المقالات

أوروبا تقود حملة الإبادة الفلسطينية لـ “إسرائيل”

أوروبا تقود حملة الإبادة الفلسطينية لـ “إسرائيل”

الداد باك

قبل أن يخرجوا في إجازة السنة المدنية، طُلب من مسؤولي وزارة الخارجية الهولندية أن يردوا أمام أعضاء لجنة الخارجية في البرلمان الوطني عندهم على سلسلة أسئلة حول ميزانية وزارتهم في السنة المقبلة. ويعد هذا إجراء برلمانياً عادياً. ولكن هذه المرة تضمنت الاستجوابات من النواب أيضا أسئلة عسيرة للغاية حول جوهر استمرار المساعدة المالية التي تمنحها الحكومة الهولندية منذ عشر سنوات للسلطة الفلسطينية ولوكالة إغاثة اللاجئين (الاونروا). وبتباكٍ دبلوماسي مميز نجح مسؤولو وزارة الخارجية الهولندية بالتملص من الإجابة على تساؤلات واضحة ومباشرة عن استمرار تحويل أموال دافعي الضرائب الهولنديين للفلسطينيين، من خلال قنوات مختلفة، رغم استمرار نشاط الإرهاب والتحريض اللاسامي والمناهض لإسرائيل، وعن تخليد مشكلة اللاجئين من خلال تمويل الاونروا. وفي السنة المقبلة أيضا سيواصل الهولنديون، مثل باقي زملائهم الأوروبيين – رغم مشاكلهم الاقتصادية المتزايدة – تمويل استمرارية النزاع العربي – الإسرائيلي.

الاتحاد الأوروبي – بمؤسساته ومنظماته المختلفة، بالحكومات الأعضاء فيه و»بالمنظمات غير الحكومية»، والتي تحظى بالدعم المالي الأكثر سخاء من جانب الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه – يتباهى، وعن حق كثير، بكونه يمنح الدعم المالي الأكبر لـ «المساعدات للفلسطينيين». وحسب المعطيات الرسمية، نقل الاتحاد إلى الفلسطينيين منذ 1994 (بداية تطبيق تسوية أوسلو عليها السلام) خمسة مليارات يورو. والى هذا يجب أن تضاف أموال كثيرة نقلتها إلى الفلسطينيين هيئات أوروبية قومية وخاصة في اطر مختلفة. اليوم، لا يوجد أي تقدير دقيق لحجم الأموال التي تدفقت إلى الفلسطينيين من أوروبا في السنوات الأخيرة. محاولات متكررة من أعضاء البرلمان الأوروبي استيضاح استخدام أموال المساعدات للفلسطينيين، وهل استغلت أيضا لتمويل الإرهاب والتحريض ضد اليهود وإسرائيل باءت بالفشل. وسحب تقرير داخلي أعده الاتحاد الأوروبي.

لا حاجة إلى تحقيق عميق جدا من أجل الوصول إلى ثلاثة استنتاجات:

الأول – الاتحاد الأوروبي، بكل الدول والهيئات المرتبطة به والممولة منه، هو اليوم الممول الأكبر والأكثر سخاء لجعل شعب كامل مدعوم بالإغاثة العضال والخالدة، دون أي شرط كان.

الثاني – أوروبا تساعد بالشكل الأكثر نشاطا في سياسة تخليد مشكلة اللاجئين الفلسطينيين التي بادرت إليها الدول العربية بهدف إبادة دولة إسرائيل.

الثالث – الدعم الأوروبي المكثف للفلسطينيين يأتي في ظل التجاهل المطلق لعدم التزام الفلسطينيين بتسوية «الدولتين» والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية – كما تفترض قرارات الأمم المتحدة. وفضلا عن ذلك: تواصل الحكومات الأوروبية دفع الأموال للفلسطينيين، رغم أنها على وعي جيد بان السلطة الفلسطينية برأسيها – فتح وحماس – تربي الأجيال الشابة على مواصلة الكفاح ضد إسرائيل حتى تصفيتها. وذلك، في الوقت الذي تغرق فيه الدول الأوروبية في فوضى اقتصادية واجتماعية، تهدد القارة القديمة كلها.

والآن، تتجند أوروبا للتدخل الفظ في حملة الانتخابات في إسرائيل، من خلال إطلاق التنديدات والتهديدات ولضمان إقامة دولة فلسطينية في المستقبل القريب – رغم رفض الفلسطينيين المتواصل للتفاوض مع حكومة إسرائيل المنتخبة. وبغدوها سيدة حملة الإبادة الفلسطينية ضد إسرائيل، تنضم أوروبا عن وعي إلى أعداء إسرائيل. إذا ما وعندما ستندلع «لانتفاضة الثالثة» فان أوروبا ستكون المسؤولة عن ذلك وعلى الجمهور في إسرائيل أن يستوعب ذلك.

“يديعوت”، 10/1/2013

الحياة الجديدة، رام الله، 11/1/2013

مقالات ذات صلة