المقالات

موقع الصفصاف – نضال حمد : من بعيد نراقب المعركة في مخيم عين الحلوة:

من بعيد نراقب المعركة في مخيم عين الحلوة:
فصواريخ غراد التي أرعبت الغزاة وأخافت الأعداء فيما مضى من زماننا الفلسطيني الفدائي، صارت تحرق الشقيقات والأشقاء وبيوت أهلنا في المخيم… فالآن الغراد يدمر الأحياء في مخيم كان ينجب زعتراً وفدائيين …
تبت يد أبي لهب ومن أعاد أحياها في عين الحلوة .. تبت يد حمالة الحطب ويد أبي جهل ومن جاء بها إلى مخيمنا… تبت يد وضعت بيد الأعداء ولم ترى دمنا فيها… تلك الأيادي تعبث الآن بمخيمنا وتمسك بالزناد بلا توقف .. ومنها يد من نزع ثوب القاتل ولبس ثوب الضحية… كل الأمراض لها علاج بما فيها الخيانة إلا مرض الحماقة.
هذا هو مخيمنا الذي أنجب ناجي العلي وحنظلة والاستشهاديين الأوائل وجيل دير ياسين وحطين وصلاح الدين وتحرير كل فلسطين…
مخيمنا الذي كان مصنعاً للثورة ومنبعاً للكفاح يحترق بفعل سلاح التنسيق الأمني وسلاح التكفير. إنهم على الهواء مباشرة يدمرون ما تبقى من بيوت وحارات ومدارس وأزقة … ونحن على الهواء مباشرة نعيش كل هذا الهراء ونتألم ونشاهد المهلكة ولا نلمك إلا ضمائرنا وأصواتنا. لذا ترانا نصرخ وندين، نصرخ بأعلى الصوت:
لا للتدمير، لا للتهجير، لا للحرق ولا للموت… لنكسر جدار الصمت، لنكسر جدار الخوف، لنحطم هُبلْ ومن جاء به وبإخوانه إلى مخيمنا.
من بعيد نشاهد أعمدة الدخان ونرى البيوت المدمرة والناس المهجرة والشوارع والطرق المقفرة…
من بعيد نسمع أصوات القنابل والانفجارات ودوي القذائف، هدير الصواريخ والراجمات والرشاشات، أزيز الرصاص الذي لا يحمل الخلاص … نعيق الغربان وبعض العربان… ونرى فيما نرى متقاتلون لا يذكروننا بفدائيي المخيم، بالشهداء والجرحى والمناضلين الحقيقيين من حماته فيما مضى من زمن فلسطيني مخيمي مشرف… من بعيد نبصق عليهم فترتد بصقاتنا علينا وعلى هذا الزمان الذي وصلنا إليه في مخيمنا…
سامحنا يا مخيم، سامحونا يا ختايريتنا، سامحونا يا شهداء مخيم عين الحلوة، لم نعد معاً في “المُرة والحلوى”… يا أجدادنا سامحوا أحفادكم فقد تأوسلوا أو تشيطنوا، فقد تدعوشوا أو تكلسوا .. وصارت دماء الناس في زمانهم ماءا، تهدر كما المياه… وصارت حيوات الأبرياء بلا قيمة وصارت بيوت المخيم كما حيوات سكانه الابرياء مستباحة… من سيعيد أرواحاً هلكت وأستاراً هتكت وبيوتاً تدمرت وممتلكات أحرقت.؟؟؟؟ .. من سيعيد البسمة على وجوه أطفالنا؟ من سيقنع جداتنا وأمهاتنا بأن من قتلوا في معارك الاخوة الأعداء، ماتوا شهداء؟؟؟؟
يا للخسة يا للحقارة ويا للوقاحة، يا للعار، بعضهم ماعادوا فدائيين وبعضهم ما كانوا يوماً بفدائيين .. كلهم ماعادوا مخيميين.. وماعادوا يشعرون بقيمة مخيمهم وبقيمة تاريخه .. فقد دمرتهم المكائد والاصطفافات والتزمت والتعصب والتطرف وعششت في عقولهم الفتن والأحقاد.
لك الله ولك أهلك يا مخيمنا فليس بعد العتمة إلا نور يتسامى وفجر يعيد البسمة للثكالى ولليتامى.

نضال حمد
١٤-٩-٢٠٢٣
موقع الصفصاف – وقفة عز
Hamad M

مقالات ذات صلة