الشتات الفلسطيني

مهرجان مركزي ببيروت احياءً للذكرى الـ9 لاستشهاد الرئيس عرفات

في الذكرى التاسعة لاستشهاد الرئيس القائد ياسر عرفات أقامت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” مهرجاناً سياسياً حاشداً في قاعة رسالات في بيروت الأحد 2013/11/10.

وشارك في المهرجان معالي الوزير اللبناني كريم بقرادوني، وسعادة السفير جهاد كرم، وممثِّل دولة الرئيس نبيه بري سعادة النائب المحامي غازي زعيتر، وممثِّل حزب الله مسؤول الملف الفلسطيني في الحزب سعادة النائب حسن حب الله، وممثِّل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط سعادة النائب علاء الدين ترو، وممثِّل الوزير عبد الرحيم مراد نائب رئيس الحزب أحمد مرعي، وممثِّل جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية سعادة النائب عدنان طرابلسي، وممثِّل تيار المستقبل عضو المكتب التنفيذي ومنسِّق عام قطاع التربية والتعليم د. نزية خياط، وممثِّل حركة أمل الأستاذ بلال شرارة، وممثِّل الحزب الشيوعي اللبناني سعد الله مرزعاني، وممثِّل الدكتور أسامة سعد الأستاذ محمد ظاهر، منسِّق عام الحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق معن بشور، وأمين سر الهيئة القيادية لحركة الناصريين المستقلين المرابطون العميد مصطفى حمدان، وسماحة الشيخ الدكتور محمد نمر زغموت رئيس المجلس الإسلامي الفلسطيني، قادة الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية ورجال دين وفكر وسياسية وإعلام، وممثلون عن المؤسسات والجمعيات والهيئات اللبنانية.

وتقدَّم الحضور سعادة سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، وأمين سر فصائل “م.ت.ف” وحركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات، وأمين سر الإقليم رفعت شناعة وأعضاء الإقليم، وعضوا المجلس الثوري آمنة جبريل وجمال قشمر، وأعضاء اللجنة التنفيذية، وقادة فصائل “م.ت.ف” وحركة “فتح”، وأعضاء قيادة الساحة، إلى جانب ممثلي اللجان الشعبية في لبنان والمؤسسات الأهلية الفلسطينية وحشود فتحاوية وشعبية من كافة المناطق اللبنانية.

بدأ المهرجان بقراءة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء وروح الشهيد ياسر عرفات، تلاه النشيدَين الوطنيَين اللبناني والفلسطيني ونشيد حركة “فتح”.

وبعدها قدَّم الخطباء الشاعر جهاد حنفي، ثم كانت كلمة نثرية للشاعر عماد عرعور تحاكي الشهيد الخالد ياسر عرفات، وتلا ذلك كلمات عدة كان أولها كلمة السفير دبور. فأشاد بالرئيس الشهيد وعدد مناقبه منوِّهاً إلى رمزيته في وجدان الفلسطينيين والعرب، وأضاف “لن نضيع درب الضوء والسلوى الذي تعلَّمناه منك.. لن نفرغ الحكايات التي وطَّنتها في آذاننا وغرسناها في قلوبنا لن نُغنيَ إلا لك ولذكراك وفلسطين ومن حمل الأمانة من بعدك وفياً لها وأميناً عليها وعلى سيفك المقاوم البتار، أبا مازن كلنا معك أيها الرئيس سر على بركة الله لإحقاق الحق لشعبنا الذي كفلته القوانين والشرائع الدولية في إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس وعودتنا إلى أرضنا”.

بدوره أشاد زعيتر بالرئيس الشهيد عارضاً لما بذله من جهد وكد في سبيل فلسطين، ومنوِّهاً لما جسَّده من رمز للمقاومة والصمود في وجه الصراع.

ولفت زعيتر إلى أن كل ما يجري اليوم إنما يستهدف تأمين فرص نجاح المشروع الصهيوني في الإطباق الشامل والكامل على كل الأرض والمقدسات والتغييب الكامل لحق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى دياره وإقامته لدولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، محذِّراً من مخاطر تهويد القدس وتقسيمها بين المسلمين واليهود، داعياً منظمة التعاون الإسلامي وما تبقَّى من جامعة الدول العربية للتدبر في هذا الخطب الجلل.

أمَّا خياط، فلفت في كلمته إلى أن “هذه الذكرى تتزامن مع صدور التقرير النهائي للجنة الطبية السويسرية التي أكدت وجود نسبة عالية جداً من مادتي الرصاص والبولونيوم اللتين أدتا إلى استشهاد الرئيس الشهيد أبي عمار”.

وفي معرض حديثه شدَّد خياط على ثوابت تيار المستقبل المتمثِّلة باعتبار فلسطين هي القضية المركزية للعرب، واعتبار الصراع مع العدو صراعاً متعدَّدَ الأوجه والحدود وليس محصوراً فقط بالكفاح المسلح، وتأييد القرار الوطني المستقل للشعب الفلسطيني في تحديد خياراته السياسية والنضالية بعيداً عن الهيمنة، إضافةً إلى دعم الوحدة الوطنية لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وتحسين مستوى الخدمات الحياتية والاجتماعية والصحية للشعب الفلسطيني ورفض التوطين، خاتماً بالتحذير من التوسُّع الجغرافي لعمليات الاستيطان وما ينتج عنها من تداعيات.

بدوره نوَّه حب الله إلى تزامن الذكرى مع صدور التقارير الطبية، وأكَّد أن إسرائيل هي التي قتلت ياسر عرفات، وأبو جهاد الوزير، وفتحي الشقاقي، واحمد ياسين، وعباس الموسوي، لافتاً إلى أن إسرائيل تهدد كل الأمن العربي والإسلامي، ومشيراً إلى أن المقاومة اللبنانية التي انطلقت في العام 1982 وضعت تاريخاً جديداً للصراع مع العدو الإسرائيلي، فأوقفت التمدُّد الإسرائيلي وأجبرت إسرائيل على التراجع عن أراضٍ عربية احتلتها في لبنان وفلسطين.

وتابع حب الله “إسرائيل أعطت ياسر عرفات وعداً بالدولة قبل اتفاق أوسلو، ولكنه مضى على اتفاق أوسلو أكثر من 20 عاماً ولا زالت إسرائيل تخلف بوعدها و تريد أن تكون القدس عاصمة للدولة اليهودية”، وأكَّد أن الوحدة الفلسطينية كفيلة بإسقاط أي مشروع صهيوني، مشدِّداً على أهمية تغليب المصلحة العامة على المصلحة الفئوية.

وطالب حب الله الدولة اللبنانية بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم لضمان كرامتهم مؤكِّداً أن الفلسطينيين متمسِّكون بحق العودة ويرفضون التوطين.

من جهته، استهل ترو كلمته بتوجيه التحية للقائد أبو عمار ولرفاقه وللمقاومة الفلسطينية بكل أشكالها آملاً أن تبقى البوصلة الفلسطينية مصوَّبة نحو الهدف الأساس ألا وهو قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس وتحقيق حق العودة.

وأدان ترو عملية جريمة تسميم الرئيس الشهيد أبو عمار مطالباً بإجراء كافة التحقيقات لكشف ملابسات هذه الجريمة والتوصل لنتائج واضحة دقيقة بعيدة عن التزييف، ودعا إلى إنهاء الانقسام وتوحيد الخيارات والأهداف في مواجهة رهانات نتنياهو على التشتُّت والاقتتال.

فيما لفت بقرادوني إلى أن أمنية الرئيس بالشهادة تحقَّقت بعد أن كشفت التقارير موته مسموماً داعياً للادعاء على إسرائيل والاقتصاص منها.

وعرض بقرادوني لعدد من أبرز المحطات التي مرت بها حياة الرئيس عرفات، منوِّهاً لعدد من المعارك التي خاضها وتمكُّنه من النجاة من جميع الكمائن التي نُصِبت له وحتى حين سقوط طائرته في الصحراء الليبية فكان الوحيد الذي تسقط طائرته ويخرج منها حياً.

وأضاف بقرادوني “أفضل صورة في ذهني عن شخصية أبو عمار هي يوم وقوفه في 13 تشرين الثاني 1974 للمرة الأولى على منبر الأمم المتحدة ليعلن على العالم ”احمل البندقية بيد وغصن الزيتون بيد فلا تتركوا غصن الزيتون يسقط من يدي’’ هذا النداء يلخص بالنسبة لي سيرة حياته هو صاحب الخيارات الصعبة التي طرحها على نفسه وعلى العالم، انه شخصية مواكبة رجل الحرب والسلام رجل الاعتدال والتطرف”.

من جهة أخرى، تمنَّى بشور في كلمته على قيادتي منظمة التحرير وحركة “فتح” المتابعة الدقيقة لملف جريمة الاغتيال واستخدام حق فلسطين للادعاء على الكيان الصهيوني، ودعوة مجلس الأمن، وفي حال الفيتو الأمريكي، دعوة الجمعية العمومية للأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية نزيهة ومحايدة للتحقيق بهذه الجريمة، ودعوة الهيئات الحقوقية إلى التحرك لإطلاق أوسع حملة عالمية، قانونية وإعلامية لمحاكمة المتورطين بالجريمة، إضافةً إلى دعوة قيادتَي فتح وحماس انطلاقاً من توافقهما على اتهام العدو الصهيوني بجريمة الاغتيال إلى تطوير هذا التوافق من اجل إنهاء الانقسام الفلسطيني، مطالباً القيادات والفعاليات الفلسطينية وفي مقدَّمهم حركة “فتح” إلى إطلاق انتفاضة ثالث قادرة على إخراج القضية الفلسطينية برمتها من مهزلة المفاوضات الجارية، ودعوة مراكز الأبحاث والدراسات الفلسطينية والعربية إلى عقد ندوات، بدراسة التجربة الثورية والسياسية الثرية والغنية التي عاشها أبو عمار ورفاقه في “فتح” لاستخلاص العِبَر والدروس منها.

وأخيراً كانت كلمة أبو العردات الذي نوَّه بدايةً إلى ما تمرُّ به المنطقة العربية من صراعات وتحولات خطيرة كافة الصعد المحلية والإقليمية والدولية، لافتاً إلى أن القضية الفلسطينية تواجه أهم وأخطر وأدق مراحل نضالها الوطني في ظل هجمة عدوانية استيطانية يهودية صهيونية مدعومة بموقف أميركي منحاز وواقع عربي مريب وخطير، ومؤكِّداً أن الفلسطينيين بالرغم من ذلك سيبقون متمسكين بثوابتهم الوطنية وحقوقهم غير القابلة للتصرف.

واستنكر أبو العردات الممارسات الصهيونية للاحتلال الإسرائيلي من مصادرة للأراضي والممتلكات واعتداءات على المدنيين وتدنيس وتهويد للمقدسات ومعالم المدينة المقدَّسة، مديناً استمرار الحصار الظالم والمفروض على شعبنا وأهلنا في قطاع غزة والضفة، ومواصلة الاحتلال بإزهاق أرواح الأطفال والمدنيين من أبناء شعبنا يومياً.

واستطرد قائلاً: “إن صوت الرمز ياسر عرفات في الأمم المتحدة عام 1974 ما زال مدوياً بفضل السياسة الحكيمة التي اتبعها رفيق دربه الرئيس محمود عباس أبو مازن حيث استطاع مؤخراً ومن على المنبر ذاته إطلاق الرسالة الفلسطينية للعالم اجمع مجدِّداً رسالة كشفت زيف الإدعاء الإسرائيلي بالسلام، كما كشفت كلمته قصور الأداء وانحياز الإدارات الأمريكية المتعاقبة لإسرائيل رغم الاعتراف همساً بكذب ورياء حكام إسرائيل”، مشيراً إلى أن توجه الرئيس أبو مازن، لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو خلاصة متجددة من خلاص مدرسة أبو عمار النضالية.

وأكَّد أبو العردات التمسُّك بخيار القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس وبالثوابت الوطنية والحقوق غير القابلة للتصرف التي استشهد من أجلها الرئيس أبو عمار، وجدد الرئيس أبو مازن التمسُّك بها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبارها حقوقاً للشعب الفلسطيني أقرتها كافة دورات المجلس الوطني الفلسطيني وشكَّلت إجماعاً وطنياً فلسطينياً على كافة المستويات الرسمية والشعبية.

وحول موضوع النازحين من مخيمات سوريا، أكَّد أبو العردات أن رعايتهم مسؤولية مشتركة تتحملها بالدرجة الأولى الأمم المتحدة والدول العربية والأونروا ومن ثم الدولة اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية، وطالب الدولة اللبنانية بإعطاء الحقوق المدنية للفلسطينيين وفي مقدَّمها حق العمل لتحسين المستوى المعيشي.

وفيما يتعلق بالمصالحة الوطنية، شدَّد أبو العردات على أن انجاز هذا الملف مسؤولية وطنية تدركها حركة “فتح”، ولكنها تحتاج جهوداً مشتركة وحواراً بنَّاءً، منوِّهاً إلى أن “فتح” تحرص على تجسيد العلاقة الوحدوية القائمة على أسس ثابتة لتحقيق الأهداف الوطنية في المخيمات الفلسطينية.

بقلم / مفوضية الإعلام والثقافة – لبنان
10-11-2013
فتح ميديا/ لبنان،

مهرجان مركزي ببيروت احياءً للذكرى الـ9 لاستشهاد الرئيس عرفات

مهرجان مركزي ببيروت احياءً للذكرى الـ9 لاستشهاد الرئيس عرفات

مهرجان مركزي ببيروت احياءً للذكرى الـ9 لاستشهاد الرئيس عرفات

مهرجان مركزي ببيروت احياءً للذكرى الـ9 لاستشهاد الرئيس عرفات

مهرجان مركزي ببيروت احياءً للذكرى الـ9 لاستشهاد الرئيس عرفات

مهرجان مركزي ببيروت احياءً للذكرى الـ9 لاستشهاد الرئيس عرفات

مهرجان مركزي ببيروت احياءً للذكرى الـ9 لاستشهاد الرئيس عرفات

مقالات ذات صلة