المقالات

السياسة فن الممكن! – بين الاستراتيجية والتكتيك

السياسة فن الممكن! – بين الاستراتيجية والتكتيك

رائف حسين – المانيا

المراقب للحالة الفلسطينيه لا يسعها الا ان يهز رأسه متحيرا مستغربا مما تقوم به القيادات الفلسطينيه بأطيافها المختلفة. فهي بعيدة كل البعد من ان تتماشى وتتناغم مع دقات قلب الشارع الفلسطيني ولا تعمل، ولو جزء مما بوسعها، للتجاوب مع طموحاته وحاجاته الحياتية والوطنية. القيادة الفلسطينية في وادِ والشعب الفلسطيني في وادِ اخر..

الحالة الرسمية الفلسطينية موجودة منذ سنوات في غرفة الإنعاش تصارع الموت رغم ان مقومات الحياة انعدمت منذ زمن طويل. لكن بما ان الموت والحياة في الحالة الفلسطينية لم يعد، وذلك منذ أمد طويل، شأن فلسطيني بحت، بل اصبح امر تتحكم بها قوى اخرى خارجية بعيدة وقريبة. هذه القوى هي التي تنظم حركة ومنظومة حياة قيادة الشعب الفلسطيني الذي كبل باتفاقات هزيلة وتمويل مشروط وأصبح رهينة لمقايضات إقليميه وملعب لمغامري السياسة وهواتها.

وبدل ان يصل الساده في القيادة الفلسطينية الى الاستخلاص الأقرب والأسهل للخروج من هذه الدوامة بالعوده الى حضن الشعب وحمايته، تراهم يتراكضون وبتسارع مذهل ليلقوا بأنفسهم باحضان اسيادهم ومموليهم.

أحداً لا يستطيع ان يقرأ ما يجول في خاطرهم، لكننا على يقين بأنهم لا يملكون استراتيجية تحرك وطنيه ولا تكتيك مواجهه لحظية. هم أصبحوا يُحّٓرَكُوا عن بعد كالروبوت. خطواتهم، تصريحاتهم وسياسة اللاسياسة المتبعه عندهم كلها خناجر في الجسم الوطني الفلسطيني. وهي، استراتيجيتهم الغير وطنيه، السبب الاول لما آلت اليه الحالة الفلسطينية. نعم انتم اخوتي في قيادة حماس وفتح أنتم السبب في الانشقاق الوطني وأنتم السبب في تردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي وأنتم السبب في كفر المواطن الفلسطيني بقدرة السياسه والسياسيين بإيصاله الى بر الأمان وأنتم وفقط انتم من يقف عثرة امام التحام الجسم الفلسطيني وعودته الى استراتيجية المواجهه مع المحتل.

وحتى لا أعيدكم كثيراً الى الماضي فاتحا بحر الأوجاع المؤلم من استراتيجيات وتكتيكات فاشلة لعموم الحالة الفلسطينية أودّ ان أسلط الضوء على استراتيجيات وتكتيكات الفصيلين المتنفذين في الحالة الفلسطينية، حماس وفتح، في الوضع الراهن خصوصاً وان العديد كتب ونشر بان الفصيلين يفتقدان الى استراتيجية سياسيه ايدلوجية واضحه وهم يتخبطون في بحر السياسة شمالاً وجنوباً دون بوصلة محددة!

بعد الانقلاب العسكري التي قامت به حماس بايعاز وضغط من مجلس الشورى الأعلى لحركة الاخوان المسلمين في العالم، كما أشهرتها الأبحاث بالوثائق وتصريحات بعض شخصيات الحركة وتقاريرهم التي رفعت لمجلس الشورى العالمي أسابيع بعد الانقلاب، بدأت الرحلة الحمساوية الدبلوماسية بالرقص على الحبل التي اوصلتها الان الي حضن الدول- السعوديه، قطر وتركيا- الأكثر تنصيقاً وتعاونناً مع دولة الاحتلال الصهيوني.

هذا الاصطفاف لحماس لم يأتي مفاجئ وهو ليس تكتيك لمواجهة واقع معين كما يصفه بعض الزملاء، بل هو صلب استراتيجية حماس منذ تأسيسها. في برنامجها السياسي الوحيد، ميثاق حماس، الذي لم يعدل ولم يغير حتى الان، تعرف حماس نفسها بأنها حركة اسلاميه عربيه فلسطينية وشعبة من شعب حركة الاخوان المسلمين بالعالم. أولويات التعريف لم يتم اختيارها صدفةً بل

مقالات ذات صلة