلك أول فتاة فلسطينية يتم اعتقالها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، إذ أنها أول أسيرة تُسجل رسمياً في سجلات الحركة النسوية الأسيرة في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة.

وفاطمة برناوي من مواليد مدينة القدس عام 1939 وتنحدر من عائلة نيجيرية الاصل هاجر والدها الى فلسطين واستقر في مدينة القدس وعاشت في حاراتها وشوارعها ولازالت مدينة القدس تسكن فيها وتحن اليها دائما تفخر وانتمت لفلسطين الوطن والقضية قبل أن تنتمي لحركة “فتح” وللثورة المسلحة، وقبل أن تؤسر ويزج بها في غياهب السجون.

اعتقلت في تشرين الأول (أكتوبر) عام 1967 بعد وضعها قنبلة في سينما “صهيون” في مدينة القدس، وحكم عليها آنذاك بالسجن المؤبد (مدى الحياة)، لكنها لم تمضِ في الأسر سوى عشر سنوات ونيف، وأطلق سراحها في الحادي عشر من تشرين ثاني (نوفمبر) عام 1977 ، كإجراء وصفته إدارة السجون آنذاك بأنه بادرة “حسن نية ” تجاه مصر، قبيل زيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات للقدس كما اعتقلت اختها لمدة عام واحد وكذلك والدتها اعتقلت لمدة شهر معها .

وشقيقها محمد وهو الوحيد بين اربع بنات مقاتلا في صفوفها. واشارت فاطمة انها شاركت وشقيقها في مقاومة الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 وفيما خرجت سالمة من الحرب فقد محمد ساقيه جراء قصف جوي وتوفى قبل عدة سنوات بمرض عضال رحمه الله واسكنه فسيح جنانه .

كتب هشام ساق الله

مقالات ذات صلة