أرشيف المنتدى

سيناريو جلعاد شاليط السياسي!

أبو رياض

سيناريو جلعاد شاليط السياسي!

هناك إعتقاد واضح لدى الكثيرين، بأن عملية اختطاف المستوطنين الثلاثة في الضفة الغربية، قد خلقت الكثير من التشويش السياسي والعسكري على المستويين الفلسطيني والإسرائيلي. وذهبت بإتجاه خلط الأوراق وإعادتها إلى نقطة الصفر. ومن يتابع تصريحات المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين يدرك حجم التغيير القادم. وسنحاول هنا قراءة مدى ما يمكن أن تحمله عملية الإختطاف من إحتمالات سواء كانت سلبية أم إيجابية.

أن إختفاء المستوطنين الثلاثة يٌعيدنا إلى عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط التي وقعت يوم 25 يونيو 2006. والكل يذكر حجم ردة الفعل الإسرائيلية العسكرية وكيف سارت الأمور العسكرية والتفاوضية إلى أن أفرج عن الجندي الإسرائيلي.

اليوم نحن أمام ثلاث مختطفين. فهل يتكرر السيناريو الجلعادي مضروب بثلاثة.. على إعتبار أن هناك ثلاثة (جلعاد) وليس واحد!

قبل الإجابة على هذا لابد من الحديث عن السيناريوهات المحتملة الأخرى والتي قد لا تقل أهمية عن السيناريو الجلعادي.

1) هناك سيناريو يقول، أن إسرائيل تدرك أن حماس خسرت في السنين الثلاثة الماضية الكثير من شعبيتها فلسطينيا وعربيا ودوليا وأن ضربها وإنهاء حكمها في قطاع غزة لن يؤدي إلى ردة فعل عربية ودولية قاسية كما حصل في (ديسمبر 2008-يناير 2009) وخصوصا أن المختطفين ثلاثة وليس واحد والدوافع أكثر تحفيزا لها، ولهذا سارعت إسرائيل بدون تردد لإتهام حركة حماس بالإختطاف وتوعدتها بأن تدفع الثمن رغم أن حماس لم تعلن مسؤوليتها عن الإختطاف كما في عملية جلعاد. فهل فبركت إسرائيل عملية الإختطاف لتحقيق مطلب سياسي عسكري طال إنتظاره!

2) السيناريو الثاني يقول، أن الإختطاف هو مجرد لعبة إعلامية إسرائيلية لإعادة صبغ وإتهام الشخصية الفلسطينية بالإرهاب، من أجل الضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإحراجه دوليا.. بعد أن نجحت الدبلوماسية الفلسطينية بقيادته في رسم ملامح الوطن الفلسطيني في الدوائر الرسمية عالمياً. وذلك من أجل دفعه (الرئيس عباس) لفك إرتباطه بحركة حماس ووقف تشكيل حكومة فلسطينية مشتركة تجمع حركة فتح وحماس، كما نصت عليها بنود المصالحة الفلسطينية الفلسطينية الأخيرة. فهل تنجح إسرائيل في هكذا سيناريو لتقتل المصالحة الفلسطينية الفلسطينية قبل ولادتها، وتجبر الرئيس محمود عباس على العودة إلى المربع صفر في المصالحة الفلسطينية الفلسطينية!.

3) السيناريو الثالث يقول، أنه وبعد أن شعرت حركة حماس بتناقص شديد في دورها على المستوىيين الإقليمي والفلسطيني.. قامت بعملية الإختطاف من أجل خلط الأوراق وإعادة عقارب الزمن إلى ما قبل سنة 2010 سنة (الربيع العربي)!

– فعلى المستوى الإقليمي ونتيجة إصطفافاتها السياسية والعسكرية الخاطئة في أحداث ما يسمى (الربيع العربي)، أدركت أن هناك رؤية إعدادية حقيقية من قبل دول الممانعة لإيجاد تنظيم فلسطيني بديل عن حركة حماس قادر على قيادة النضال الفلسطيني المسلح في المرحلة القادمة. وهو أمر ترفضه بشدة حركة حماس وتسعى للحيلولة دون وقوعه.

– أما على المستوى الفلسطيني فأن تشكيل الحكومة الفلسطينية بناء على إتفاق المصالحة بقيادة الرئيس محمود عباس الذي لم يُخفي في كل تصريحاته الصحفية أن حكومة المصالحة الفلسطينية الفلسطينية ستأتمر بأمره وتنفذ رؤيته السياسية التفاوضية والغير تصادمية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأن هذا النهج السياسي للرئيس الفلسطيني سيُفقدها مقومات البقاء كتنظيم ريادي رفع شعار المقاومة المسلحة ضد العدو الإسرائيلي. فهل أقدمت حماس على عملية إختطاف المستوطنين الثلاثة للإفلات من عباءة الرئيس عباس الخانقة لطموحاتها، ومن ثمّ إرسال رسالة إقليمية.. بأنها الأقوى وأن لا بديل عن وجودها كقوة فلسطينية قادرة على حمل الأعباء والمواجه مع إسرائيل حتى وإن كلّفها ذلك خوض حرب على أبواب غزة وبعض مدن الضفة الغربية تُعدّ وتُمهّد لقرع طبولها إسرائيل!

ألأيام القادمة كفيلة بتوضيح أيّ من السيناريوهات الذي يُخطط لتنفيذها. رغم أني أزعم بأن السيناريو الثاني هو الأقرب للتطبيق، لأن تطبيقه يُبقي القرار الفلسطيني مسلوب الإرادة.. وغير موحد.. ومشتت الرؤية.. ومقطع الأوصال.. وهو ما تسعى إسرائيل لرؤيته ووجوده بين الفلسطينيين!!

وإلى لقاء..

أبو رياض