الشتات الفلسطيني

أبوجابر آن الأوان للعرب أن ينصروا فلسطين

خلال لقاء مع أبي جابرمسؤول العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، قدم التحية لأهل غزة، وللعائلات الثكلى التي فقدت أغلى ما عندها، لثمانية وستين عائلة محا الصهاينة أسماءها من الخارطة، إلى 462 ألف فلسطيني شردوا من بيوتهم، إلى حفظة القرآن ورواد المساجد التي دُمر منها أكثر من ستة وستين مسجداً، إلى طلاب ست جامعات، وطلاب 182 مدرسة، لكل أهل غزة بشيبها وشبابها ورجالها ونسائها، كما قدّم التحية لفصائل المقاومة كلها في غزة، التي صنعت فجر غزة الجديد في ظل عالم عربي ينوء بالتجزئة والانقسام بفض المشاريع الأمريكية الصهيونية الغربية، غزة الشمعة في ليل الظلام العربي.

وحول ماحصل في غزة، قال: إن ما حصل في غزة، يجب أن يخضع للتقييم والفحص والتمحيص، لنرى السلبيات والإيجابيات، كي نمحو السلبيات ونعزز الإيجابيات، لأننا سنكون أمام معركة، فمعركة التفاوض هي أصعب وأشرس من المعركة العسكرية، فقد انتصرنا بالمقاومة ويجب ألا نخسر بالتفاوض، وعلى الوفد المفاوض أن يتمترس خلف المطالب الحقوقية للشعب الفلسطيني، لأنها ليست مطالب بل حق قانوني تحميه كل الشرائع الدولية.

وكما أشار إلى أنه يجب أن نتعلم دروسا مما حصل، والدرس الأول هو الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تجلت بأبهى صورها، والدرس الثاني تجلى في القيادة الميدانية العسكرية الفلسطينية التي واجهت كل التطورات، والدرس الثالث هو الحاضنة الشعبية لهذه المقاومة التي أسهمت وأمنت الانتصار، والدرس الرابع هو الشكر لمن درّب وسلّح ودعم وساهم في خلق الانتصار في غزة من إيران إلى سوريا وحزب الله، والأشقاء والأصدقاء، لأنه كان لهم دور في بقاء المقاومة.

ولأول مرة ثلة من الفلسطينيين المؤمنين بأرضهم، وبفلسطين وبقداسة فلسطين الإسلامية والمسيحية، ولأول مرة تُلقي إسرائيل حمولة أكثر من أربع قنابل نووية على غزة ولم يغادرها شخص واحد، بل بقوا في غزة متمسكين في أرضهم، حيث انتصرت غزة برغم كل ما حدث.

والنصر الآخر هو عندما كانت تدوّي الصفارات في المدن الفلسطينية المحتلة كلها، ووصلت الصواريخ إلى كل المدن، حيث منع رأي رئيس بلدية مستوطنات الشمال الطلاب من الذهاب إلى المدارس حتى يستتب الأمن في الجنوب، وهذا ما خلق معادلة تقصفوننا نقصفكم وتهجّروننا نهجّركم.

كما أشار إلى أن هذا النصر حصل في ظل عالم عربي مجزء، وفي غرب وولايات متحدة صمّاء، وعلى الرغم من المظاهرات أمام البيت الأبيض، وفي باريس ولندن وفي أميركا اللاتينية التي ضجت وقاطعت، والنصر هذا أتى على لسان خبير إسرائيلي الذي اعترف بخسائر 20 مليار شيكل قبل 15 يوم من انتهاء المعارك، وقد حاول الإسرائيليون تصدير مشاكلهم إلى غزة، ولكن إصرار وصمود الوفد الفلسطيني وبقاءه موحداً بمؤازرة الشعب الفلسطيني، لم يستطع العدو أن يخلق أي اختراق على الرغم من تدخل بعض الدول القريبة والبعيدة لخلق شرخ في الوفد الفلسطيني، ولكن لم يكن لها تاثير بالمعنى الحقيقي.

فغزة تسمى في فلسطين “الولاّدة” لأنها دائما تنهض من جراحها، فهي كطائر الفينيق الذي ينهض من بين الرماد، و خروج الناس في غزة بمظاهر الفرح، كان ذلك رسالة للعالم أن أبناءهم فداء للمقاومة ولفلسطين، ونحن متمسكون بأرضنا ولا نريد التوطين، حتى عظام أهلنا في المقابر سننقلها إلى فلسطين، وغزة رسالتها للعرب أنه آن الأوان كي تتوحدوا، وأن تتوقفوا عن المؤامرات بحق شعبنا، ولا أحد يستطيع أن يفرض علينا أية شروط، ففي السابق عندما حاولوا فرض التوقيع والتنازل على عرفات، رفض، وقال لهم: إذا وقعت لا أستطيع العودة إلى فلسطين، ومن هنا لا أحد يستطيع أن يقر بيهودية إسرائيل، ولا بالاعتراف بها، ولا بالتنازل عن أي شبر، ولا عن حق الشعب الفلسطيني، لأنه حق فردي وشخصي ومقدس.

وقد آن الأوان لاجتماع الإطار الفلسطيني الموحد، لمناقشة معركة غزة كلها، لأنه في أيلول سيعقد مؤتمر إعمار غزة، وعلينا أ نعطي رأينا بكل شيء، وكذلك النقاط العالقة وسلاح المقاومة لن يتم سحبه لو اجتمع العالم كله، وعلينا أن ننهي الانقسام نهائيا، ويجب أن نتوجه إلى المحافل الدولية، ومحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادة العدو.

وقد أشار إلى أن إسرائيل لم تستطع تدمير الأنفاق، وانسحبت من المعركة البرية، وعدد الجنود الصهاينة الذين قتلوا في معركة غزة أكثر من الذين قتلوا في حرب 1973، والنصر كان بمؤازرة الضفة الغربية ومناطق 1948، فكان الصهيوني في الملجأ والفلسطيني فوق السطح يشاهد الصواريخ وهي تتساقط على المستوطنات، لأن الشعب الفلسطيني يريد الخلاص من الاحتلال.

وقد قامت إسرائيل بأبشع مجازرها، فقد قصفت المدنيين والأبراج، والأطفال، باعتبارهم إرهابيون. ويجب أن يتحرك الرأي العالمي لإجبار العدو على دفع الثمن، ومحاكمة قادتهم مجرمي الحرب.

كما أنه يجب علينا الاجتماع وتوزيع المهام لمواجهة استحقاقات غزة، وعلينا معالجة مشاكل الناس، والجرحى والمعوقين والمصابين، وعلى العرب أن يعقدوا مؤتمراً لإعمار غزة التي دُمر فيها أكثر من 40 ألف منزل.

وقد أكد أننا مع محور المقاومة، وبرغم كل ما يجري نحن الفلسطينيون مع الدولة اللبنانية ضد داعش، ولن نقبل أن يخرج من عندنا أحد ونحن نعلم ماذا نريد.

مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي من أسوأ الحكومات الصهيونية، وهي مؤلفة من متطرفين مستوطنين، ويكرهون كل من هو يخالفهم الرأي، ونتنياهو دخل المعركة بتأييد 82% ولكن صارت النسبة 32% إذن نحن استطعنا أن نخرق الكيان الصهيوني، وقد آن الأوان أن يخجل العرب من أنفسهم، ويقوموا على الأقل بطرد سفير أو وقف التطبيع، وقد آن الأوان أن يقوم الشعب العربي بمظاهرات أمام السفارات لتعرف أن الجماهير العربية ليست راضية على ساسة دولكم.

أما بالنسبة للأسرى، فقد أشار إلى أنه كما لديهم أسرى لنا، كذلك نحن عندنا أسرى، وبالنسبة لسلاح المقاومة لن يستطع أحد سحبه لو اجتمع العالم أجمع، ونحن مستعدون لمعركة أخرى من العدو.

كما أنه لا يمكن أن نقبل بدولة فقط 1967 وإذا قاتلونا بالسلاح فسنقاتلهم بالإنجاب والديموغرافيا، وختم قائلاً: إن الدكتور جورج حبش في آخر سؤال سأله ، للدكتور ماهر الطاهر، كان ماذا حصل في غزة؟ وأغمض عينيه.. فلأجله ولأجل الشهداء جميعا لن نتخلى عن فلسطين.

المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – بيروت، لبنان

30/8/2014

مقالات ذات صلة