الشتات الفلسطيني

أبو عماد الرفاعي: العدو الإسرائيلي أساس نكبتنا

في لقاء أجراه المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فرع لبنان مع ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبوعماد الرفاعي، حول العدوان الصهيوني على غزة، قال فيه: لا شك أن الاحتلال الإسرائيلي ليس بحاجة لمبرر لشن عدوان على الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال منذ العام 1948، حيث يمارس متى شاء وأينما شاء العدوان على الشعبنا، والأجندات التي يحملها العدو الصهيوني تخدم مصلحته ومصلحة المشروع الغربي، ففي العام 1982 كان المبرر لاجتياح لبنان هو محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي، وكان العدو على أتم الجهوزية لشن هذا العدوان.

وما جرى في الخليل منفصل تماما عما يجري في قطاع غزة، لأن ما جرى في الخليل يتعلق بالمقاومة في الخليل، وبالتالي فقد حصلت الكثير من العمليات في منطقة الضفة الغربية ولم يشن العدو عدوانا واسعا بهذا الشكل، لكن يتضح من ذلك أن هناك أجندة واضحة، وتخطيطا واضحا لشن عدوان على قطاع غزة، وخاصة أنه استغل الظرف العربي الذي يغرق في الأزمات والمشاكل. وهي فرصة للانقضاض على المقاومة وعلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهذا العدوان كان الهدف منه القضاء على المقاومة، والقضاء على روح الشعب الفلسطيني المقاوم الذي كان وما زال مصراً على الاستمرار في مواجهة العدوان الإسرائيلي بكل أشكاله، وكذلك فإن هناك واقعا عربيا مأزوماً، وهناك انشقاقات عربية استغلها العدو الإسرائيلي كما استغلتها الإدارة الأميركية لفرض ما تريد على الشعب الفلسطيني، وخصوصا إعادة إحياء ما يسمى بعملية التسوية لتفرض وقائع جديدة على الشعبنا تتوافق مع الرؤية الإسرائيلية.

وقد عبّر الشعب الفلسطيني بصموده عن الوحدة والتلاحم في مواجهة العدو الإسرائيلي بالمقاومة ومواجهة الاحتلال واللتين هما عنوان توحّد الشعب الفلسطيني، فبوحدته منع الاحتلال من تحقيق أهدافه، على الرغم مما ارتكبه من مجازر وقتل بحق أبناء الشعبنا، ومن تدمير ممنهج للبيوت والبنى التحتية في قطاع غزة.

كما أكد على أن الشعب الفلسطيني يخوض معركة سياسية، عنوانها وحدة الموقف الفلسطيني، لأن الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية يسعون بكل جهدهم لفرض تسوية في ظل هذا الواقع العربي المأزوم، فإذا لم يكن الموقف الفلسطيني موحدا وبرؤية مشتركة سوف نخسر المعركة العسكرية والمعركة السياسية، وبالتالي نحن أمام مرحلة جديدة من الصراع مع العدو الإسرائيلي، معركة الإعمار ومواجهة الحصار، ومعركة فرض الشروط الفلسطينية على الاحتلال، فمرحلة وحدة الموقف الفلسطيني يجب أن تكون هي الأبرز في مواجهة كل التحديات والأخطار.

أما في ما يتعلق بعدوان 2012، فقد قال: لقد كانت له ظروفه، وكانت البيئة والواقع العربي مختلفا تماماً عما تعيشه الآن المنطقة العربية وبالتالي في العام 2012 حققت المقاومة انتصاراً كبيراً، حيث أجبرت العدو الإسرائيلي على الإذعان والقبول بشروطها، وما يميز 2012 أن المقاومة قصفت تل أبيب بعدد محدود من الصواريخ، لكن في العام 2014 كان عدد الصواريخ أكبر، حيث اتسعت رقعة الاستهداف لتصل إلى أماكن أبعد من تل أبيب.

وإن آلة الحرب الإسرائيلية عام 2014 كانت على الاستعدادات للدخول البري أكبر، لكن المقاومة استطاعت رغم القصف الجوي المركز والعشوائي والتدمير الممنهج، ورغم محاولة الاحتلال الإسرائيلي التوغل بأهم وحداته العسكرية، وهو لواء غولاني، استطاعت إفشال هذا التوغل، حيث حصل تلاحم حقيقي وخسر الاحتلال نخبة من جنوده، وصار الجيش الذي لا يقهر ممرغاً أنفه في تراب قطاع غزة.

وما يميز 2014 كذلك تحرك الشعوب في أوروبا وأميركا اللاتنية الذي كان لافتا في التضامن مع الشعب الفلسطيني.

وخسر العدو معركة “تدمير الأنفاق”، حيث لم يتمكنوا من الوصول اليها تدميرها، وكما قال أحد قادة العدو: إن هناك مدرسة الانفاق التي دخلت إلى الموسوعة الحربية.

وعلى هذا الأساس يجب علينا أن نخوض معركة الوحدة والإعمار، لأن العدو انزعج من حكومة الوحدة، وحاول إفشالها كي يستطيع تحقيق أهدافه بتوسيع الاستيطان ومقاسمة المسجد الأقصى مع المسلمين والفلسطينيين.

وهناك ملفان عالقين بطريق ما يسمى بالتسوية، وخاصة في ظل المفاوضات التي تجري بخطى سريعة بين السلطة والكيان الصهيوني، وهما قضية القدس وقضية اللاجئين، فهناك استهداف واضح لقضية اللاجئين، وهي القضية الأكثر تعقيدا في ما يسمى إعادة المفاوضات والحل النهائي، ولتبقى القضية الفلسطينية مستمرة ، والاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية والمتواطئون معهم يدركون مدى أهمية قضية اللاجئين وأبعادها السياسية، وإبقاء القضية الفلسطينة حية طالما أن هناك لاجئين، والعمل الذي تقوم فيه أميركا وإسرائيل هو وإنهاء قضية اللاجئين، وما يجري بسوريا حاليا هو أن حوالي 80% من مخيمات اللاجئين في سوريا تم تدميره، ما جعل اللاجئين الفلسطينين يبحثون عن أماكن أكثر أمناً، وقسم كبير منهم غادر سوريا وهم في المنافي وهاجروا إلى أروروبا.

فإن قضية اللاجئين مستهدفة، وبالتالي اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مستهدفون، وهناك محاولات لتوريطهم في الصراعات الداخلية في لبنان ومحاولات لزج المخيمات في التوترات الأمنية، وذلك من خلال تصوير المخيمات أنها مأوى للإرهابيين والخارجين على القانون، والاستهداف الأكبر في لبنان هو مخيم عين الحلوة لما يمثله من وجود سياسي، ونحن لدينا خشية من مواصلة مسلسل الاستهداف، ولكن بالوحدة نستطيع إيقاف هذا المخطط، وبالوعي الفلسطيني لخطورة ما يجري من استهدافات لقضية اللاجئين.

فمنذ الخلاف اللبناني اللبناني بين 8 و14 آذار كانت هناك محاولات لاستهداف الواقع الفلسطيني برمته، وجره إلى أتون الصراعات التي تجري في الساحة اللبنانية، أو التي تجري في المنطقة، وعلى هذا الأساس فقد اتخذت الفصائل الفلسطينية قرارا واضحاً بمنع جر المخيمات الفلسطينية لأية صراعات، لأن الوجهة الحقيقية يجب أن تكون باتجاه فلسطين، والصراع مع العدو الإسرائيلي، وليس للفلسطيني أي عدو يجب أن يشغلنا عن العدو الإسرائيلي الذي هو أساس نكبتنا.

ومسؤولية الشعب الفلسطيني والتنظيمات الفلسطينية أن تضرب بيد من حديد كل من يعبث بالأمن، والمحافظة على وجود اللاجئين، وحماية قضيتهم المستهدفة من قبل إسرائيل وأميركا ومن معهم.

المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – لبنان، بيروت

11/11/2014

مقالات ذات صلة