الشتات الفلسطيني

عين الحلوة تتضامن مع فنان الأنتقام سعدات ورفاق زغرودة اكتوبر

نجوى ضاهر

الاربعاء , 23 تشرين الأول / أكتوبر 2013

ضمن فعاليات أسبوع الوفاء للحركة الوطنية الأسيرة وبطل الهواء والسماء القائد أحمد سعدات ، وأحياءا للذكرى الثانية عشر لعملية الرد البطولي ، حين زغرد كاتم الصوت ، انتقاما من اغتيال القائد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الشهيد الرفيق أبو علي مصطفى، في السابع عشر من أكتوبر عام 2001 ، نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لقاءا تضامنيا دعما لأسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات في باستيلات العدو الصهيوني في مركز التضامن الأجتماعي في مخيم عين الحلوة صباح اليوم …

كانت العيون كلها موجهة وسط أزدحام الكلمات صوب تحية القائد سعدات في صورته الحاضرة في القلوب رافعا يده سلاما في وسط قاعة التضامن لكل الحضور ، على كل كلمة تضامن فاعلة بعيدا عن الخطابات العصماء مع رفاق الرد الصاعق باغتيال وزير السياحة الصهيوني زئيفي وكل الأسرى والأسيرات في سجون الغاصب المحتل ..

استضاف اللقاء التضامني ممثلون عن كل الفصائل الفلسطينية و القوى الوطنية اللبنانية ، والرفيق محمد طاهر عضو المكتب السياسي للتنظيم الشعبي الناصري ، وأكدت جميع الكلمات على أن السابع عشر من أكتوبر هو مناسبة فلسطينية وطنية بأمتياز، حيث أطيح بأعتى رأس صهيوني أقدم على أغتيال القائد أبو علي مصطفى وكانت طلقة الحدث الهام من وريث دم الشهيد ورفاق العهد والدرب الواحد التي تجسدت بصرخة أحمد العربي ::: الرأس بالرأس وليس كل الرؤوس سواء ..

وأكد الرفيق صلاح اليوسف عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية من جانبه أن الأحتفاء بهذا اليوم المشهود في تاريخ المقاومة الفلسطينية يتجسد عمليا بالثبات على الموقف الراسخ في رفض كل أشكال المفاوضات مع العدو الصهيوني التي لم تحقق على مدي عشرين عاما وأكثر منذ توقيع اتفاق اوسلو لعنة العار ونكبة القضية الكبرى شيئا الا مزيدا من الأستيطان والتنكيل بالأسرى وراء قضبان الجلاد الصهيوني والطعن الغادر بالحق الأبدي حق عودة النازحين وتقسيم الوطن الى فتات الفتات …

وقال أن الأنقسام الفلسطيني هو الصفعة المدمرة للواقع الفلسطيني الداخلي ، وصفحة سوداء يجب أن تطوى من تاريخ النضال الفلسطيني المقاوم ، مؤكدا على أهمية رص الصفوف ، والعمل فورا على أتمام المصالحة الفلسطينية على أسس وطنية ، ترفض كل الفواتير الباهظة التي دفع شعبنا الفلسطيني ، من جراء فخ المفاوضات والتنازلات المستمرة ، والتي تتمثل في سرطان الأستيطان الممزق لخارطة الوطن ، عدا عن الجدار الفاصل ،وصولا الى ما يكابده الأسرى والأسيرات ، من عذابات يومية في سجون الأحتلال الصهيوني ، وتطرق اليوسف الى واقع المخيمات الفلسطينية في لبنان ، حيث الحرمان من أبسط مقومات الحياة الأنسانية الطبيعية ، مشيرا الى ما خطط من عمليات تهديد بجرف المساكن لأبناء مخيم ضبيه في بيروت ، وما يتعرض له مخيم نهر البارد من أجحاف يومي ، هذا المخيم الذي يعتبر خزان الثورة الفلسطينية ، والذين يسعون من خلال خطط الطوارئ الى ارتكاب اكبر مجزرة فيه بحق النازحين ، وتحدث عن معاناة مخيم عين الحلوة الذي كل العيون عليه التي تستهدفه لتحويله الى بؤر للفتنة والأرهاب ، كونه يمثل مركزا للقرار ، وعاصمة مخيمات الشتات ، وقال لولا حكمة العقلاء في قيادة العمل الوطني الفلسطيني لسقط المخيم في فخ الفتنة ودهاليزها القاتلة .

.وتحدث الرفيق محمد طاهر ، عضو المكتب السياسي للتنظيم الشعبي الناصري ، عن رحلة معاناة أسرى وأسيرات الوطن في المعتقلات الصهيونية ، حيث الحصار بكل الممنوعات ، وقال أن تضحيات الأسرى اليومية ، هي البرهان الصارخ على أن شعب فلسطين لن يكون يوما عاقر، فالوطن الذي ينجب البطل سعدات ، فنان الأنتقام وراسم خارطة الثأر ، وكل رفاق الرد والوعد والعهد و كل الأسرى والثوار والمقاومين ، لا يمكن الا أن تكون بوصلته مقاومة حتى التحرير، وعودة كل النازحين …

وكان مسك ختام اللقاء مع كلمة الرفيق أبو جابر مسؤول الجبهة الشعبية في لبنان ، الذي وضع بكلمته يده على الجرح الفلسطيني العميق الوجع ،، متحدثا عن 4900 أسيرا وأسيرة في سجون الأحتلال ، و1400 منهم مرضى يعانون كل يوم من ظلم الأحتلال وأهماله لقضية علاجهم ، ومنهم من بات على حافة الأحتضار ، وقال ان هناك 166 طفلا معتقلا في السجون في عمر السادسة عشر وما دون ، يكابدون شقاء القضبان ، والحرمان من حقهم في أكمال مسيرة تعليمهم ، بسبب تهم ملفقة وتهم رشق الحجارة التي لا تبرر قهر السجان ……

وقال الرفيق أبو جابر :: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لم تقرر حكم الأعدام لزئيفي ، ولم تنفذ عملية اكتوبر حبا بالعملية ، بل لتوجيه رسالة واضحة صارخة ، اولا لكسر فكرة الأنهزام فأي رصاصات غادرة من العدو لرأس الطهارة من الشهداء لن تمر و سيقابلها حتما عملية انتقام فورية ، برصاصات كثر لا تنفذ، أما الرسالة الثانية ، فهدفها تبني التضامن الدائم الغير موسمي والكرنفالي مع قضية الأسرى ، مشيرا الى ما قاله الشهيد جيفارا غزة الذي دوخ الأحتلال ، حين وجه أحد الرفاق اليه سؤالا ، ما هو المكان الذي تفضل الأختباء فيه من مطاردة سلطات الأحتلال ، فأجاب في أقرب مكان من الأسرى ، هذه الأجابة التي تعكس التحام قضية الثوار والمقاومين المختلفين مع الطاقة النضالية الكبرى التي يمثلها كل أسير وأسيرة خلف الجدار

…وقال أن اول درس نتعلمه من هذه الطاقة الجبارة ا، لتي تهزم كل الهوان ، هو استعادة لغة المقاومة ليكتب التاريخ الجديد الخالي من سنوات تضييع القضية في دهاليز المفاوضات والأتفاقيات ، التي لم يجني منها شعبنا في الوطن والشتات ، الا الدمار والأنقسام والتشرذم .

وقال ان المطالب الشعبية لا تتجسد بفتات السكر والملح ، فالأهم والأخطر توقف الأمداد من الصواريخ والأسلحة مما أرجعنا سنوات للوراء .. بعد أن دخلنا في صراعات داخلية بائسة ….

وتحدث الرفيق أبو جابر بأسهاب ، عن معاناة الفلسطيني في الشتات ، تحديدا في لبنان مؤكدا على حاجة الفلسطيني للأعتراف به ككائن بشري آدمي ، في ظل تعسف الممارسات والقوانين الغارقة في عنصريتها .. وهذا يحتاج الى قيادة سياسية ، تعي أهمية تبني قضية شعبنا في المخيمات أولا ، لا اللهاث المستمر وراء السراب الذي عبر عنه المفاوضين بلسانهم ( عن اتفاق اوسلو بكلمة الله يرحمو ) بعد ان اتسعت حجم التنازلات ,

ونوه الى وجود 2500 خريج جامعي في مخيم نهر البارد لا يجدون عملا ، وأن وجدوه فيكون في قائمة الأعمال الوضيعة ضمن ملف موجع من المحظورات ..

فالفلسطيني في مخيمات لبنان ، محشور في زاوية القهر اليومية ، ولا متنفس ولا سؤال .

وقال يبقى السؤال امام كل هذه المعاناة فيمن يعلق الجرس ؟؟؟ والا سنبقى كمن يقرأ الفاتحة على الميت ويترك المقبرة ماشيا وهو يتمم بالآيات …

وأكد الرفيق أبو جابر : أن المسؤول الحقيقي هو من يتبنى أرادة شعبه ، ولا يسعى الى بروزة خطاباته الفولوكلورية في صورة تزين جداره على الفيس بوك للأستعراض ، وغيرها من وسائل التواصل الأجتماعي التي باتت واجهة لكل وجوه السلطات ، وأضاف أن الهدف الأول يجب أن يكون في في تنفيذ مشروعات عملية تقوم على تنفيذها لجان شعبية وطنية فاعلة لمصلحة الناس ،

وختم كلمته بالقول :: لنتعلم من القائد سعدات الذي قال اذا كنت سببا في عرقلة الوحدة الوطنية فلا تطرحوا اسمي هذه هي مدرسة الثوار الحقيقية ، لا كلام المهاترات والأدعاءات ، وقال كلنا بنفهم على بعض ، فلا داعي لكل هذه المكشوفات ، ولنتأمل عميقا في أرادة الأسرى الذين تفوقوا على الجميع رغم معاناتهم وقدموا لنا وثيقة عمل كانت كما الصفعة في وجوه الجميع من أصحاب عضلات اللسان ، خاتما كلمته بأخذ العبر من أساتذة النضال الثوري في السجون والمعتقلات … وعلى أيقاع كلمات أغنية زغرد كاتم الصوت كان ختام اللقاء والعهد بالسير على نهج حكيم الثورة والشهيد وديع حداد والشهيد أبو علي مصطفى ونسر السجون ورفاقه الأبطال دون استثناء أحد ..

مقالات ذات صلة