المقالات

تحالف رباعي.. عنوانٌ للمرحلة

تحالف رباعي.. عنوانٌ للمرحلة

المستشار عماد العيسى

سنوات عجاف مرت على الوطن العربي بشكل عام, من ليبيا إلى العراق حتى سورية وصولاً لمصر, الجامع المشترك هنا هو (داعش وأخواتها), وسوريا تبقى العنوان لما يجري, فالحرب الكونية العربية –الاوروبية-الامريكية المشتركة, لها هدف واحد يتعلق بسورية يتمثل بـ (تدميرها وإخراجها من دائرة التأثير الفعلي تحت شعار “إسقاط النظام”, وتحديداً بعد صمود وانتصار المقاومة في فلسطين و لبنان؛ لكن – بقدرة قادر- وبعد إنشاء الجيل الثالث للقاعدة وهو “داعش”, من خلال الإعلان عن “الدولة الاسلامية”, وبعد التدمير والذبح والارهاب بكل انواعه على مدى سنوات دموية, لم يتحقق إلا شيء واحد من الأهداف وهو القتل والتدمير, أمّا الهدف المعلن وهو “اسقاط النظام” فلم يتحقق.

ولكن المفارقة أن العقرب الذي عمل الداعمون على تربيته ورعايته كامل الرعاية انقلب على اولياء الأمر وبدأ العمل داخل أحضانهم, موجِّهاً لدغات مؤذية بكل معنى الكلمة, وقد تكون قاتلة في المستقبل القريب, إضافة أنَّ الانتحاريين في الجزيرة العربية أو تونس وحتى أوروبا, أكبر برهان على ذلك, والآتي اعظم..

إذاً ما الحل ؟؟؟؟..

لوحظ خلال الأيام القليلة الماضية التحرك الروسي, الذي تمثل في الإعلان عن حلف رباعي يمكن أن يكون نُواةً لجبهة عربية – أوروبية, من أجل محاربة الإرهاب المتمثل “بداعش”, وذلك بعد التقاط الإشارات الصادرة من السعودية ودول الخليج العربي, ناهيك عن أوروبا التي تشير الى الدخول في أتون حرب يمكن ان يعرف الجميع بأي حالٍ بدأت, ولكن لا يعرف أحدٌ كيف تنتهي, ومن هنا تحرك الدب الروسي بكل ثقة وألقى طوق النجاة لمن يريد أن ينجوَ من خلال طرح فكرة التحالف الرباعي, سوري سعودي تركي أردني وهذا ما أبلغته موسكو لزعيم الدبلوماسية السورية وليد المعلم, وهنا يطرح سؤال, “السعودية هي من طلب ذلك ؟ أم تركيا ؟ أم الاردن ؟”

مما لا شك فيه أنّ تلك الدول أصبحت في وضع لا تحسد عليه, فالسعودية تعاني ما تعانيه, خاصة بعد الحرب السعودية اليمنية والدعم السعودي لثوار( ليبيا وسوريا ) ناهيك عن المشاكل الداخلية التي لا تُحصى ولا تعد إضافة الى اللَّعب على الفتنة السنية – الشيعة, وفي المملكة يوجد أكثر من مليوني شيعي ضمن المنطقة الشرقية, وتركيا التي ترأسها أردوغان رافعاً شعار “صفر مشاكل” أصبحت اليوم تملك آلاف المشاكل في الداخل والخارج, والانتخابات الأخيرة أثبتت ذلك , أيضا تؤخذ بعين الاعتبار المخاوف من دولة كردية في الخاصرة التركية, اما المملكة الأردنية فلقد شعرت أن النار اقتربت وبشكل جدي, وهو يعيش على مكون رئيسي وهو العشائرية, فما يجري على الحدود مع سوريا تحديداً أثبت أنه يمكن للعشائر أن تفعل فعلتها في المملكة الهاشمية ويمكن لها أكل الاخضر واليابس, وداعش ليست ببعيدة, من هنا فأن الجميع وصل الى قناعة أن الامريكي فعل ما فعله من تأسيس ودعم سياسي وعسكري للتنظيم الإرهابي بهدف تفتيت كل المنطقة وبقاء دولة الكيان الاسرائيلي براحة تامة , لذلك لا بد من القبول بهذا التحالف, فالمال موجود والبركة بدول الخليج النفطية, والغطاء السياسي الدولي موجود من خلال الدب الروسي, والدعم العسكري متوفر أيضاً, إذاً ما الذي ينقص؟؟؟..

الذي ينقص هو الجيش الذي يمكن ان ينفذ هذه المهمات على الارض , ولا يوجد على الارض سوى الجيش العربي السوري الذي يمكن أن يتطلع بهذه المهمة وخاصة, بعد الخبرات غير الطبيعية التي حصل عليها من خلال أحداث الحرب الكونية على سوريا بسنواتها الأربع.

بالعودة الى زعيم الدبلوماسية السورية, فأعتقد أن الدب الروسي المتمثل بالرئيس بوتين طلب من المعلم هذا الأمر بشكل واضح, ويبقى السؤال هل تقبل سوريا بذلك؟.

أعتقد نعم مع العلم أن روسيا العظمى لا يمكن أن تُقدم على شيء من هذا القبيل إلا بعد موافقة معظم دول العالم, على الأقل أمريكا وأوروبا, فهل نرى في الأيام القادمة الإعلان عن هذا التحالف؟ وهل يمكن أن تضاف جمهورية مصر العربية لهذا التحالف ؟ فيصبح التحالف خماسي .

الاسابيع والشهور القادمة ستشهد تحولات جذرية . ( وإنَّ غداً لناظره قريب ) .

المستشار عماد العيسى

مقالات ذات صلة