المقالات

وقاحة ليس لها نظير

وقاحة ليس لها نظير

د.فايز رشيد

12:31 – 19 يناير, 2016

نتنياهو الحاقد، الفاشي، الصهيوني حتى العظم، في آخر تقليعة تزويرية له يصف الإرهاب اليهودي بأنه «إرهاب صغير» أمام «الإرهاب الكبير» للفلسطينيين… ويستطرد: «الإرهاب» العربي الذي يهاجمنا أكبر بكثير من الإرهاب اليهودي المرتبط بجماعة متطرفة وهامشية، ولا تمثل الصهيونية الدينية! نتنياهو ينسى أو يتناسى -تذاكياً- أن كيانه هو الإرهاب بعينه على الساحة الدولية.

عمليات المقاومة التي يجترحها شعبنا هي عمليات مقاومة مشروعة بقرارات واضحة من الأمم المتحدة، هي الرد الطبيعي على جريمة الاحتلال، المقاومة هي فعل طبيعي ضد الاحتلال، ولو لم يكن هناك احتلال… لما كانت هناك مقاومة. الاحتلال هو ثقافة فاشية. الصهيونية هي ثقافة احتلالية عنصرية. الاحتلال هو عنف ضد الآخر، نعم ثقافة الإيديولوجية الصهيونية هي ثقافة الإرهاب والعنف والقتل، هذا ما يقوله العلماء والقانونيون العالميون، وهذا ما قالته الأمم المتحدة أيضاً.

نتنياهو يكذب، وهو يحاول تقزيم الإرهاب الملازم للصهيونية منذ نشأتها وحتى اللحظة، من خلال كيانها! ومن خلال مقارنته بما يسميه «الإرهاب الفلسطيني الأوسع»، والذي هو مقاومة وحق مشروع للدفاع عن النفس أمام إرهاب الاحتلال الصهيوني لأرضنا وأهلنا.. هذا الكذب يتواجد أيضاً في محاولة التمييز القسري بين الصهيونية الدينية، وأحفادها الإرهابيين. هذا التفسير كان قدمه مؤخراً الصهيوني حاييم لفنسون في «هآرتس» في 27 ديسمبر/كانون الأول 2015، الذي يدّعي: أن الإرهابيين اليهود ليسوا نتاج الثقافة الحاخامية الاستيطانية بل نتاج «الرد عليهم». تصوروا، نتنياهو يتناسى حقيقة أن الإرهابيين خرجوا من رحم الحركة الأم، أي الحركة الصهيونية، التي اعتمدت الإرهاب المبني على العنف والقتل بالتوازي مع السيطرة على عصبي المال والإعلام في العالم، تربى الصهاينة وقادتهم خاصة، وترعرعوا في أحضان الحاخامات اليهود وتعلموا نظرية «سيادة اليهودي على سواه من البشر»، وامتصوا إرث الخلايا الإرهابية الصهيونية التي رافقت تشكيل الأخيرة كحركة أسموها «حركة تحرير اليهود». الحريديون الصهاينة في نهاية المطاف قرروا الانفصال عن التيار المركزي وإقامة تنظيم إرهابي خاص بهم بين المستوطنين، ممن يستوطنون أراضينا المحتلة، ينسى نتنياهو منظمات «ليحي» التي انفصلت عن «الايتسل» وتم الإعلان عنها كتنظيم إرهابي، حتى من قبل البريطانيين والحكومة المؤقتة، ينسى منظمتي «شتيرن» و«الأرغون» الإرهابيتين. أيضاً فإن الإرهابيين الصهاينة السابقين تحولوا إلى أبطال الصهيونية الدينية، والإرهابيون الحاليون سيتحولون إلى أبطال صهاينة في أقرب وقت، هذا هو القانون الذي لازم ولادة الحركة الصهيونية منذ نشأتها وحتى هذه اللحظة.

حسب قائمة فرق الإرهاب التي يعدها نتنياهو صغيرة، فإن الصهيونية الدينية تقسم إلى قسمين: صهاينة دينيين إرهابيين، وصهاينة غير إرهابيين. قادة الصهيونية الدينية، ومنهم الآباء المؤسسون للكيان هم: «الخلايا السرية اليهودية، ومؤيدو باروخ غولدشتاين.. هم السلطة» الحالية مثل نفتالي بينيت ونتنياهو نفسه وليبرمان وإيلي شكيد.

المقارنة التي يجريها الفاشي نتنياهو بين إرهابيين يهود والصهيونية الدينية، هي أمر تضليلي جديد وديماغوجي موجه، الأمر الذي سيظهر الصهيونية الدينية «بريئة وطاهرة». المقارنة في حقيقتها، هي بين صهيونية دينية وهي تفسر وجود «إسرائيل» بجوهرها اليهودي وبشكل راديكالي وغير ديمقراطي، وبين أغلبية تدعي العلمانية الليبرالية و«النضال» من أجل إظهار بعض القيم الإنسانية التي حاربتها وتحاربها الحركة الصهيونية وتمثيلها السياسي الصهيوني.

يتناسى رئيس وزراء الكيان جوهر الصهيونية التي تروج وتشجع سيطرة إيديولوجيا الحاخام كوك وأمثاله على الكيان وقوانينه الفاشية مقابل التعاون في التصريحات ضد الإرهاب اليهودي، وذلك في صفقة قذرة تمت بين الجانبين. جملة القول:

«إن محاولة نتنياهو التزويرية الجديدة هي أكثر من واضحة، وتبدو كمن يحاول الفصل بين الأم ورضيعها، الصهيونية الدينية هي المولود الشرعي للصهيونية وجوهرها الفاشي».

مقالات ذات صلة