الشتات الفلسطيني

حماس في مخيم الضبية للدفاع عن المسيحيين الفلسطينيين

وسام محمد – رابطة الإعلاميين الفلسطينيين في لبنان

بيروت في 20-10-2013

مخيم الضبية إحدى المخيمات الفلسطينية المتواجدة على الأراضي اللبنانية، يقع على بعد إثنى عشر كيلو متراً شرقي العاصمة بيروت يسكنه قرابة الأربعة آلاف لاجئ فلسطيني من الديانة المسيحية، يعرف المخيم بأنه بعيد كل البعد عن المشاكل الأمنية وغيرها وهويخضع السيادة اللبنانية بالكامل.

يعاني أهالي المخيم من أوضاع اقتصادية وإجتماعية صعبة كما باقي المخيمات، لكن أهله ما زالوا مكافحين مناضلين يرفضون كافة المحاولات اليائسة الهادفة لإبعادهم عن المشروع الوطني الفلسطيني، مجددين تمسكهم بهويتهم الفلسطينية أسوة بأخوانهم الفلسطينين المسلمين.

في صباح يوم السبت، في التاسع عشر من شهر تشرين الأول استيقظ أهالي المخيم، ليجدوا جرافات بلدية بيروت ومعها أفواجٌ من الدرك اللبناني يحاصرون المخيم ويستعدون لإقتحامه لهدم قرابة المئة منزل بحجة البناء الغير مرخص، مع العلم أن بلدية بيروت ومعها كل الجهات المختصة على علمٍ بعملية الترميم الحاصلة بالمخيم للبيوت التي أوشكت على الإنهيار والتي اعتبرتها الدولة اللبنانية منازل غير شرعية ، علماً أن هذه المنازل بنيت بموافقة بلدية ضبية مسبقاً.

فهذا الذي حصل هناك، لكن ردة الفعل الفلسطينية جاءت بشكل غير متوقع، فمنذ الصباح الباكر تداعت القوى الشبابية الفلسطينية الإسلامية – مع رفضي لهذا التصنيف- وقاموا بتجهيز الباصات والتوجه لمخيم الضبية للتضامن مع أهلهم المسيحيين هناك، فوفدٌ من مخيم نهر البارد يرافقه وفد آخر من البداوي وبرج البراجنة وعين الحلوة والمية ومية، واستطاعوا ايصال رسالة لكل المعنيين أن الشعب الفلسطيني شعب واحد يتقاسم ويتعايش المعاناة نفسها، ويتوجع لوجع بعضه البعض وينصرون ضعيفهم ويستقوون بقويهم .

أما على المستوى السياسي، فالأمر لا يختلف كثيرًا فأثبت الجميع أن مخيم الضبية جزءٌ أساسيٌ من القضية الفلسطينية، فبدأت الاتصالات وتحرك الجميع لنصرة الأهالي لوقف مشروع الهدم، لكن تضامن حركة المقاومة الإسلامية حماس كان له معنى آخر اليوم، فلم تتعامل حماس مع الموضوع على أنه موضوع ثانوي أو أن الحركة الإسلامية لا علاقة لها بشأن الفلسطينيين اللاجئين المسيحيين بل برهنت عكس ذلك، فتسلم المسؤول السياسي لحماس في بيروت السيد رأفت مرة ملف مخيم الضيبة وتوجه منذ الصباح الباكر ومعه وفد من الحركة للوقوف إلى جانب الأهالي والعمل على وقف الهدم وإنقاذ الأهالي من هذا المشروع الخطير مجريًا سلسلة اتصالات مع المعنيين وتابع الأمر ميدانيًا وتواصل مع وسائل الإعلام بصفته المسؤول الإعلامي لحماس أيضًا وبدأ بحملة إعلامية من قلب الحدث. وأجرى ممثل حماس في لبنان علي بركة سلسلة من الاتصالات مع الفصائل الفلسطينية والقيادة اللبنانية للوقوف أمام هذا المخطط الجديد الذي يستهدف الفلسطينيين في لبنان.

لست إبن حماس أو الإخوان المسلمين لأكتب هذه الكلمات وإنما ما جرى يتطلب الوقوف أمامه، فقدت أكدت حماس أنها حركة إسلامية وطنية لجميع الشعب الفلسطيني وأنها تنظيم أساسي في القضية الفلسطينية .

ويبقى الشكر لجميع من دعم أهالي مخيم الضبية من سياسيين وناشطين وحقوقيين، ويبقى أمامهم مشوار طويل، فلم ينتهِ الملف هنا وإنما معركة النضال مستمرة حتى تحرير فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر وعودة كل اللاجئين إلى ديارهم الأصلية .

مقالات ذات صلة