المقالات

عدوانية الزهار ونرجسيته..أدب فؤاد… وتصحيح

عدوانية الزهار ونرجسيته..أدب فؤاد… وتصحيح

د. فايز رشيد

لم تُثرني ندوة , كما أثارتني ندوة (الجمعة 5 يناير 2016) على قناة الميادين! ذلك للاعتبارات التالية: عدوانية محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس. وللأدب الذي تحلّى به أبو أحمد فؤاد, نائب الامين العام للجبهة الشعبية, ولعدم متابعة قرارات “مؤتمر الأمن القومي الإسرائيلي” بمنتهى الدقة حتى النهاية,من قبل منتج البرنامج ومذيعته!

الندوة باختصار احتلت في أربعة أخماس وقتها… ساحة لبعض شعوذات محمود الزهار!, الذي لم يعترف ولم يُشد بغير مقاومة حماس! أسأله: بالله عليك: أين كنت وحماس عندما قال الإسرائيليون في السبعينيات : بأن إسرائيل تحكم غزة نهارا والجبهة الشعبية ليلا؟ ألم تسمع أنت وحماس عن جيفارا غزة؟ بالتأكيد .. كنت في مقتبل عمرك, وأشك أنك سمعت بالمقاومة آنذاك! أين أنت الآن من موقف حماس بالهدنة الطويلة الأمد مع العدو الصهيوني؟ بالله عليك…. ألم تظهروا كتنظيم والناس راجعة من الحج؟ لماذا هذا الإنكار لدور الآخر.. أحلّفك بالله وبكل الأنبياء والرسل وصحابة رسول الله… لماذا تُقوّل الجبهة الشعبية ما لم تقله؟ القضية الفلسطينية لا تحتمل المراوغة ولا اللعب بالمشروع الوطني ولا بالشعب الفلسطيني ! حماس ابتعدت عن هذه القضايا المصيرية للاسف . انشدَت ولا تزال للسلطة ( المحتلة فعليا) التي اعتقدت أنها بنتها في غزة ! وهي المحاصًرة والمختنقة إسرائيليا . حماس تعقد هدنة مع العدو الصهيوني ! ووفقا لتصريحات قادتها, ستبحث مع الكيان من خلال وسطاء هدنة لمدة عشرين سنة ,فهل تجوز الهدنة مع جيش وكيان يحتل أرضنا ويغتصب إرادة شعبنا ويحاصر أهلنا في القطاع لما يقارب االعشرة أعوام؟ هذا عدى عن الاحتلال!. رغم كل ذلك فإن كاتب هذه السطور لم ينبس ببنت شفة تعليقا على ما تقترفه حماس , انطلاقا من حسّ وطني فلسطيني ينطلق في جوهره من مبدأ : تجنّب أية خلافات علنية مع مطلق تنظيم فلسطيني ,وإبقاء الانتقادات في إطارها الداخلي غير المعلن, وتغليبا لصراع شعبنا وتناقضه التناحري الاساسي مع العدو الصهيوني.

للعلم فقط…سوريا قدّمت لحماس ما لم تقدمه لتنظيم فلسطيني أو عربي آخر عاش أو يعيش أو سيعيش على أراضيها! لو اختارت سوريا طريق الخلاص الفردي والاستجابة للشرط الامريكي- الصهيوني بطرد فصائل المقاومة الفلسطينية من على اراضيها, لما كانت تعاني ما تعانيه اليوم! ولكان دخل المواطن السوري أضعاف أضعاف ما هو عليه اليوم . هذا ما تم عرضه على الرئيس حافظ الأسد ,وما تكرر مع خلفه :نجله بشار. هذا ما تؤكده مصادر غربية كثيرة معروفة وموثقة (وبإمكاني إيرادها).لا نحن ولا غيرنا يدافع/ ندافع/ يدافعون عن أي نظام عربي! إنما في الذهن سوريا الوطن / الدولة العربية التي تفتح أبوابها لكل العرب دون سمة دخول, كما من حقّهم التملك في سوريا مثل كل المواطنين السوريين.

رغم كل ما قدمته سوريا لحماس.. فإن الاخيرة كانت لها توجهاتها التي لم تنطلق من خصوصيتها الفلسطينية , بل من قرارات “التنظيم العالمي للإخوان المسلمين”, الذين وقفوا ويقفون بالمعنى التاريخي ضد هذا البلد العربي. بعدما وصل الطلاق بين النظام السوري وحماس وإخراج/خروج قادتها من سوريا.. انطلقت حماس في علاقاتها مع البلد الذي استضافها وقادتها (في الوقت الذي كانوا يفتقدون فيه بلدا عربيا للإقامة فيه) , انطلقت من شعور انتقامي بحت , فأنشأت تنظيما خاصا بها “أكناف بيت المقدس” لمحاربة سوريا( تطبيقا لقرار تنظيم الإخوان وتركيا, التي نصّب الأخ خالد مشعل أردوغانها المجرم.. خليفة للإسلام والمسلمين!؟), أسألك يا سيد محمود الزهار.. لماذا هذا الإنكار لدور بلد فضّلكم في المعاملة على كل تنظيمات المقاومة الفلسطينية؟ أهكذا يكون جزاء المعروف في الإسلام حسب تفسير حماس لتعاليمه؟ أي إسلام لكم؟. اهكذا يكون جزاء المعروف بالمعروف؟!.

لم يعد خافيا على أحد: أن حركة حماس هي من أنشأت تنظيم “أكناف بيت المقدس على ارض الشام” في بداية تشكيله عام 2013 (هذا بشكل رسمي) .شارك التنظيم مع المعارضة السورية في مواجهة النظام .تشكّل من عناصر أغلبها فلسطينية .قاتلت الأكناف ايضا إلى جانب ” الجبهة الإسلامية” .أكناف بيت المقدس كانت حتى فترة قريبة تتسلح وتتزود بالذخائر من المناطق الجنوبية التي تسيطر عليها الجبهة الإسلامية وجبهة النصرة . من قادتها “أبو أحمد المشير” الذي عمل مرافقا لرئيس المكتب السياسي لحماس ,والذي كما أخبرني مصدر من حماس, سيتم تغييره قريبا. تزعم قيادة كتائبها “محمد زغموت”إلى جانب ” رمضان أبو العلا” الشهير بـ “أبو همام”, وقد كان مرافقا لـ موسى أبو مرزوق أثناء تواجده في سوريا.

من الواضح للأسف: أن حركة حماس بدأت تنزلق في اتجاه الطائفية ـ المذهبية ـ البغيضة التي تحاول إسرائيل والولايات المتحدة وحلفاؤهما في الدول الغربية تسعير أوارها, وتعميمها على بلدان كثيرة، سواء في العالم العربي أو المنطقة, وعلى صعيد الدول الإسلامية أيضا.أما أبو أحمد فؤاد … فقد كان مؤدبا أكثر من اللازم في الندوة! أنت بحاجة لمناقشتك لمن يتقن لغة الردح الأدبي , المعتمد على حقائق ولا يخشى تبعات ما يقول!لقد دخل مئات بل آلاف من مسلحي “داعش” و “النصرة” إلى المخيم بفضل حماس! والذي تواجد فيه مسلحوا “أكناف بيت المقدس” وبعض مسلحي الحركتين الإرهابيتين. بالنسبة لتصحيح معد البرنامج ومذيعته, نقول:

وبالنسبة للتصحيح: الذي تطرق إلى عداوة حزب الله هو: رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، الذي أشارإلى أن “عدو الجيش الإسرائيلي المركزي اليوم هو حزب الله ,.وخلافا لأقوال أيزنكوت، الذي قال إن حزب الله هو “العدو المركزي للجيش الإسرائيلي”، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، إن “عدو إسرائيل المركزي هو إيران”, مضيفا :أن حزب الله هو أداة بيد إيران. في التقرير الصادر عن المؤتمر , جاء ما يلي: (بالنسبة لإسرائيل، فليس لديها انتماء “طبيعي” إلى أي من المعسكرات الإقليمية. إن الاستنتاج المركزي وغير المفاجئ الذي تعالى من التحليلات ,هو أنه سيصعب على إسرائيل توسيع وتعميق الحوار والتعاون بينها وبين جهات إقليمية، سواء كانت دولا أو منظمات، تتقاسم معها مصالح مشتركة، من دون حدوث تقدم ملموس في العملية السياسية مع الفلسطينيين).وتناول باب “إسرائيل في الشرق الأوسط” التحديات والفرص أمام إسرائيل، في الحلبة الفلسطينية والحلبة الشمالية، أي هضبة الجولان ولبنان، وفي الحلبة الجيو سياسية على صعيد المنطقة عامة.ورأى الباحثون في هذا الباب أن التحليل يقود إلى تقييم مفاده أنه (بسبب تضاؤل الخطر، في العام الحالي، حيال اندلاع نشوب حرب تكون إسرائيل ضالعة فيها، فإن عليها أن تركز نشاطها الأمني في المعركة بين حربين، وتعزيز الردع، بواسطة تحولات إيجابية لدى جهات في محيطها أيضا، وبضمن ذلك في مجالي الاقتصاد والطاقة).وتناول باب “إسرائيل – الحلبة الداخلية” موضوع الأمن القومي في السياق الاجتماعي – السياسي الداخلي، وتطرق إلى مواضيع مثل القدرة على الحكم، الأداء السياسي المنفلت والآخذ بالتطرف في الخطاب العام، التقاطب والقبلية الآخذة بالتعمق في المجتمع الإسرائيلي، وكذلك توجهات اقتصادية تؤثر على مواجهة تحديات أمنية.

اعتبر رئيس المعهد، اللواء احتياط عاموس يدلين، في مقاله التلخيصي لكتاب المؤتمر، أن “الاستنتاج المركزي للتحليلات هو أنه توجد لدى إسرائيل في الفترة الراهنة, قدرة على بلورة فرص من أجل تعزيزمكانتها الأمنية والسياسية قدما، وأضاف : أن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني ليس في قلب التوترات والنزاعات في الشرق الأوسط، ما يوفر لإسرائيل فرصا لبلورة إستراتيجية نشطة، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، بهدف وضع رد على التهديدات، إلى جانب إمكانية دفع تسويات سلمية بينها وبين دول أخرى في الشرق الأوسط”.تصحيح كان لا بد منه!.

مقالات ذات صلة