المقالات

ماذا نقول في أوسلو .. والذي منح من يملك .. لمن لا يستحق …؟!

إن تصريح ووعد وكارثة بلفور الإستعمارية .. هو نقطة الإنطلاقة الحقيقية للصهاينة في مشروعهم .. وهو من أهم ما حققه الصهاينة في تنفيذ مخططاتهم الإستعمارية الإحتلالية الفريدة من نوعها .. فهو احتلال إجرامي إحلالي .. بأن حلّ الغريب عن الأرض التي لا يملكها .. وتم استجلابهم واستقدامهم من كل أنحاء الدنيا ..وتنشأ لهم دولة بقوة السلاح .. ليحلوا مكان أهل الأرض وأصحابها ويستعمروها .. ويقتلوا أهلها ويدمروا قراهم وبلداتهم ويشردوهم من بيوتهم ..

احمد محيسن ـ برلين
احمد محيسن ـ برلين

ليعيش اليوم ثلثي الشعب الفلسطيني في مشردين في المنافي والشات ..!!

إن هذا الإحتلال الإستعماري لفلسطين .. الذي تمت صناعته في المصانع الغربية الإستعمارية وبمباركة أمريكا وروسيا القيصرية .. هو بعكس كل مشاريع الإستعمار والإحتلال التي عرفتها البشرية .. حيث أتت دول استعمارية من بلدانها الأصلية وقامت باستعمار واحتلال بلدان وشعوب أخرى .. وبعد أن سلكت الشعوب المحتلة طريق المقاومة.. تم كنس المحتل المستعمر .. وتم إنجاز التحرير الكامل والشامل للبلاد والعباد .. ليعود المحتلين إلى دولهم وبلادهم الإستعمارية يجروا ذيول الخيبة والهزيمة.. والشواهد والأمثلة على ذلك في العالم عديدة …!!

أما مصيبتنا التي صنعتها الدول الإستعمارية بقيادة بريطانيا العظمى .. والتي انطلقت بتصريح ووعد بلفور وزير خارجية بريطانيا في 02/11/1917 .. وأدت إلى تشريد شعبنا وضياع أرضنا .. فهي تختلف عن كل ما عرفه العالم من استعمار واحتلال .. نعم إن المحتل لفلسطين هو من نوع آخر .. بل فريد من نوعه وسلوكه وخلطته وعجنته .. لقد أتوا بهم ولملموهم وجمعوهم من كل أنحاء المعمورة ..وقاموا بمدهم بالسلاح وبتدريبهم عسكرياً .. وعملوا على رعايتهم وخدمتهم .. وشجعوا عصابات القتل والإجرام مثلعصابات الهاجاناه والشتيرن التي قامت بارتكاب العديد من المجازر في فلسطين .. ليجعلوا من فلسطيننا دولة لهم .. وليزرعوا خنجراً في خاصرة الوطن العربي .. ويضعوا جسماً غريباً خبيثاً يعمل على تفتيت الأمة العربية …!!

واليوم نسمع عن مطالبة السيد محمود عباس أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية .. من خلال مقاله المطول الذي نشر اليوم في صحيفة “الغارديان” البريطانية .. بمناسبة مرور مئة عام على وعد بلفور .. دعا فيه أبو مازن بريطانيا إلى الإعتذار عن ذنبها بسبب وعد بلفور … وتابع رئيس السلطة الفلسطينية السيد ابو مازن القول بأن “وعد بلفور ليس أمرا يمكن الإحتفال به .. وبالتأكيد ليس في الوقت الذي لا يزال فيه طرف يعاني من الظلم .. فإنشاء وطن لشعب أدى إلى اقتلاع واضطهاد مستمر لشعب آخر ..” ويشير عباس إلى أن “توقيع الوعد حدث في الماضي ولا يمكن تغييره .. لكن يمكن تصحيحه .. ويقتضي هذا الأمر تواضعا وشجاعة.. ويحتاج للتصالح مع الماضي .. والإعتراف بالخطأ.. واتخاذ الخطوات الملموسة لتصحيحها”…!!

إن السيد محمود عباس أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية .. يقر بأن تصريح بلفور قاد إلى إنشاء وطن لشعب .. وأدى إلى اقتلاع واضطهاد مستمر لشعب آخر .. أي أنالسيد محمود عباس أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية .. يقر بأن الصهاينة هم شعب .. مثلهم مثل بقية شعوب الأرض التي يعرفها العالم .. وهذا يجانب الحقيقة والمفاهيم والتعاريف والمقومات التي يقرها العالم في تعريفهم لمفهوم الشعب …!!

إنهم يا سيادة السيد محمود عباس أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية .. مثل شعير البياع .. أو مثل خبز الشحاذين .. كما يتقول أمثالنا الشعبية .. من كل قطر أغنية .. إنهم في الحقيقة مجموعة من البشر جلبوهم من شعوب مختلفة تجمعهم عقيدة وديانة .. ولنعد لتعريف المفاهيم .. وما هو تعريف الشعب …!!

نريد من السيد محمود عباس أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينيةبأن يخبرنا بصراحة .. عن أي شعب يتحدث والذي تم إنشاء وطن له في فلسطين …؟!

إن مطالبة بريطانيا بالإعتذار عن تصريح ووعد وجريمة بلفور … لأنه منح ما لا يملك لمن لا يستحق .. هو أمر ضروري وسيتبعه ما يتبعه من إجراءات وتبعات .. ولكن ماذا نقول في اتفاقية أوسلو التي منحت من يملك لمن لا يستحق …؟!

إنه التفريط والتنازل بعينيه الإثنتين عن فلسطين .. وإن شعبنا يطالبكم بالإعتذار عن أوسلو ومخرجاته وتبعاته .. وعن ما أوصلنا إليه من كوارث .. وللتذكير فقط .. فقد وقع السيد محمود عباس أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية على اتفاقية أوسلو شخصياً …!!

د. احمد محيسن – برلين

02/11/2017

مقالات ذات صلة