الشتات الفلسطيني

أمال الخطيب || مهمة العمل الاجتماعي في حركة فتح ليست مهمة هامشية

أمال الخطيب || مهمة العمل الاجتماعي في حركة فتح ليست مهمة هامشية وإنما هي مهمة أساسية نوليها من الاهتمام ما توليه لها دول العالم .

بكل فخر تُعرِّف عن نفسها بأنها ابنة حركة “فتح” التي تجنَّدت لخدمة شعبها الفلسطيني والقضية الفلسطينية الشرعية الـمُحِقة، مؤمنةً أن درب النضال يؤزَّر بالعلم كما يُرام بالسلاح.

فلسطيننا/ حوار: ولاء رشيد

تُعدُّ مهمة العمل الاجتماعي إحدى أسمى المهمَّات الحركية لارتباطها بالجانب الإنساني من النضال الوطني. وتبرز خصوصيتها في لبنان نظرًا للأوضاع الصعبة التي يعيشها أبناء شعبنا الفلسطيني في المخيّمات، ما يُحتم وجود منهجية عمل من شأنها أن تُخفِّفَ عن كاهلهم بعض الأعباء، وتُقدِّمَ لهم الدعم المعنوي بالحد الأدنى. وللاطلاع على ماهية وآلية عمل هذه المهمة في إقليم لبنان، كان لنا لقاء مع عضو قيادة الإقليم في لبنان مسؤولة مهمة العمل الاجتماعي الأخت أمال الخطيب “أم ساري”.

هل لكِ أن تطلعينا على لمحة عامة عن مهمة العمل الاجتماعي في إقليم لبنان والدوافع وراء تأسيسها؟

لمهمة العمل الاجتماعي قداستها كونها تُعنى بالجانب الإنساني، وهي من أهم المهام لتلاصُقِها بالعمل الجماهيري الميداني وتعزيز ثقافة العطاء عند الإنسان.

ومنذُ الانطلاقة كانت الفكرة العامة للثورة الفلسطينية فكرة نضالية ثورية، ولكنها في الوقت نفسه سارت بخطٍ متوازٍ مع العمل الاجتماعي الذي يتماشى مع تطلُّعات شعبنا الفلسطيني واحتياجاته من خلال المؤسسات التي كانت بثقافتها وتوازنها وتأسيسها على مستوى دولي رغم ان الفكرة النضالية كانت بمستوى ثورة. وقد جاء هذا التوجُّه في لبنان لإحساس القيادة الفلسطينية بالمسؤولية تجاه شعبها ونضالِهِ، ولشعورها بسوء وضعه الاقتصادي، لا سيما أن أبناء شعبنا محرومون من مزاولة 73 مهنة في لبنان، علاوةً على ما تعرَّضوا له من حروب وأحداث. ومن هنا كانت ولادة عدد من المؤسسات العاملة ضمن المجال الاجتماعي كمؤسسة رعاية أُسر الشهداء، ومدرسة سوق الغرب.

ولا بدَّ من التنويه إلى أن مهمة العمل الاجتماعي بالنسبة لنا في حركة “فتح” ليست مهمة هامشية وإنما هي مهمة أساسية نوليها من الاهتمام ما توليه لها دول العالم، لذا فهي مُمثَّلة لدينا بدءًا باللجنة المركزية وانتهاءً بالشُعَب التنظيمية. وقد أطلَقنا على هذه المهمة في لبنان اسم “العمل الاجتماعي الفلسطيني” للتعريف بالدور الفلسطيني في هذا المضمار ضمن الوسط اللبناني والدولي، ولنعمل بمهنية ومسؤولية بحيث لا نتلاصق مع الجمعيات الأخرى والمهمّات الأخرى التي لها شعارها.

ما هي أبرز المهام التي تُؤدَّى على الأرض ضمن مهمة العمل الاجتماعي؟

نحن نعمل وفقًا لثلاثة عناوين عريضة. أولاً، التواصل الاجتماعي، حيثُ تقوم لجان العمل الاجتماعي المنتشرة في المخيمات والتجمُّعات، بزيارات دورية لأُسَر الشهداء والحالات الاجتماعية بهدف التواصل وتقديم الدعم المعنوي لهم على الأقل، وقد لمسنا تجاوبًا كبيرًا من العائلات تجاه هذه الخطوة، خصوصًا أن هذا التواصل يوجِد علاقة مميّزة بيننا وبين الناس، ويُعزِّز حضور حركة “فتح” العظيمة في وجدان الفلسطينيين، لأن العمل الاجتماعي هو البوابة التي ندخل من خلالها لكل منزل فلسطيني. وإلى جانب ذلك فخلال هذه الزيارات نقوم بتقييم أولي غير مباشر للحالة الاجتماعية والوضع الاقتصادي للعائلة لنقل الصورة للقيادة الفلسطينية وللرئيس أبو مازن.

ثانيًا، المساعدات الإنسانية. وتحت هذا العنوان تندرج مسألة تقديم المساعدات أكانت عينية أو مادية. وقد عملنا على دمج عنصر الشباب ضمن العمل الإنساني، لأن هذه الفئة هي عصب الحركة والحياة. وضمن هذا العنوان نقوم كذلك بنسج أفضل العلاقات مع جميع الفصائل والأحزاب والجمعيات اللبنانية دونما تمييز، لاطلاع هذه الجهات على احتياجاتنا لتتمكن من تقديم المساعدة لنا بما تيسّر.

وقد تمكّنا بفضل سياسة الانفتاح والحياد الايجابي التي انتهجناها، وأرساها الرئيس أبو مازن، تجاه الأشقاء اللبنانيين، من تذليل الكثير من العقبات وكسر الحواجز التي كُنا نُواجِهُها، خاصةً أن هذا الانفتاح على المجتمع المحلي أمر في غاية الأهمية للمخيمات التي هي جزء لا يتجزّأ من الوسط اللبناني. وفي الوقت الذي حاول فيه المتآمرون زج الاسم الفلسطيني داخل المؤامرة، لمَسنا التقدير اللبناني تجاه سياسة حركة “فتح” التي كانت الأوعى والأقدر والأحرص على واقعنا السياسي، وبدورنا حرصنا في زياراتنا ضمن لجان العمل الاجتماعي على اختيار الأعضاء الأكثر قدرةً وكفاءةً على نقل الفكرة الفتحاوية المتوازنة التي يحاول البعض تشويهها، وسعَيْنا لتبقى “فتح” في الصدارة.

ثالثًا، الأمن المجتمعي. وقد أجرينا عددًا من الدراسات على هذا الصعيد بالتعاون مع بعض الجمعيات، وقرّرنا التركيز على آفةٍ نأسَف لكونِها منتشرة بيننا كأصحاب قضية راقية ومُحِقّة، وهي آفة إدمان المخدرات التي تُعدّ الأخطر لكونها تنتشر كالوباء بين الشباب. ومن هنا قمنا بالتنسيق مع جمعية لبنانية تُعنى بالتوعية والعلاج والوقاية من آفة المخدرات، وفي هذا الصدد أطلقنا من مخيم برج البراجنة حملة للوعي والوقاية من المخدرات والإدمان حمَلَت اسم “وعي” في 6/6/2013. وقد تميّزت هذه الحملة لجانبين. الأول الحضور والاهتمام اللبناني الذي حظِيَت به على الرغم من كونها أُطلِقت في المخيم، حيثُ أن المطران غين بولس نجيم كان حاضرًا برفقة عدد من أعضاء مجلس المطارنة الذين يمثّلون صِلة الوصل بين البطريرك الراعي وبابا الفاتيكان، وهي المرة الأولى التي يدخل فيها مطران غير فلسطيني أو أعضاء من الرعوية البابوية إلى أحد المخيمات، للتدخُّل في موضوع إنساني لا لمجرد إلقاء كلمة أو تلبية دعوة.

أمَّا الجانب الآخر، فكمَنَ في أن الحملة مثَّلت خطوة هي الأولى من نوعها لوجود تعاون مشترك ما بين جمعية تعمل في المجتمع المدني المحلي وبين تنظيم سياسي فلسطيني، لدرجة أنهم اعتبروها جرأة من حركة سياسية بأن تعالج موضوعًا حساسًا بهذه الثقة مع جمعية تُعنى بالشأن المدني، وكان هناك شبه توأمة بيننا وبين الجمعية التي تبرَّعت بتدريب مدرّبين يتوَلون بدورهم تدريب شباب وكادر لنكون مؤهّلين لمواجهة هذه الآفة. وقد خضَعَ عددٌ من الشباب المتطوِّعين لتجربة تدريب، وسيتم انتقاء مجموعة كبيرة منهم لتعزيز دورهم، وفي القريب العاجل سنرى شيئًا ملموسًا على الأرض. والجدير بالذكر أننا حقَّقنا انجازًا ضخمًا في هذه الفترة القصيرة، حيثُ تكفَّلت الجمعية بعلاج شابَين مصابين بالإدمان، وذلك من خلال التواصل الشخصي مع الجمعية، وقد شُفِيَ المريضان وحتى ان أحدهما يسعى للزواج بعد أن قدَّمت له جهة آلة “قهوة إكسبرس” ليُحصِّل قوته من خلالها.

ولا بدَّ من الاشارة إلى أن نجاح هذه الخطة يتطلَّب بالدرجة الأولى استعدادًا من المريض للعلاج، وبذات الأهمية انفتاحًا من الأهل وخروجاً من حالة التواري خلف العادات والتقاليد، لأن صحة أبنائهم على المحك، لذلك فحملة الوقاية والوعي تهدف لتعريف الأهل بعوارض الإدمان وما قد يستخدمه المدمن لكي يتمكّنوا من كشف ذلك مبكرًا، وطموحنا المستقبلي أن يصبح هناك مكان خاص لعلاج حالات الإدمان. ولكن في الوقت ذاته علينا أن نعيَ أن الإنسان المدمِن ليس شخصًا فُقِد الأمل منه، وينبغي أن نتيقّن أن شبابنا شباب واعٍ وذو أصل طيب، ولكنه واقع تحت يأس ومعاناة وإحباط نفسي بحكم الظروف، والبطالة، مما يسهّل استدراجه أحيانًا إلى هذه المهالك، وهذا ليس أمرًا عشوائيًا وإنما هي خطة سياسية ممنهجة تهدف لتدمير هذا الشباب وتدمير القضية الفلسطينية من خلال محاولاتهم اليائسة لمحو قيمنا وزرع التفكك الأسري بيننا، ولكنهم لم ولن يقدروا على ذلك.

من جهة أخرى، قمنا أيضًا بحملة لمساعدة مرضى التلاسيميا في منطقة صور وخصوصًا في البرج الشمالي بالتنسيق مع أطباء من المخيم.

ما هي الأهداف الحالية المُدرَجة على برنامج مهمة العمل الاجتماعي؟ وهل من عراقيل تًحول دون تنفيذها؟

لا شكَّ أن من يعمل ضمن هذه المهمة يُدرِك أن الطموحات كبيرة جدًا في خضم ما تعانيه المخيمات الفلسطينية.

وعلى سبيل المثال، أحد أبرز أولوياتنا تأمين احتياجات المقعدين خاصةً أن نسبتهم في المخيمات في ازدياد. وقد تمكّنا بالتنسيق مع إحدى الجمعيات من تأمين عدد من احتياجاتهم كالكرسي المتحرِّك والعكاز وفرشة المياه، وأخذنا الموافقة من الجمعية لتزويد جميع المقعدين الفلسطينيين في لبنان بهذه الاحتياجات، ويمكن القول أنها اصبحت جاهزة لدى الطلب. أمَّا بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة، ففي إحصائية بسيطة في منطقة وادي الزينة مثلاً تبيَّن أن عددهم يفوق 250 حالة، وهؤلاء يحتاجون للذهاب لمنطقة أخرى للحصول على العلاج لحالاتهم، وبالتالي هناك حاجة لزيادة عدد مراكز العلاج الفيزيائي الموجودة توفيرًا لكلفة التنقُّل والمواصلات التي يتكبَّدونها للوصول لأقرب المراكز منهم.

كذلك تمكَّنا من انجاز مشروع (رغيف المحتاج) بعد دراسة لأكثر العائلات فقرًا في المخيمات، وفكرة المشروع تقوم على إعطاء مبلغ شهري بسيط للعائلات بما يوازي ربطة الخبز اليومية، وسيُفعَّل قريبًا جدًا لأننا وجدنا الجهة الداعمة عبر أصحاب الأكف البيضاء، وسنبدأ بما يتوفّر لنا على أمل أن يكبر المشروع شيئًا فشيئًا.

وإلى جانب ذلك، نسعى لتنظيم دورات محو أمية، بالتنسيق مع اتحاد المعلمين ونُخبة من اتحاد الطلاب، وهو ما لن يكبّدنا أية تكاليف، وقد تفاجأنا بحجم الإقبال الذي لمسناه لدى المتقدمين في السن إثر طرح الفكرة مما يدل على أن روح الحياة والأمل متأصلة في نفوس الفلسطينيين.

وفي خضم أزمة النزوح، وفّرنا أعداداً كبيرة من المواد العينية والغذائية والصحية، ومواد التنظيف والحفاضات و”أجهزة المواليد الجدد”، وغيرها للإخوة النازحين.كذلك نسَّقنا ولا زلنا مع جمعيتَي “Save The Children” و”Right to Play” للترفيه عن جميع الأطفال النازحين في لبنان نظرًا لتأثير ما واجهوه على حالتهم النفسية، ونسَّقنا مع جمعية أطباء بلا حدود لمعاينة النازحين، ونحن في تواصل دائم مع الأونروا للضغط عليها باتجاه تأمين ما يحتاجه النازحون.

ويبقى أحد أهم وأكبر طموحاتنا توفير دُور للمسنين الفلسطينيين على امتداد المناطق، ربما ليس على غرار الدُور الموجودة في الدول المتقدمة من حيثُ المنامة والإقامة للمسنين، ولكن على الأقل على غرار الدُور الموجودة في برج البراجنة وعين الحلوة ونهر البارد، حيثُ يجد المسنون مساحةً للترفيه عن أنفسهم، لأن مجرد اجتماعهم معًا يبث احساسًا بالتماسك ويعزز الموروثات والهوية الفلسطينية، خاصةً أننا نحاول دائمًا أرشفة أحاديثهم عن تراثنا وتقاليدنا خلال زيارتهم، ونأمل أن نتمكّن مستقبلاً من توفير دور كاملة متكاملة يقيم فيها من ليس لديهم أهل أو اقارب.

وبالطبع نحن لدينا القدرات العقلية والكفاءات المطلوبة لإنجاح جميع هذه الطموحات، ولكن العائق الوحيد الذي يقف دون تحقيقها هو العائق المالي. فالإمكانيات الحركية محدودة للمهِمة حيثُ أن لا أموال تُضَخ لمهمة العمل الاجتماعي حتى لتحرُّك اللجان داخل المناطق، وفي الوقت ذاته تُحارَب حركة فتح بالحصار المالي وبمحاولات تشويه صورتها لتمسُّكها بالثوابت. ومن هنا فإن كل ما نُقدّمه ضمن العمل الاجتماعي نابع من إحساسنا بواجبنا الإنساني تجاه شعبنا، وهو بمجهود شخصي واعتماد ذاتي، وبفضل العلاقات التي نسجنَاها مع عدد من الأطراف إلى جانب الرصيد الجماهيري والاحترام اللّذين تحظى بهما حركة “فتح” من قِبَل الجمعيات وأصحاب الأموال وعموم الناس. ونحن نؤمن أنه بمجرد أن نخطوَ الخطوة الأولى يمكن عندها أن نوجِد الداعم من طرف الجمعيات والمؤسسات وأصحاب رؤوس الأموال عربيًا وإقليميًا ودوليًا، بما يتماشى مع ثوابتنا السياسية، وليس بالضرورة أن نعتمد على حركة “فتح” لأننا كأبناء وكقيادة لهذه الحركة العظيمة تقع علينا مسؤولية ضخ الدعم لها من مؤسساتنا الإنتاجية، لتبقى حركة “فتح” أم الجميع قادرة على رعاية أبنائها، وليأخذ عملها الاجتماعي صداه الفلسطيني في ظل محاولة البعض هز الصورة الفتحاوية داخل العقول الفلسطينية.

على صعيد آخر، نحن نعي أننا لسنا الوحيدين الذين نعمل ضمن هذا المجال وأن هناك تداخلاً ما بين بعض المهمّات، ولكننا بالتأكيد نحرص على أن يكون دورنا دورًا مكمّلا لا معرقلاً، ويدًا بيد يمكننا العمل معًا من أجل ضمان مصلحة شعبنا الفلسطيني ومصلحة حركتنا الوطنية التي هي أكبر منا جميعًا.

ما هو الدور الذي تؤديه المرأة في هذا المجال؟ وهل العمل الاجتماعي حكر عليها؟

لقد تميَّزت المرأة الفلسطينية بنضالها منذُ العام 1890 حيثُ طالبت بحق الاستقلال السياسي ضد الاستيطان البريطاني، ووضعت قضيتها الوطنية الفلسطينية، قبل قضيتها الشخصية. وإبان الاحتلال الاسرائيلي في العام 1948، كانت خير مساند للثوار، فباعت ذهبها لشراء السلاح وحملت الطعام للفدائيين بل وهرَّبت بدورها السلاح. ومع انطلاقة الثورة الفلسطينية في العام 1965، شاركت المرأة الفلسطينية الرجل نفس الخندق النضالي لأن الواقع الفلسطيني فرض عليها ان تكون أم الشهيد وأخت الأسير وزوجة الجريح، وبدورها كانت الجريحة والشهيدة والمعتقلَة، وواصلت نضالها وعملها الوطني وصولاً إلى ضلوعها بالعمل الاجتماعي والجماهيري.

بالطبع، فإن دور المرأة يمتد إلى العديد من الميادين، ولكن بلا شك يُنظَر للمرأة على أنها الأكثر قبولاً للقيام بالزيارات لمنازل الأُسر، علمًا أن هذه المهمة ليست حكرًا على الأخوات، ولهذا نعتمد على الإخوة في عملنا، لأن أي عمل قائم على التكامل مابين الرجل والمرأة، بحيث يكون لكل منهما دور يؤديه.

ما هي رسالتك لأبناء الشعب الفلسطيني؟

حركة “فتح” مهما أطلقنا عليها من أسماء تبقى هي الأم العظيمة التي احتضنت الشعب الفلسطيني ولا زالت لأن دم الشهداء وتضحياتهم أكبر من كل المؤامرات الداخلية والخارجية التي تُحاك ضدها، وستظل “فتح” العنوان الكبير الذي سنبقى صامدين من اجله حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف. وأنا مؤمنة بأننا قادرون على تحويل حلمنا بالعودة لحقيقة بإرادة شعبنا وبإيماننا بحقنا بفلسطين وبتماسكنا ووحدتنا وعقلانيتنا، وبتكاتفنا وحرصنا على مخيماتنا.

وبالنسبة لمهمة العمل الاجتماعي فكُلنا ندرك أهمية وجودها وتأثيرها على جماهيرنا الفلسطينية داخل وخارج المخيمات، لذا أتوجّه لقيادتنا الفلسطينية لإعطاء أهمية أكبر لهذه المهمة وما تمثّله وليتم تعزيز قدراتها الميدانية على الأرض وصمودها ولنمد يد المساعدة لشعبنا باسم فتح والإطار الفلسطيني.

الأخت أمال الخطيب “أم ساري”

وُلِدَت في مخيم البرج الشمالي وهي تنحدِر من قرية شعب بقضاء عكا. ترعرعت في كنف بيت فتحاوي أصيل قدَّم اثنين من أبنائه فداءً للثورة الفلسطينية الـمُحِقة.

أكملت تعليمها المدرسي في مدارس الأونروا في البرج الشمالي، ثمَّ التحقت بالجامعة العربية ببيروت حيثُ نالت إجازة في علم النفس.

أُشبِعت بالثقافة الوطنية والثورية التي وجدَتها لدى عائلتها، التي زرعَت فيها المبادئ والمخزون الوراثي الفلسطيني الأصيل، فانتسبت لاتحاد الطلاب، ومارست العمل السياسي والتنظيمي في عمر مبكر، وعملت في روضات تابعة لاتحاد المرأة في البرج الشمالي كمعلمة، وكمشرفة لروضة في البص لخمس سنوات.

عُيِّنت مسؤولة للأخوات في البص، فمسؤولة للأخوات في شعبة إقليم الخروب، ثمَّ عضوًا في قيادة منطقة صيدا، وهي حاليًا عضو في قيادة إقليم لبنان ومسؤولة لمهمة العمل الاجتماعي.

بكل فخر تُعرِّف عن نفسها بأنها ابنة حركة “فتح” التي تجنَّدت لخدمة شعبها الفلسطيني والقضية الفلسطينية الشرعية الـمُحِقة، مؤمنةً أن درب النضال يؤزَّر بالعلم كما يُرام بالسلاح.

أمال الخطيب || مهمة العمل الاجتماعي في حركة فتح ليست مهمة هامشية

مفوضية الإعلام والثقافة – لبنان

مقالات ذات صلة