الشتات الفلسطيني

“فتح” تعقد مؤتمرها المناطقي الثالث في بيروت

04-11-2013

عقدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” مؤتمرها المناطقي الثالث في بيروت تحت عنوان(شهداء اللجنة المركزية- دورة الشهيد صلاح خلف)، في قاعة الشعب- مخيم شاتيلا الأحد 3/11/2013.

حضر المؤتمر ممثل سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور، ورمزي منصور، وامين سر حركة “فتح” في لبنان فتحي ابو العردات، وعضو المجلس الثوري آمنة جبريل، ومسؤول الاقاليم العربية الدكتور سمير الرفاعي، وأمين سر اقليم “فتح” في لبنان الحاج رفعت شناعة، وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية والاسلامية اللبنانية، وممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وأمين سر حركة “فتح” في بيروت سمير أبو عفش واعضاء المنطقة، واعضاء المؤتمر.

بدأ المؤتمر بالنشيدين الوطنيين ونشيد الحركة، تلا ذلك كلمة أمين سر حركة “فتح” في بيروت سمير ابو عفش جاء فيها: “نقف اليوم وقفة اجلال وأكبار إحياءاً لذكرى القائد والمعلم ياسر عرفات رمز صمودنا وكبريائنا في الذكرى التاسعة لإستشهادة، الى الامام نحو عمل تنظيمي واحد يقف سداً منيعاً أمام المخاطر المحدقة بجسم حركة “فتح” الذي أثبت على مدى سنوات النضال أنه رقم صعب، يصعب تجاوزه، وممنوع المس بمكوناته، كما ندعو الى إعتبار المؤتمرات عنواناً للتآخي والتوافق لما فيه مصلحة حركتنا الرائدة.

وأضاف: “إن الأمانة الفتحاوية تفرض علينا حماية المكتسبات والإنجازات والتصدي لكل محاولات النيل من المسيرة النضالية للشعب الفلسطيني وقيادته التاريخية وحركته العملاقة، حركة “فتح” قائدة ورائدة وحاضنة وحامية المشروع الوطني الفلسطيني، وعند الحديث عن الحركة ومسارها وتراثها لا بد من ذكر الشهيد الرمز الرئيس القائد الأب ياسر عرفات الذي أصبح اسمه أحد اسماء فلسطين وإلى جانب ياسر عرفات كان هناك أمير الشهداء ابو جهاد، وأبو اياد، وأبو الهول، وأبو علي إياد، والكمالين وأبو يوسف النجار، وسعد صايل، وماجد ابو شرار، وكل شهداء اللجنة المركزية، والمجلس الثوري ،والآف الشهداء من أبناء الحركة”.

لقد خضنا تجربة المؤتمرات، المؤتمر التأسيسي والمؤتمر الاول والثاني لمنطقة بيروت ونحن مدركين أهمية إنعقاد المؤتمرات الحركية كخطوة متقدمة من حياة التنظيم، وأهمية تقييم التجربة السابقة، وتجاوز المحطات المؤلمة، ومنح الحركة الحيوية والمصداقية في الممارسة، فلنحصن حركتنا وأنفسنا وأن نكون صادقين مع أنفسنا وأن نحمل الهم الفتحاوي حرصاً على مصير هذه الحركة الرائدة والقائدة، ومن هنا إننا نحتاج الى تأمين افضل مناخ ديمقراطي للأعضاء والكوادر عبر هذا المؤتمر من أجل ترتيب حقوقنا الداخلية عبر تنظيم الحياة التنظيمية وتوفير أفضل الشروط لعمل الكادر وتمكنه من إطلاق المبادرة الفردية في أطار العمل الجماعي.

كلمة امين سر اقليم حركة “فتح” في لبنان الحاج رفعت شناعه جاء فيها: “نرحب بكم في هذا المؤتمر الحركي في مرحلة معقدة من مراحل نضالنا الفلسطيني وصراعنا ضد عدو محتل لأرضنا مغتصب لوطننا ومدنس لمقداستنا ومستوطن لأرضنا، نحن اليوم امام مهمات كبيرة بحجم قضيتنا وبحجم شعبنا الذي انطلق بثورته المعاصرة في العام 65 عندما قررت القيادة الفلسطينية ان تطلق الطلقة الاولى لتعلن بداية المسيرة، مسيرة الثورة الفلسطينية ومسيرتنا الكفاحية، مسيرة حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”.

إنَّ الرئيس ياسر عرفات الذي نحتفي بذكرى استشهاده بعد ايام هو الذي اسس وبنى لنا هذه الحركة العملاقة وجعلها امانة في اعماقنا وجعل جماهير شعبنا الفلسطيني تقف على سكة النضال الحقيقي بوجه الاحتلال الصهيوني، مؤكداً وحدتنا الوطنية الفلسطينية، وحدة المجموع الفلسطيني والكل الفلسطيني بوجه عدو واحد هو الاحتلال الاسرائيلي لارضنا الطاهرة، من خلال هذه المبادئ والثوابت انطلقنا معاً وامضينا ما يزيد على نصف قرن وهذه هي اكبر واطول ثورة في هذا العصر، ثورة الشعب الفلسطيني العملاقة لأن هذا الشعب هو شعب العمالقة في النضال والتضحيات وقادته ايضاً سجلوا صفحات مجد وعزً ومواقف وتضحيات كبيرة ما زلنا نذكرها حتى اليوم.

واضاف شناعة: “عندما نقول بأننا اليوم نعقد مؤتمر حركي يعني اولاً اننا نجدد العهد والقسم للشهيد الرمز ياسر عرفات ولقيادتنا التاريخية اللجنة المركزية وشهدائها، وايضاً نجدد العهد والوعد للرئيس ابومازن ان نبقى يداً بيد في هذه المسيرة الصعبة”.

نحن نريد نتائج ايجابية، نريد ان نرى قضايا ملموسة سواء كانت في المداخلات او التوصيات او وجهات النظر، وعلينا ان نؤكد مجموعة حقائق اولاً هذا المؤتمر ليس للمجاملات من اجل ان نوجه النقد وان نقف بجرأة ونقول اخطأنا هنا واصبنا هناك، في هذا المؤتمر اذا اردنا ان نجدّ لا بد ان نفكر معاً كيف نضع آلية معالجة النواقض والثغرات التي عشناها في تجربة السنين، نحن حملنا آمانة من المؤتمر السابق لكن لا زال جزء من هذه الامانة لم يكتمل فعلينا ان نؤكد في هذه الجلسة ما هي الآلية التي سنستخدمها نحن كأعضاء في هذا المؤتمر، لمن نرشح في المؤتمر القادم وانهم يجب ان يكونوا على مستوى الامانة ومستوى الاداء للشعب الفلسطيني والثورة الفلسطينية لان فتح هي عامود هذه الثورة ونؤكد اننا معنيون بالمحافظة على بنية حركة فتح بعيداً عن كل الاعتبارات التي لا معنى ثوري لها والثورة اكبر من العشائر والمجاملات.

كلمة “م.ت.ف” القاها فتحي ابو العردات اعتبر فيها أن عقد المؤتمر يشكل محطة نضالية وتحدي واستحقاق وطني ديمقراطي انتخابي، وانه يجب ان يكون القائد دائماً اكثر قرباً من المواجهة والمخاطر ليس من الرتب والامتيازات فقط لأن الثبات والوفاء والتضحية هم المعيار الاساسي للحكم على الاشخاص ويجب التركيز على الثوابت والقيم التي حملتها الحركة امانة من الشهيد الرمز ياسر عرفات.

ووجه ابو العردات رسالة الى الرئيس ابومازن واللجنة التنفيذية وقيادة الحركة التي تواجه دائماً الضعوطات والعدوان والاحتلال والحصار المالي والسياسي على كافة اشكاله، وقال لهم “إننا نحن في لبنان بأمكانكم الاعتماد علينا لان هذه الحركة مجربة وهي حركة الوفاء والنضال، وبقيت “فتح” ومنظمة التحرير وبقيت الثورة بفضل وعيها وتضحياتها ودماء شهدائها”.

واضاف: “إننا انجزنا الكثير بفضل دماء الشهداء لكن مشروعنا الوطني لم يكتمل وبحاجة ان يكتمل من خلال الوحدة الوطنية الفلسطينية الى أن تبقى فتح موحدة خلف قيادتها وشرعيتها الممثلة بأطرها وهيئاتها الحركية والالتزام الكامل بكل هذه الشرعية الفتحاوية لمنظمة التحرير وللثورة الفلسطينية مترافقة وملتزمة مع وحدة وطنية فلسطينية بين شطري الوطن، مصالحة وانهاء حالة الانقسام القائمة، وتوحيد العمل الفلسطيني في كافة اماكن تواجد الشعب الفلسطيني”.

كما اكد على أن “فتح كانت وما زالت تعمل في اطار عمل وطني فلسطيني يجمع كل اطياف الشعب الفلسطيني للمشاركة في القرار من أجل تحسين اوضاع المخيمات ومواجهة حالة التآمر التي تنطلق في كل محطة من اجل تهجير وتشريد المخيمات، وان هذه السياسة المتبعة رسمتها القيادة الفلسطينية وهي سياسة الحياد الايجابي والحفاظ على السلم الاهلي والاستقرار في هذه البلد، فالعنوان الاول هو حماية المخيمات والتواصل مع كافة المستويات الرسمية والعسكرية والحزبية والشعبية في لبنان، وان العلاقة مع كل الاحزاب والقوى ستبقى علاقة متوازية مع الجميع وصلة وصل بين كافة الاطراف والعامل الفلسطيني لن يكون جزءاً من التوتر والفوضى في هذا البلد بل سيكون الداعم والمساند للاستقرار الوطني اللبناني”.

واشار ابو العردات “اننا كفلسطينيين مع الدولة اللبنانية والمقاومة في مواجهة الاحتلال لان قضيتنا هي قضية واحدة، عدونا واحد وهو الاحتلال الصهيوني وانه سيأتي يوم نذهب الى المحكمة الدولية لاننا اعطينا للعالم فرصة 9 شهور، وهذا تأكيد اضافي اننا نذهب للمفاوضات كخيار ضروري دون ان نتخلى عن حقوقنا وثوابتنا الوطنية”.

وفيما يتعلق بقضية النازحين السوريين اشار ابو العردات نحن في منظمة التحرير ما استطعنا ان نقدمه مليون دولار للنازحين السوريين وان مسؤولية النازحين هي مسؤولية دولية، والاونروا، والاشقاء العرب، واخيراً الدولة اللبنانية وان توضع الخطط والبرامج ونحن نكون جزءاً منها.

كلمة مفوضية التعبئة والتنظيم القاها مسؤول الاقاليم العربية د. سمير الرفاعي نقل فيها تحيات رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” محمود عباس، وعضو اللجنة المركزية ومفوض الاقاليم الخارجية الدكتور جمال محيسن، مع تمنيات للمؤتمر بالنجاح، حيث يشكل المؤتمر في هذا الاقليم ومختلف الاقاليم خطوة هامة واساسية في تحقيق عملية الاستنهاض الشاملة التي اقرتها اللجنة المركزية للحركة واقرها المجلس الثوري. عملية الاستنهاض التي تشمل كل اطر ومؤسسات الحركة والتنظيم يشكل دائماً الاداة الضرورية للوصول للهدف المنشود، ومؤتمرات محطات هامة لا يستوي العمل التنظيمي بدونها فهي ضرورة لتعزيز وتصحيح وتجديد الاداة وخدمة لاهداف ومبادئ الحركة في تحقيق المشروع الوطني، لأن “فتح” هي أول الرصاص، واول الحجارة، ولان “فتح” حامل للمشروع الوطني الفلسطيني، ولأن “فتح” تسكن ضمير شعبنا وقلبه، ولأنها من اهم سمات تاريخ شعبنا الحديث المرتبط بالارث النضالي لهذا الشعب، ولان “فتح” كل ذلك استهدفت وعبر مسيرتها الطويلة بشتى انواع المؤامرات والتآمر من قبل اعداء شعبنا وقضيتنا وبصور واشكال مختلفة بهدف اضعاف وتدمير هذه الحركة وجرها الى معارك جانبية، والمستفيد الاول فيها هو العدو الصهيوني لكن امام وعي ابناء هذه الحركة وتمسكهم بوحدتها وفهمهم العميق تتلاشى كل المؤامرات.

مضيفاً “ينعقد المؤتمر في ظل ظروف صعبة تمر بها المنطقة وخاصة فلسطين والانقسام الذي لا يصب الا في خدمة العدو الصهيوني وغياب الوحدة الوطنية هي ضعف للقضية الفلسطينية، اما عن المفاوضات فأن العدو الصهيوني يزيد المستوطنات والتهويد وتدنيس المقدسات وكل هذا يؤكد عدم الالتزام العدو الصهيوني بقرارات المفاوضات”.

بعد انتهاء اعمال الجلسة الافتتاحية كرمت منطقة بيروت مصطفى العبد ابو غسان، وقدمت له درع القدس وشهادة تقديرية عربون وفاء وتقدير على ما قدمه لحركة “فتح”.

بقلم / مفوضية الإعلام والثقافة – لبنان

مقالات ذات صلة