أرشيف المنتدى

شبكات التواصل الإجتماعي وخاطرة من الخاطر..

شبكات التواصل الإجتماعي وخاطرة من الخاطر..

لست أدري، هل حقاً نحن أمام مرض إسمه _شبكات التواصل الإجتماعي_، أم هي مجرد أوهام تنتابني لا تعكس الحقيقة بأن شبكات التواصل الإجتماعي هي ظاهرة حضارية تقدم لنا الكثير من الخدمات العلمية والثقافية والإجتماعية!.

قد يصدق القولان، فقد يعتبرها البعض مجرد ظاهرة مرضية تعمل على التجسس والخمول والتفكك الأسري. بينما يراها البعض الآخر بالأدلة.. باب علم وثقافة ومعرفة!. لكن الجميع هنا متفق على كونها “أداة عصرية”، إنما القضية تكمن في طرق إستعمالها وما هو الهدف الذي نسعى للوصول إليه من خلال تلك الأداة!.

والحق يُقال، أن لكلٍ حجته المُقنعة. فنحن بلا شك أمام ظاهرة تقنية أسرتنا بسحرها وسرعة تواصلها، فباتت تتحكم بالكثير من سكناتنا ومشاعرنا سواء كانت سلباً أم إيجاباً. فالمباركة بالزواج عن طريقها أصبح جائزاً.. والعزاء من خلالها بات مقبولاً.. وحشد الطاقات متاح.. ومحاربة الآخرين عبرها ممكناً!. وأكثر من ذلك، فالفيسبوك ” المحترم” أصبح يملك لكل منا ملفاً يستطيع معه أن يرصد مواقت نومنا وصحوتنا وأكلنا وشربنا ورحلاتنا وأفراحنا وأحزاننا.. ومتى تزوج ذلك الشاب، وفي أي مكان تمت خطوبة تلك الفتاه.. وما الذي أنجبته جارتنا صفية، ولماذا خان إبراهيم زوجته سناء.. وما هي أسباب طلاق سمية من زوجها محمود.. وما الذي كان على سفرة جارنا أبو أحمد من طعام. حتى بات لون بلاط الحمامات وصور جدران غرف النوم عند البعض سهل قراءته!.

هي “فضيحة”، لكن بطابع حضاري وعملية تجسس على حياتنا من طراز رفع.. لكنها برضانا ونحن عملاؤها بكل سعادة!.

لست ضد التواصل فيما بيننا، لكن ما هكذا تورد الإبل يا أحبتي!.

ولكي لا نسترسل في القول فنصيب ونجرح، أقولها _ غيرةً وحباً وقلقاً_ على حالنا وأحوالنا. فلنقنن التعامل مع تلك الأدوات المُغرية السلسة الماكرة، ولنتجنب الإنزلاقات.. فهناك الكثير من القضايا الثقافية والإجتماعية والدينية والوطنية التي تحتاج منا إلى المزيد من الإهتمام والمتابعة!.

هي خاطرة، أردتها أن تعبر إلى حيث العقول التي نرجوا لها النماء والإزدهار!.

ولنا لقاء..

أبورياض