أرشيف المنتدى

اسرائيل والخوف من اي مغامرة غير محسوبة النتائج ضد لبنان امام تعاظم قوة المقاومة

رغم التهويل الاعلامي، تسود خشيةٌ كبيرة أوساط القرار السياسي والعسكري في كيان العدو من خوض اي مغامرة غير محسوبة النتائج ضد لبنان. اذ تحدث تقريرٌ نشره معهد دراسات الامن القومي التابع لجامعة تل ابيب عن تعاظم قدرة حزب الله واستعداده لاي حرب مقبلة. ويعكس هذا التقرير تقديرات سائدة في اوساط الاستخبارات الصهيونية.

فقد خلص تقرير لمعهد دراسات الامن القومي في جامعة تل ابيب الى ان حزب الله لم يفوت اي فرصة منذ حرب تموز 2006 لزيادة قوته بعد استخلاص عبر الحرب. وسعى الحزب – وفق التقرير- للقيام بعملية تجنيد واسعة للمقاتلين شملت مختلف الطوائف اللبنانية ليرفع من مستوى كفاءته في التصدي لأي هجوم بري اسرائيلي واسع في العمق اللبناني، ناهيك عن عمليات التدريب وتأهيل المقاتلين للتعاطي مع منظومة الاسلحة الجديدة التي امتلكها الحزب.

كما أطلق الحزب – يضيف التقرير- سباق تسلح مكثفاً ليضاعف حجم قدرته الصاروخية كمَّاً ونوعاً، خاصة لناحية الصواريخ الاكثر تدميراً ودقة وقدرة على الوصول الى اي مكان في اسرائيل، بالاضافة الى التزود بكميات كبيرة من الصواريخ المتطورة المضادة للدبابات التي اثبتت فعاليتها في حرب تموز.

واوضح تقرير معهد دراسات الامن القومي في جامعة تل ابيب أن حزب الله اقتنع بضرورة التزود بصواريخ فعالة ضد الطائرات تكون اكثرَ حداثةً وذكاء لاسقاط طائرات حربية على ارتفاعات كبيرة.

وبيَّن التقرير ان الحزب حوَّل القرى المحاذية للحدود الى مراكز بديلة للرصد وجمع المعلومات الاستخبارية على ان تكون في الوقت عينه خط دفاع اولاً ضد اسرائيل. اضاف ان انتشار حزب الله في منطقة جنوب الليطاني سيجعل القواتِ الكبيرةَ التي سيستخدمها الجيش عرضةً لقتال ينطلق من الأنفاق ولمحاولات أسر جنود وتشغيل عبوات وصواريخ مضادة للدروع.

فيما اقام الحزب خط تحصينات شمال الليطاني نُشرت في بعضها منظومات صواريخ متوسطة وبعيدة المدى وذلك لتوفير الحصانة حيال اي عملية التفاف يمكن ان ينفذَها الجيشُ الاسرائيلي.

ونتيجة لوعي الحزب لحساسية المجتمع الاسرائيلي ازاء القتلى سيكون بامكانه استيفاءُ ثمن باهظ سيؤدي الى اهتزاز الثقة في القيادتين السياسية والعسكرية وسط الجمهور الاسرائيلي والى تشويش مواصلة العملية البرية، كما سيكون للزيادة الكبيرة في كمية الصواريخ على اختلاف انواعها وانتشارها وخاصة الصواريخ البعيدة المدى اهداف عدة، منها تعطيل قدرة سلاح الجو الاسرائيلي على تسجيل انجازات في المستقبل ضد هذه المنظومة ما سيبقي الجبهةَ الداخلية عرضةً للاستهداف، اضافة الى تحويل الحياة في العمق الاسرائيلي الى امر لا يُحتمل بحيث لا يكون مصيرُ الاسرائيليين مختلفاً عن مصير اللبنانيين وفق معادلة تل ابيب في مقابل بيروت.

ويعتبر تقرير معهد دراسات الامن القومي في جامعة تل ابيب أن اصابة قاسية للعمق الاسرائيلي من شأنها ان تؤثر على منظومة الاحتياط في الجيش الاسرائيلي وعلى جهده القتالي على الاراضي اللبنانية. كما ان استهداف مراكز القيادات سيُشْغِل الجيشَ بعمليات الانقاذ الاحتماء ويمكن ان يمس بالجهد اللوجستي المتعلق بدفق التعزيزات والتموين الى ساحة المعركة.

ويمضي التقرير الاسرائيلي الى القول ان حزب الله يسعى الى توسيع استهدافه لسلاحي البحر والجو اذ يُعد استهدافُ قطعة بحرية او جوية في نظر الحزب حدثاً تأسيسياً لإفقاد العدو توازنَه وتشويش حساباته.

هذا وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان المناورة التي تجري في منطقة الجليل الغربي شمالي فلسطين المحتلة هي مناورة مدنية الطابع وتهدف لاختبار مدى جهوزية الجبهة الداخلية على العمل في ساعات الطوارئ، وهي تشمل قوات الشرطة والاسعاف والانقاذ والبلديات ومدى قدرة هذه الهيئات على التنسيق في ظل وقوع حرب وان ليس لهذه المناورات اي طابع عسكري اذ لا تشارك اي هيئة عسكرية في اطارها.

وتأتي هذه المناروة في اطار استخلاص العبر من حرب لبنان الثانية التي شهدت فشلا ذريعا لعمل الجبهة الداخلية بمجمل اجهزتها عن اداء مهامها حين تعرض المستوطنات للقصف.