اتفاقات كامب ديفيد || مصر وإسرائيل بالصور
اتفاقات كامب ديفيد || مصر وإسرائيل بالصور
“أنا مستعد أن أذهب إلى القدس، وأن ألقي خطابًا فى الكنيست الإسرائيلي، إذا كان ذلك يمكن أن يحقن دم أولادي”.. أعلنها الرئيس المصري الراحل أنور السادات في خطاب له في البرلمان المصري في 9 تشرين الثاني /نوفمبر 1977، وذلك بعد أعوام قليلة على حرب أكتوبر 1973.
أثار الإعلان صدمة للجميع، واستقال وزير الخارجية المصري إسماعيل فهمي، ووزير الدولة للشؤون الخارجية محمد رياض.
لم يصدق الإسرائيليون أنفسهم حتى وصل السادات بالفعل إلى تل أبيب في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 1977، وبذلك كان أول زعيم عربي يزور إسرائيل.
”السلام عليكم ورحمة الله، السلام لنا جميعا، على الأرض العربية وفي إسرائيل.. وفي كل مكان من أرض العالم الكبير المعقد بصراعاته الدامية، المضطرب بتناقضاته الحادة، والمهدد بين الحين والآخر بالحروب المدمرة، تلك التي يصنعها الإنسان ليقضي بها على أخيه الإنسان، وفي النهاية، وبين أنقاض ما بنى الإنسان وبين أشلاء الضحايا من بني الإنسان فلا غالب ولا مغلوب، بل إن المغلوب الحقيقي دائما هو الإنسان”.
كان هذا جزءا من خطاب السادات في الكنيست.
استمرت الزيارة يومين، صافح فيها السادات أعداءه اللدودين، وأجرى محادثات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية واقترح في الكنيست عقد سلام “عادل ودائم” في كل المنطقة.
كانت الزيارة تاريخية لأن كل الاتصالات المصرية الإسرائيلية حتى ذلك الحين كانت سرية، لكن الأمر تطلب عشرة أشهر من الجهود الدبلوماسية الشاقة حتى تبدأ المحادثات فعليا.
وفي آب/اغسطس 1978، دعا الرئيس الأميركي جيمي كارتر نظيره المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن إلى محادثات “للبحث عن إطار للسلام في الشرق الأوسط”.
بدأت القمة في الخامس من أيلول/ سبتمبر في منتجع كامب ديفيد مقر الرؤساء الأميركيين في عطلة نهاية الأسبوع، وهي منطقة تضم حوالى عشرين منزلا في غابة تبعد نحو مئة كيلومتر عن واشنطن. بقيت كامب ديفيد معزولة بالكامل عن العالم طوال أيام القمة التي استغرقت 13 يوما.
خلال القمة، نوقشت 23 صيغة على الأقل للاتفاقات، إلى جانب المراجعات التي لا تعد ولا تحصى.
ورافق القادة الثلاثة مستشاروهم الدبلوماسيون والعسكريون.
عقدت جلسات العمل بلا توقف في الليل والنهار وكادت القمة أن تفشل. لكن الأمر حسم في الساعات الأخيرة بعد زيارات مكوكية لكارتر بين السادات وبيغن.
في 17 أيلول/سبتمبر، أثار العناق الحار بين العدوين اللدودين بعد توقيع وثائق السلام، ذهول العالم.
تحمل الوثيقتان اللتان وقعتا عنواني “إطار للسلام في الشرق الأوسط”و “إطار لإبرام معاهدة سلام بين مصر واسرائيل”. وتنص المعاهدة في مقدمتها على أن “القاعدة المتفق عليها للتسوية السلمية للنزاع بين إسرائيل وجيرانها، هي قرار مجلس الأمن الدولي (رقم242 ) بكل أجزائه”.
وأرفقت الوثيقتان برسائل “توضيح” تم تبادلها خلال القمة، تؤكد الخلاف الكامل بين مصر واسرائيل بشأن القدس، والخلافات حول الضفة الغربية وقطاع غزة.
أثارت المعاهدة غضب الدول العربية التي رأت أن مصر، حاملة لواء العروبة في عهد جمال عبد الناصر، أخلت بموازين القوى في الشرق الأوسط، وأخذوا على الاتفاق تجاهل منظمة التحرير الفلسطينية.
في تشرين الثاني/نوفمبر، منحت جائزة نوبل للسلام إلى الرئيس المصري ورئيس الوزراء الاسرائيلي لأنهما كسرا جدار العزلة بين شعبيهما.
في 26 آذار/مارس 1979، وقع السادات وبيغن أول معاهدة سلام عربية إسرائيلية، استعادت مصر بموجبها شبه جزيرة سيناء في 1982.
ورأت الدول العربية في المعاهدة “سلاما منفردا” ونوعاً من الخيانة، وخصوصا حيال الفلسطينيين. وقد قطع العرب علاقاتهم مع مصر التي علقت عضويتها في الجامعة العربية من عام 1979 إلى عام 1989.