أرشيف المنتدى

القرار الفلسطيني في ظل المتغيرات

القرار الفلسطيني في ظل المتغيرات

القرار الفلسطيني في ظل المتغيرات

في أحد زياراتي السابقة للعم أبوحسين ، حيث كان يتحدث عن البعد الفكري للقضية الفلسطينية ..، وإرتباطها العضوي الهام بعالمها العربي .. ومنهج ألأهتمام الدولي المستمر بهذه ألأرض المقدسة .. ، أذكر أنه قال في مقدمة شرحه :

أن القضية الفلسطينية شئنا أم أبينا .. وشاء معنا من أراد لها الخيرأم السوء أو أبى .. هي مفتاح للسلام والأستقرار .. وباب مفتوح للنزاعات والصراعات في العالم .. ، وكأن فلسطين بقراءاتها التاريخية .. وسيراتها الدينية المتعددة المقدسة ..، أوجدها الخالق سبحانه وتعالى لتكون كلمة الفصل في دستورهذه الحياة.. بين الشيء ونقيضه ، فلا يصلح الفصل في معاني ألأشياء .. إلا إذا لامست أطراف أفعاله هذه الأرض المقدسة ..، عندها فقط .. تمنحه ُ المفاهيم .. الوصف الذي يستحقه .

تذكرت ما قاله العم أبوحسين.. وأنا أتابع هذا ألأهتمام الدولي الواضح وإنشغاله بما ستؤول اليه نتائج التصويت المُزْمع حدوثه .. في مجلس ألأمن خلال الأيام القليلة القادمة .. ، حول الطلب المقدم من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بخصوص قبول فلسطين .. دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة . ولست ألآن بصدد تشريح الموقف العربي أو الدولي من هذا الحدث .. ، بل أرغب في قراءة الموقف الفلسطيني وإنقساماته المتباعدة في مسألة صوابية تقديم القرار من عدمه .. !.

في إعتقادي أن ما رشح على السطح من تصريحات للقيادات الفلسطينية والشارع الفلسطيني بعمومه .. بخصوص عضوية فلسطين المنشودة ، يبعثنا على القول ، أن إستحقاق أيلول قسَمَ الشارع الفلسطيني إلى ثلاثة فرق ..

الفريق ألأول : يرى أن تمرير قرار الأعتراف بدولة فلسطين داخل مجلس ألأمن بدون إستعمال حق النقد الأميركي .. يُعدّ ُ إنتصارا ً للرؤية السياسية التي نبذت نهج المقاومة المسلحة في إستعادت الحقوق الفلسطينية المشروعة .. وهو ما يستدعي ألتأكيد على إستمرارية هذا النهج السياسي والعمل به .. وإستبعاد نهائيا المقولة الشهيرة التي كانت ترتكزعليها فلسفة قيام الثورة الفسطينية .. ، وهي ” إن الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير كامل التراب الفلسطيني ” .

الفريق الثاني : يرى في فشل تمرير القرار الفلسطيني وما سبقه من فشل مستمر لقرارات سابقة تسعى للحصول على الحق الفسطيني تأكيدا ً على عقم المسلك السياسي الغير مقرون بالمقاومة الفلسطينية .. ، التي أجبرت الغاصب والعالم على ألأعتراف بعدالة قضية الشعب الفلسطيني .. وبالتالي هي التي ستجبره على الأعتراف بقيام دولته الحرة المستقلة .. ! .

الفريق الثالث ويميل إليه العم أبوحسين كما حدثني سابقا َ .. ، وهو يرى أن المأساة الفلسطينية بدأت بتخاذل تاريخي واضح من قبل القيادات العربية .. وقد أوغلت هذه القيادات في تخاذلها بعد أن أوكلت في منتصف ثمانينات القرن الماضي .. مسؤولية القرار الفلسطيني .. لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية .. وأسمتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ..لتدفعها بإتجاه حلبة الصراع السياسي والعسكري .. وحيدة ً في مواجهة إسرائيل بكل جبروتها المدعوم من الغرب .. لتجبرها على التفاوض تارة .. وتغريها على التنازل تارة أخرى … لتغرق القضية الفلسطينية وقياداتها في ما أسمّيه .. مرحلة ” إنعدام التوزان في صُنع القرار الفلسطيني ” … المليئة بإصطفافاتها الخاطئة .. وصراعتها الدموية القاتلة .. وتنازلاتها المصيرية العصية على الفهم .. والمعادية للمنطق .. ! . كل ذلك جاء بدفع ٍ واضح من قبل القيادات العربية السيئة السمعة وبإشراف وتنسيق غربي مشترك .. من خلال إدعاء مكشوف ألأبعاد يدّعي .. أن الذي يتفاوض ويتنازل هو قيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .. وكل ما نفعله نحن القيادات العربية هو ، أننا ندعم خيارات الشعب الفلسطيني وقياداته في تطلعاته العادلة ..!!. لذلك ومنعا ً لمزيد من الأنهزامت السياسية للقضية الفلسطينية .. ووقفاً لمهزلة التبجّح من قبل القيادات العربية .. !! وتصحيحا للمغالطة الفكرية التي صنعتها ألأنظمة العربية بحق القضية الفلسطينية .. !! . لذلك يجب أن نتوافق بقوة مع ما قاله الرئيس محمود عباس ، عندما سُئل عن ما إذا فشل قرار إستحقاق أيلول .. وعادت القوى الدول الكبرى تمارس عليه الضغوطات للعودة إلى طاولة المفاوضات .. فماذا هو فاعل ٌ.. ، قال أبو مازن : سأحل مؤسسات السلطة الفلسطينية .. وأغلق أبوابها وأسلم مفاتيحها للجامعة العربية .. وليتدبر المجتمع الدولي أمرالقضية .. ، ونحن نقول للسيد أبومازن .. ، إفعلها ولا تتراحع .. فالدول الكبرى زرعت إسرائيل والقيادات العربية أضاعات الأمانة .. ، وعليهم جميعا تصحيح الخطأ الذي إرتكبوه بحق شعبنا وقضيته .. !، خصوصا أن صحوة الشارع العربي هذه ألأيام .. وإدراكه لحجم فساد قياداته .. وسعيه لأستلام زمام أمره .. ثم إرتباطه الجسدي والروحي بعدالة قضيته المركزية .. القضية الفلسطينية ، سيكون العامل ألأهم في إحباط كل المغالطات الفكرية .. والدافع الرابح في إحقاق الحق والعدل لمأساة شعب ٍ طال أمدها .. ! .

إفعلها ولا تتردد يا سيادة الرئيس .. ، فشعبك الفلسطيني والعربي أبقى .. ولن يخذلك بعون الله ..

ولنا لقاء