أرشيف المنتدى

حديثٌ بين الأصدقاء..

حديثٌ بين الأصدقاء..

قال لي صديقي: ها قد إنتصرت سوريا ومن معها، على ما كان يُدبَر لها وللعالم العربي من تقسيم وتشتيت. قلت:

يا صديقي كُن على يقين، بأن المصانع التي أنتجت قطار ” الربيع العربي”، وأتبعته بعرائس “باربي” للديمقراطية، ثم أوجدت ” داعش والنصرة ” بعد غرسها لبذور “الطائفية”.. لا تزال قائمة. وقد نفرح لمنتجاتها القادمة كما فرحنا لمنتجاتها السابقة!.

قال بدهشة العاتب على تهكماتي: ما الذي ” تعنيه ” ؟!

قلت: لم يقتلنا يا صديقي سوى الإنبهار بتلك “المعاني” التي جاءت بصحبة مُنتجاتهم اللعينة!. أنا يا صاحبي فقط أريد أن نتعلم من تجاربنا من أخطائنا من مصائبنا، أريد أن نصبح كباقي البشر.. نُنتِج من عقولنا أو أقلَّه، نستورد ما يأخذنا خطوة إلى الأمام!..

قال: مأساتنا في وجود قيادات فاسقة، لا تراعي مصالح شعوبها وأوطانها، تحلل الحرام وتحرِّم الحلال!.

قلت: يا صاحبي أرجوك، دعك من هذه الإسطوانة المشروخة. هناك معادلة راسخة وناجحة في الدولة االمتقدمة تقول، بأن مصير الرئيس أو القيادي أو المسؤول هناك، متوقف على مدى دعم شعبه له ومساءلته إن أخطأ ومناصرته إن أصاب. لكن يا صاحبي، هذه المعادلة معكوسة تماماً في أوطاننا!. ثم سألت صديقي، هل إستمعت لمراسلة تلفزيون الجديد وهي تسأل المتظاهرين عن سبب التظاهر؟ قال: لا.

قلت: االبارحة، دعى أحد زعماء طرابلس إلى مظاهرة ضد إحتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من قِبل السلطات السعودية، وكذلك ضد سلاح حزب الله. وأثناء المسيرة، سألَت مراسلة الجديد أحد الشبان عن سبب التظاهر، فسكت ثم قال ” ما بعرف”!. ثم سألت آخر، فلم يستطع الإجابة. ثم سألت ثالث وكذلك تبين أنه لا يعرف!. عندها قالت المراسلة بدهشة: في عِنا مشكلة، ما حدا عارف ليش ماشي بالمظاهرة!.

إبتسم صديقي، لكني أضفت، هذا يدعوا للحزن والقلق على أوطان لا تمتلك شعوبها ثقافة قادرة على قراءة وتفسير خطواتها تجاه مستقبل أوطنها ومحاسبة قيادتها إن أخطأت أو أصابت!.

يا صاحبي، حريٌ بنا، مواجهة الشعوب بكل عيوبها.. فالشعوب مسؤولة مسؤولية مباشرة عن بروز قيادات فاسدة، ثم تسير خلفها كالقطيع بلا هدف!. فتصبح هدفاً للمصانع التي تقف خلف أسوار الوطن تتصيد الفرص من خلال جهالتها لنتج قيوداً كي تستطيع بها تكبيل مستقبل الأوطان!.

ثم… ساد الصمت…

ولنا لقاء..

أبورياض