أرشيف المنتدى

النازحون الفلسطينيون من سوريا | كوارث سكنية وغذائية وتعليمية

النازحون الفلسطينيون من سوريا | كوارث سكنية وغذائية وتعليمية

833_1446117198.webp

نازحون فلسطينيون من سوريا

تقول أرقام بعض منظمات المجتمع المدني العاملة في مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان إن نحو أربعين الف فلسطيني قد غادروا لبنان نحو أوروبا. يشكل الفلسطينييون القادمون من سوريا الغالبية الساحقة من بينهم. هاجر معظم هؤلاء عبر مراكب الموت ومخاطر الإبحار نحو حياة أفضل في ظل الكارثة الإنسانية التي أصابتهم منذ تهجيرهم من سوريا.

يأتي التقرير الصادر عن كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) حول أوضاع الفلسطينيين القادمين من سوريا في لبنان في هذا الوقت بالذات، ليضيء على الواقع المزري الذي يدفع هذه الفئة من الفلسطينيين إلى المخاطرة بنفسها وعائلاتها وأطفالها هرباً من الجحيم. ويصل التقرير الى حد قرع ناقوس الخطر بمناشدة المجتمع الدولي إدراج اللاجئين الفلسطينيين من سوريا، الذين وصفهم بالمنسيين، في خطة الطوارئ الدولية، في وقت يتضاءل فيه التمويل الدولي بينما تزداد الحاجة إليه.

وجُمِعت البيانات عن اللاجئين الفلسطينيين المسجّلين القادمين من سوريا إلى لبنان عن طريق استطلاع أجرته وكالة «الأونروا» في آب 2014 وشمل عيّنة من 12735 عائلة (من نحو 16 ألف عائلة مرجحة أنها تعيش في لبنان) أو 44227 شخصاً يعيشون داخل وخارج مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وعددها 12. ويعيش نحو 60 في المئة من عائلات اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا إلى لبنان مع عائلة واحدة أخرى على الأقل في المنزل نفسه. وتعيش الشريحة الأكبر من هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين في صيدا داخل المخيمات وخارجها.

ويبين التقرير أنه «على الرغم من أن الغالبية الساحقة من اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا دخلت لبنان بطريقة شرعية، إلا أنها فقدت وضعها القانوني بسبب العجز عن تسديد مبلغ 200 دولار أميركي عن كل فرد لتجديد أوراق الإقامة. وترتفع معدلات الهشاشة الشديدة التي يعاني ربع عائلات اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا منها في قطاع الحماية، عن أولئك الموجودين في مناطق أخرى».

ويواجه اللاجئون الفلسطينيون القادمون من سوريا إلى لبنان محدودية شديدة في فرص العمل المتاحة أمامهم، حيث لا يعمل أي فرد لدى نصف العائلات. ويقترن ذلك بإنفاق مبالغ كبيرة على المواد الغذائية وبدلات الإيجار.

ويحصل كل شخص من بينهم على قسيمة غذائية بقيمة 27 دولاراً في الشهر من برنامج الغذاء العالمي، في حين أن معدل الإنفاق على المواد الغذائية يصل إلى 85 دولاراً للشخص الواحد في الشهر. وعليه، تحدثوا عن نقص الغذاء أو المال الضروري لشرائه. وتنفق الأسر اللاجئة 257 دولاراً على بدل الإيجار شهرياً، لكنها تعاني من ظروف سكنية متردّية.

ولا تتعدى نسبة الأولاد الفلسطينيين القادمين من سوريا المسجلين في المدارس الـ 58 في المئة فقط، 49 في المئة منهم في مدارس بيروت. وتواجه أسر هؤلاء اللاجئين عوائق أمام تسجيل أولادها في الصف الأول. ويبدأ التسرّب المدرسي في سن مبكرة، اعتباراً من 12 عاماً (لا سيما لدى الذكور)، وعند بلوغ سن السادسة عشرة، يبقى 30 في المئة فقط من الأولاد مسجّلين في المدارس.

المصدر: موقع جريدة السفير