إعادت كتابة التاريخ!
إعادت كتابة التاريخ!
سألني أحد المعارف ألأصدقاء ، ما الذي يجعلك تُحب إيران ! أجبته مبتسما ً، وما الذي يجعلك أنت تكره إيران !! قال : – لقد إغتصبت فلسطين سنة 1948م وشردت شعبها.
– لقد إحتلت الجولان وسيناء وجنوب لبنان وأراضي ال 67 الفلسطينية .
– لقد إرتكبت مجزرة مدرسة بحر البقر الابتدائية المصرية سنة 1970م .
– لقد إرتكبت مجزرة قانا اللبنانية في سنة 1996م وأعادة تكرار المجزرة في سنة 2006م ، بالأضافة الى مجازر في دير ياسين وأبو زعبل وصبرا وشاتيلا .
– لقد نشرت عملاؤها في الوطن العربي لزرع الفتن والنزاعات بين الدول العربية .
أصابني جوابه بالذهول .. فقلت في نفسي ربما أخطأت في طرح سؤالي , فأعدته من جديد : أقصد لماذا تكره إيران ولم أسألك عن إسرائيل ؟!ولكن المفاجأة أنه أعاد على مسامعي نفس إجابته ألأولى ! لم أعلق ولم أناقشه .. ! غادرته وانا متيقنا ً بأننا على أبواب عصر إعادت كتابة التاريخ بما يتوافق والمرحلة القادمة !
تعالوا نقرأ تصريحات رموز الحركات ألأسلامية في الربيع العربي ، وبعدها أحكموا بأنفسكم .
— راشد الغنوشي مؤسس حزب النهضة الاسلامي ، الفائز في ألأنتخابات التونسية يقول : لا عداء للصهيونية في دستور تونس الجديدة .
— برهان غليون رئيس المجلس الانتقالي السوري يقول: لن تكون هناك علاقة مميزة مع إيران… وقطع العلاقة الاستثنائية يعني قطع التحالف الاستراتيجي العسكري ، وبعد سقوط النظام السوري لن يبقى حزب الله كما هو الآن . ولن نسمح بوجود فصائل فلسطينية على الأرض السورية،ولن نقاتل إسرائيل من أجل إسترجاع الجولان ، إنما سنسعى لذلك عن طريق المفاوضات !
— المجلس الوطني الانتقالي الليبي : كشفت وثيقة باللغة العبرية على توقيع اتفاق بين الكيان الصهيوني والمجلس الوطني الانتقالي في بنغازي، يتضمن إنشاء قاعدة عسكرية للكيان الصهيوني، بمنطقة الجبل الأخضر، لمدة ثلاثين سنة قادمة، في حال وصول المعارضة الليبية إلى الحكم، مستقبلا. ونقلت الوثيقة التي تضمنت في مقدمتها عبارة “قوات الدفاع الإسرائيلية”، حصل عليها ضابط مخابرات أوكراني، عن فحوى اتفاق بين الكيان الصهيوني والمجلس الوطني الانتقالي الليبي في بنغازي تقضي بإقامة قاعدة عسكرية على الحدود الليبية، في وقت تلتزم إسرائيل بدعم لوجيستي وتزويد المعارضة الليبية بالأسلحة، والضغط على الدول الأوروبية والعربية للاعتراف بالمجلس وتدريب عناصر هذا الأخير من أجل إعداد جيش قوي.
— قال المعارض السوري فريد الغادري : أنه في يوم ما سيرفع العلم (الاسرائيلي) في دمشق، لأن الشعب السوري مسالم وطيب ولا يستطيع أن يحمل الكراهية، ولكن فرض بشار الاسد على الشعب أن يكره ويقاتل ويعادي . وشدد على أن حماس والقوى الفلسطينية ستطرد من بلاده بسبب استخدامها العنف والارهاب، مضيفاً:” سأعمل على هذا الشيء بكل قوتي وقدرتي وعلى الفلسطينيين أن يقاتلوا (الاسرائيليين) من داخل غزة “.
بعض الملاحظات:
– إن أصحاب هذه التصريحات هم قيادات في حزب ألأخوان المسلمين أو على علاقة وثيقة بهم .
– إن هذه القيادات ألأسلامية مدعومة من الغرب سياسيا ً وماليا وعسكريا ً إذا لزم ألأمر.
– إن هذه القيادات ألأسلامية لم تصرّح أيّ تصريح يٍدين إسرائيل أو يُعلن العداء لها ، رغم أن فلسفتهم كما أخبرونا وأقنعونا قامت على ذلك .
ويبقى السؤال :
– من أول من أطلق على ما يدور من أحداث على الساحة العربية إسم الربيع العربي ؟!
إننا ضد الدكتاتوريات بكل أشكالها .. ، ونساند التغيير والديمقراطية والحرية ، ولكننا لن نقبل أن تكون القضية الفلسطينية ثمنا لذلك .. وتُقدّم قربانا ًعلى مذبح ما يسمى بالربيع العربي !
ولكم طول العمر والبقاء
أبورياض
