المقالات

إنهم أشرف بني الامة || حمدي فراج

شحيحة الاخبار عن امين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعادات الذي يقضي عقوبة ثلاثين عاما في سجون الاحتلال بدعوى التخطيط لقتل وزير السياحة الاسرائيلي زعيم حركة موليدت المتطرفة رحبعام زئيفي ، اثر اغتيال اسرائيل امين عام الجبهة الشهيد ابو علي مصطفى بصاروخ من مروحية هيليوكبتر استهدفته في مكتبه برام الله قبل اربعة عشر عاما ، وقتها ، اطلق احمد سعادات ، الامين العام الجديد ، تصريحه النوعي “العين بالعين والسن بالسن والرأس بالرأس” .

لقد هدد سعادات ان يخوض اضرابا مفتوحا عن الطعام 18 الجاري لمنع اسرته من زيارته ، ثم تنامى انه أجل هذا الموعد ثلاثة ايام أخرى (الاحد 21 الجاري) ، بطلب من ادارة السجون حتى تتمكن من بلورة الموقف ازاء هذه الزيارات .

قد يكون شح الاخبار ، وبالتحديد الفلسطينية منها – على اعتبار ان الوسائل العربية منهمكة في تحرير سوريا من براثن العلويين ، والعراق من براثن الشيعيين ، واليمن من براثن الحوثيين ، وليبيا من براثن القذافيين – ان هناك ما هو أكثر اهمية من احمد سعادات و تهديده بالاضراب عن الطعام ، مثل موضوع التصويت في الفيفا للامير الاردني علي بن الحسين او لبلاتر .

ربما تطلع الناس ازاء هذا القائد ، ان يدخل على الخط “التنسيق الامني” لمعالجة الامر ، بالرغم انه امر محق لكل اسير ان يحظى بزيارة اهله وذويه مرة واحدة في الشهر ، وهي الزيارة التي حرم منها مئات الاسرى ، و قلصت اسرائيل مفهوم الاسرة لتفتصر على القرابة من الدرجة الاولى ، بحيث يصبح العم والعمة ، الخال والخالة ، الجد والجدة ، الحفيد والحفيدة ، خارج هذا االتحديد ، في حين كانت الزيارة حتى مجيء السلطة تشمل الجيران والاصدقاء . أما وان هذا التطلع لم يتحقق ، فإنه من غير المقبول النظر الى الموضوع انه موضوع شخصي ، يتعلق بأسير تحرمه سلطات السجن من زيارة عائلته .

احمد سعادات ، ليس موضوع شخصي ، ايها الغارقون في ذاتيتكم حتى ما فوق اذانكم ، فما عدتم تسمعون ولا تقشعون ، انه اولا يريد رفع هذا الاجراء العقابي عن عشرات الاسرى المحرومين ، والمئات من ابنائهم وبناتهم وزوجاتهم وابائهم وامهاتهم واشقائهم وشقيقاتهم بممارسة هذا الحق البسيط لهم ، وثانيا ان سعادات هو الامين العام لثاني اكبر فصيل فلسطيني داخل منظمة التحرير ، فلا يجوز التنكر لمسلمات حقوقه الاساسية العادية والبسيطة ، خاصة انه كان سجين السلطة في اريحا ، ثم لحراسة دولية امريكية بريطانية ، حين دهمته قوات احتلالية واعتقلته من هناك مع عشرات المناضلين . رغم ما كان الرئيس عرفات قد قاله عنه عشية اعتقاله من انه ضيفه “ده ضيفي” ، ووصف حسن نصر الله له ولرفاقه ممن اغتالوا زئيفي “انهم اشرف بني الامة” .

بقلم : حمدي فراج

19-6-2015

مقالات ذات صلة