أرشيف المنتدى

زمن الإعلام الردي!

زمن الإعلام الردي!

ما يدور من أحداث وجرائم ترتكبها إسرائيل عبر سياسة نتنياهو الإجرامية بحق شعبنا الفلسطيني، وصولا لزيارة الرئيس السوري بشار الأسد لموسكو وإجتماعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. هذه الأحداث وغيرها.. فتحت لدي باب الفضول لمحاولة متابعة ما الذي يُمكن أن يُقال عبر مُجمل وسائل الإعلام العربية والعالمية، الصفراء منها والزرقاء وكافة ألوان وصنوف الأعلام المرئي والمقروء بخصوص هذين الحدثين المهمين ومجمل ما يدور على الساحات العربية.

أكثر ما لفت إنتباهي هو حجم غياب الإعلام العروبي المُدرك لحقيقة الأمر.. والقادر على التصدي لمخططات ضرب كل ما من شأنه تماسك هذه الأمة!.

بالمقابل وعلى الطرف الآخر، هناك وضوح في حملة التجييش من قبل الكم الهائل من الإعلام العربي المتناغم مع الإعلام الغربي من أجل تشويه الدور الروسي الإيراني في سورية!!

اللافت في غرابة ما تتابعه، هو أن هذه الوسائل الإعلامية العربية ( المُجَيشة) تتعامل مع ما يحدث في فلسطين من جرائم إسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني على أنه خبر ليس ذو إهتمام كبير لذلك تضعه في آخر نشراتها الإخبارية!

وهنا أقول، أستطيع أن أتفهم ما تقوم به هذه الوسائل الإعلامية ضد إيران وروسية من إجتهادات من أجل إبراز صحّة إصطفافاتها وكأنها على حق وأن المعسكر الآخر هو الذي على خطأ. لكن، إذا ما ربطنا هذا الإهمال المُتعمد من قبل الإعلام العربي والإسلامي لمأساة الشعب الفلسطيني بخصوص ما ترتكبه إسرائيل بحقه من جرائم سعياُ منها لإلغائه شعباً وأرضاً وقضية، مع تطابق نهج هذا الإعلام مع الرؤية الإسرائيلية الغربية المعارض للدور الروسي والإيراني في سورية، ندرك مدى إنغماس هذا الإعلام العربي في تنفيذ هذا المخطط المشبوه!!

فلو لم تكن هذه الوسائل الإعلامية متآمرة عن سابق إصرر وترصد لما تجرأت على وضع الخبر الفلسطيي آخر أخبارها!.

ولو لم يكن هذا الإعلام يدور في فلك مخطط ضرب هذه الأمة، لما كان تجرأ على إعتبار الفلسطيني ” قتيلاً”، بينما يُطلق “الشهادة” على الإرهابي القادم من أقصى بقاع الأرض.. ليقتل ويذبح ويغتصب في كل من سورية وليبيا والعراق!

ولو لم تكن هذه الوسائل الإعلامية العربية والإسلامية تسير في فلك المخطط المشبوه.. لكانت ذهبت بإتجاه الحل الحواري السياسي بين الإخوة العرب مهما إشتد الخلاف بينهما، ولكانت وقفت بحزم وبلا تردد أمام الصلف الإسرائيلي وإجرامه.. وليس العكس كما تسوِّق له الآن بلا أدنى مواربة!!

وخلاصة هذا، هو أنه من السُخف حتى الإتهام، أن نرى فلسطيني أو عربي يعتقد بأن صراخ هذا الإعلام العربي الردي ضد التدخل الروسي في سورية هو بمثابة شهامة وغيرة على هذه الأمة ومقدراتها، بينما هذا الإعلام ينام كالنعاج عندما يتعلق الأمر بجرائم إسرائيل بحق فلسطين وشعبها ومقدساتها وبقية إعتداءاتها على الأرض العربية!!

قديماً قيل:

رجل يدري ويدري ‏انه يدري.. فذلك عالم فاعرفوه!

ورجل يدري ولا ‏يدري انه يدري.. فذلك غافل فأيقظوه!

ورجل لا يدري ‏ويدري انه لا يدري.. فذلك جاهل فعلّموه!

ورجل لا يدري ولا ‏يدري انه لا يدري.. ‏ فذلك أحمق فاجتنبوه!

أبورياض