الشتات الفلسطيني

قياديون فلسطينيون لـ”القدس للأنباء”: أحداث عين الحلوة تهدف لضرب التوافق الفلسطيني

القدس للأنباء

يترنح الوضع الامني “الهش” في مخيم عين الحلوة عاصمة الشتات الفلسطيني، بين

المساعي السياسية لتحصينه ومنع انفجاره، وبين استمرار مسلسل الاغتيالات

والحوادث الامنية التي تنذر بالاسوأ.

يشكل الحفاظ على “المبادرة الفلسطينية الموحدة”، التي اطلقتها القوى

والفصائل الوطنية والإسلامية في لبنان، نهاية آذار الماضي، لحماية المخيمات

من تداعيات ما يجري في لبنان والمنطقة، تحديا كبيرا لدى القوى الفلسطينية

التي رأت أن الهدف إفشلها، وإغراق المخيم في الفتنة الداخلية أو مع الجوار

اللبناني.

مراسلة “القدس للانباء” جالت على عدد من المسؤولين الفلسطينيين في مخيم عين

الحلوة، موجهةً إليهم أسالة تخطر في بال الجميع، وهي: “هل تخشون على

المبادرة الفلسطينية الموحدة؟ وكيف السبيل الى تحصينها؟

شكيب العينا

اعتبر مسؤول العلاقات السياسية لـ “حركة الجهاد الاسلامي” في لبنان، الحاج

شكيب العينا، أن الأحداث الأمنية التي تحصل بين الفينة والأخرى في مخيم عين

الحلوة، هدفها ضرب أي توافق فلسطيني، وهي مؤشر واضح على أن هذا التوافق غير

مرحب به، من قبل “أجندات” تعمل ضد مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته، والسبيل

إلى تحصين الأمن، هو العمل الجدي على وحدة فلسطينية حقيقية تبلور آلية عمل

واضحة، تأخذ مسؤولياتها في حفظ الأمن والاستقرار، وتحمي المخيمات والقضية

الفلسطينية من أي مخطط لتصفيتها في الوطن والشتات.

وأكد على جدية القوى الوطنية والإسلامية في مساعيها لوأد الفتنة، ووضع حد

لهذا العبث الأمني المتنقل، الذي يستهدف وحدة الشعب الفلسطيني والأمن

والاستقرار في المخيم والجوار.

ورأى العينا أن المطلوب هو وجود موقف فلسطيني موحد جدي، يأخذ بيد الشعب

الفلسطيني من أجل تحصين أمنه، لافتاً إلى أن القوة الأمنية هي أحد العناوين

المطروحة، وهي لا تكفي وحدها دون هذا الموقف السياسي الفلسطيني الموحد

والداعم والحاضن لها، قائلا: “يجب تشريعها وحمايتها أمنيا وقضائيا

وقانونيا، وأن يكون هناك حاضنة يكون فيها الشعب الفلسطيني شريكاً في حفظ

الأمن والاستقرار على قاعدة (كل مواطن غفير)، وإذا تحقق ذلك، نكون قد قطعنا

شوطاً كبيراً في حفظ الأمن والاستقرار ووأد الفتنة”.

وفيق عقل

بدوره لم يخف الناطق الرسمي باسم “عصبة الانصار الإسلامية” الشيخ وفيق عقل

“أبو شريف”، تخوفه من استمرار مسلسل الاغتيالات الدموي في عين الحلوة، بهدف

“إفشال المبادرة الفلسطينية الموحدة”، وإبقاء المخيم في حالة من التوتر،

لكنه أشار إلى “إصرار كل القوى الإسلامية والوطنية الفلسطينية على ضبط

الوضع في المخيم والجوار، وعلى إنجاح هذه “المبادرة” مهما كانت العقبات

والصعوبات.

وقال: “ستنجح المبادرة بإذن الله، أولا لأننا نشعر أن النوايا صادقة من

الجميع، وعندما تكون كذلك فإن الله يوفق لما يحب ويرضى، وثانياً لأن كل

القوى الأساسية مصرة على إنجاحها وتفعيل دور القوة الأمنية، حيث المطروح

الآن في الرؤية الجديدة، أن مجال المشاركة فيها مفتوح أمام الجميع، فليس في

المخيم عدو”.

جمال خطاب

من جهته اعتبر أمير “الحركة الإسلامية المجاهدة” الشيخ جمال خطاب، أن نجاح

“المبادرة الفلسطينية الموحدة” أو فشلها، يتوقف على المشرفين عليها

والقائمين على تنفيذها، قائلا: “إذا كان هناك إصرار على تنفيذها سينجح هذا

الأمر باذن الله، وإذا حصل أي تراخ يمكن أن تفشل، لكننا ما زلنا في بداية

الطريق، وهناك إصرار واضح من مختلف القوى الوطنية والإسلامية على إنجاحها”

وأضاف خطاب “السبيل لتحصين المبادرة من أية تداعيات أمر سهل، أولا أن يكون

هناك اجماع واخلاص في النوايا، وثانيا القوة الأمنية هي السبيل العملي

لتنفيذها، فالسلطة الإجرائية إذا قامت بدورها على الأرض، ومارست مهامها

بحزم، سيرتاح الناس ويشعرون بالأمن الأمان، وسيتوقف مسلسل الاغتيالات

الدموي الذي نعاني منه منذ أشهر، والذي بات يشكل ناقوس خطر على القضية

الفلسطينية برمتها، وعلى حق العودة”.

صبحي ابو عرب

أما قائد “قوات الأمن الوطني الفلسطيني” في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، فقد

وصف”المبادرة الفلسطينية الموحدة”، بأنها “طوق نجاة” من غرق المخيمات في

أتون الاقتتال الداخلي والفتنة مع الجوار اللبناني، لافتاً إلى أنه “يجب

علينا أن نتمسك بها ونحافظ عليها، رغم كل العقبات ومحاولات إفشالها أمنيا،

عبر مسلسل الاغتيالات والتوتير المتنقل.

وقال أبو عرب: “لا نخف أن هناك أفراد أو مجموعات لا تريد الأمن والأمان

لهذا المخيم، الذي هو عنوان للصمود الفلسطيني ورمز لحق العودة”.

وأضاف “السبيل الأجدى لتحصين المبادرة، هو تفعيل دور القوة الأمنية، وهذا

ما نقوم به بالتعاون والتنسيق بين القوى الوطنية والإسلامية كافة، وهناك

إجماع على المضي قدماً في ضبط الأمن، والضرب بيد من حديد لكل، من تسول له

نفسه العبث بالأمن والاستقرار في هذه المرحلة الدقيقة، وتنفيذا لأجندة غير

فلسطينية، تهدف إلى تصفية الحق الفلسطيني والعودة”.

مقالات ذات صلة