اخبار مخيم البداوي

الذكرى 14 لاستشهاد/ البطل محمد يحيى انصيو ابن مخيم البداوي

ثلاث محاولات بحرية لاقتحام مغتصبة دوغيت حتى نال الشهادة

لم يتمالك والد الشهيد محمد يحيى انصيو نفسه من هول صدمة استشهاد ابنه محمد الذي غطّت التشوهات جميع أنحاء جسده ، فنحو مائة و خمسين رصاصة اخترقت جسده و فقأت عينيه و بترت إصبعه التي كانت يضغط على الزناد ، فهذا الوالد الذي عاد قبل ثلاثة أيام من استشهاد ابنه من جمهورية مصر العربية بعد أن أتمّ رحلة علاج من أثر جلطة كانت قد أصابته لم يكن يتوقع أن ابنه محمداً سيقوم بمثل هذه العملية البطولية التي قتِلَ فيها حسب شهود عيان أربعة جنود صهاينة وأصيب آخرون و أقضّت مضاجعهم، حيث جعل الشهيد انصيو البحر مسلكاً له لاقتحام مغتصبة دوغيت الصهيونية .

مولده و نشأته

ولد الشهيد محمد يحيى انصيو في 3/3/1980 في مخيم البداوي، أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الشتات ، حيث نشأ في أسرة مناضلة .. فوالده كان من جيش التحرير الفلسطيني حيث عاد إلى أرض الوطن مع قدوم السلطة الفلسطينية ، و عاد الشهيد محمد إلى قطاع غزة في عام 1997 بعد أن أتم دراسته الابتدائية و الإعدادية في لبنان ، و سكن في مخيم الشاطئ للاجئين ، و التحق بمدرسة ابن سينا لإكمال دراسته الثانوية، و كان متفوّقاً في دراسته حسب رواية زملائه ، ثم التحق بجامعة الأقصى بقسم التربية الرياضية .

طفولته

و يحدّثنا عمُ الشهيد عن طفولة محمد فيقول : “كان محمد من الأطفال الهادئين ، لم يفتعل مشكلة في حياته قط ، حيث نشأ نشأة عجيبة .. ففي ظل مجتمع ليس بعيدا عن العبادات و التقرب إلى الله – المنطقة التي ترعرع فيها في لبنان – كان توجه محمد شديداً نحو المساجد و العبادات، و استطاع أن يكوّن أصدقاء من جميع أنحاء القطاع” .

و يضيف عمه : “كان محمد من أبر الناس بوالديه و أطيب الناس في التعامل مع أصدقائه ، و كان دائماً واصلاً لرحمه، و كان كريماً بدرجة كبيرة كثير الإنفاق في سبيل الله، حيث لا يستهلك من راتبه أحياناً إلا مواصلاته” .

و يواصل عمُ الشهيد عبد الفتاح حديثه قائلاً : “إن محمداً كان رياضياً وقد كان يعمل مدرّب كاراتيه، و هو من أبطال السباحة ، وقد مثّل فلسطين في لبنان في مسابقات السباحة في كثير من الدورات ، كما كان يجيد العديد من الألعاب الرياضية” .

مناقب الشهيد

بين أبو نائل أحد ـ أصدقاء الشهيد محمد ـ أن حب الشهادة كان يسري في دمه حيث كان دائم الحديث عن الشهادة و العمل العسكري ، و يقول أبو نائل : “إنه عرف الشهيد منذ قدومه من لبنان في عام 1997 حيث كان ملتزماً و مداوماً على الصلاة في المسجد، و من المحافظين على صلاة الفجر في المسجد ، و كان دائم الزيارة لأصدقائه و السؤال عنهم ، ومنذ بدء انتفاضة الأقصى شارك في كافة المسيرات و المظاهرات، وكان يصل إلى نقاط التماس مع جنود الاحتلال، و كان دائماً يجمع التبرعات للمساهمة في بناء المساجد خاصة مسجد شهداء الشاطئ” .

و أضاف : “إن الشهيد كانت له علاقات طيبة وودّية مع ابن عمه الشهيد حمدي انصيو، الذي قام بعملية استشهادية في بحر رفح في 7/11/2000 و كان دائم الحديث عن حمدي متمنياً أن يكون مثله” ، و يضيف أن الشهيد محمد كان دائماً يقول : “السبيل السريع إلى الجنة هو الاستشهاد” .

و يشير أبو نائل إلى أن الشهيد قبل استشهاده كان حريصاً على أن يودّع كل أصدقائه و أقاربه ، حيث إنه أبى أن يقوم بالعملية قبل أن يودّع أخاه الذي قدِم من الجزائر قبل استشهاده بيوم واحد فقط ، لكن ذلك حدث دون أن يشعرهم بهدف نجاح عمليته .

الشهيد / محمد يحيى انصيو ابن مخيم البداوي

قصة استشهاده

يروي لنا ابن عم الشهيد قصة استشهاد محمد فيقول : “كان محمد قبل تنفيذ العملية بأسبوع يقوم بالسباحة يوماً بعد يوم إلى منطقة السودانية شمال المدينة ، و يوم السبت الموافق 3/8/2002 خرج عند الظهيرة و قال لأهله (إنني ذاهب في رحلة مع أصدقاء لي فلا تقلقوا عليّ إذا تأخرت) ، و في المساء انطلق الشهيد من ميناء غزة سباحة لابساً ملابس الغوص و متقلداً سلاحه حتى وصل إلى مغتصبة دوغيت شمال غرب بيت لاهيا في منتصف ليلة الأحد 4/8” .

و أضاف مواطنون يقطنون قرب مغتصبة دوغيت : “إنه سمِعَ بوضوح إطلاق نار بشكل كثيف و إلقاء قنابل صوتية و قنابل إضاءة، و استمر إطلاق النار حتى الساعة الثالثة و النصف من فجر يوم الأحد” ، حيث تمكن الشهيد من الوصول إلى حدود مغتصبة دوغيت واشتبك مع حراس المغتصبة إلى أن قضى في سبيل الله، و ذلك حسب البيان الذي أصدرته كتائب الشهيد عز الدين القسام، و الذي أوضحت فيه أن الشهيد محمداً استشهد أثناء اشتباك مسلح مع الجنود الصهاينة داخل المغتصبة،بعد أن مكث داخلها عدة ساعات ينتظر ظهور جنود الاحتلال أو المغتصبين .

و أضاف ابن عمه أنه في صبيحة يوم استشهاده قامت قوات الاحتلال بقصف و تدمير كافة المناطق التي اجتازها الشهيد حتى وصل إلى المغتصبة . و يتضح من خلال وصية الشهيد انصيو أن هذه العملية تعدّ المحاولة الثالثة ، حيث قام قبل ذلك مرتين بمحاولة اقتحام المغتصبة و لكنه لم يوفق فيهما.

نقلا عن موقع القسام

الذكرى 14 لاستشهاد - البطل محمد يحيى انصيو ابن مخيم البداوي

مقالات ذات صلة