المقالات

أمريكا هي الوباء والفيروس أوباما

أمريكا هي الوباء والفيروس أوباما

بقلم نضال حمد

اوباما الذي في عهده اغتيل زعيم تنظيم القاعدة الشيخ أسامة بن لادن. والذي اغتيل بفضله ايضا الزعيم الليبي معمر القذافي على الهواء مباشرة هو ونجله المعتصم. اوباما الذي تراجع عن كل وعوده للدول العربية والإسلامية، والذي انحاز الى جانب الحركة الصهيونية ولحس وعده بوقف الاستيطان وخضع، لا بل حتى ركع وجثم على ركبتيه عند قدمي نتنياهو مجبرا العرب والعاربة وسلطة أوسلو الموافقة على التفاوض في ظل استمرار أعمال الاستيطان والبناء.

اوباما يعرف ان من يدفع يمكنه الركوب ولأنه يدفع يركب. وما أكثر المركوبين شرق المتوسط وفي بلاد العرب والمسلمين. اوباما وعبر الرئيس المخلوع محمد مرسي اجبر أيضا حكومة حماس على غض النظر والصمت عن إغراق وتدمير الأنفاق من قبل قوات الأمن المصرية وبقرار رئاسي من مرسي نفسه. الآن شعب فلسطين في غزة يدفع ثمن ذلك من حياته اليومية.

هذا الرئيس الذي أنكر أصول جدته المسلمة وحاول التقرب من اليهود الأمريكان، والذي راهنت عليه لجنة نوبل للسلام النرويجية ( الساذجة) ومنحته الجائزة ظنا منها انه رجل سلام، ورئيس آخر من غير طينة جورج بوش الابن مدمر العراق وأفغانستان. اوباما كشف عن وجهه الحقيقي، واخذ يلعب بالنار في أكثر من موقع بالعالم، وخاصة في سورية حيث يتحالف بدون إعلان أو توافق مكتوب أو شفوي مع عدو الأمس تنظيم القاعدة. ويحظى بتأييد بعض الحكومات الذيلية الأوروبية مثل ألمانيا واسبانيا… حتى ملكة البوب الأمريكية المغنية الشهيرة مادونا ناشدت سلطات بلادها بعدم شن هجوم عسكري على سورية، وذلك عبر صورة نشرتها في “إنستغرام” مذيلة بعبارة “أمريكا .. لا تتدخلي في سورية”. لكن امركيا يا مادونا هي الوباء والفيروس اوباما .. فإما بلادنا شرق المتوسط وإما ماء وجه اوباما.

إذا كانت كل من روسيا و إيران وحزب الله دعموا نظام الرئيس السوري بشار الأسد رجل سوريا القوي، فإن الطرف الآخر” جبهة النصرة والجيش الحر” وهم من الجماعات الإسلامية والمعارضة المتشددة يحظون بدعم مفتوح وسخي من المملكة العربية السعودية وتركيا وقطر وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني والقاعدة والجهاديين الأجانب لدعم صفوفهم وتعزيزها في مواجهة النظام السوري. ولم يبخلوا في تدمير المدن والبلدات والقرى السورية وكذلك في احتلال واستباحة وتهجير سكان المخيمات الفلسطينية في سورية. ولم يتوانوا عن نشر أشرطة فيديو مصورة لعملياتهم الإرهابية الهمجية، التي تظهر ذبحهم ونحرهم وحرقهم للبشر صغيرا وكبيرا، رجالا ونساء وأطفالا وعجزة وأسرى ومرضى ومدنيين وعسكريين. ففجروا المساجد والكنائس واغتالوا وقتلوا وذبحوا واختطفوا الأئمة والمشايخ والرهبان.. لم يسبقهم الى مثل هذه الجرائم البشعة سوى الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة والاحتلال الأمريكي في فيتنام وأفغانستان والعراق والاستعمارين البريطاني والفرنسي في آسيا وإفريقيا .

مصالح الطرفين تلتقي آنيا من أجل القضاء على تحالف أو محور المقاومة المتمثل بسورية وإيران وحزب الله والفصائل الفلسطينية المقاومة. ولكل واحد من الطرفين أسبابه وخططه وبرامجه للشرق الجديد. فالقاعدة تحارب ما تسميه المحور الشيعي النصيري بينما أمريكا تدافع عن قاعدتها المتقدمة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة. وعن أنظمة النفط والغاز التي تعتبر قواعد أمريكية ثابتة في المنطقة العربية. وبما ان محور المقاومة والممانعة كما يسمى هو العدو الأول للصهاينة وللامركيان وإتباعهم نفهم سر هذا الالتقاء بين العدوين اللدودين الأمريكان والقاعدة. إنها المصالح المشتركة في الوقت الحالي. لكن هذه السياسة للرئيس اوباما أثارت حفيظة صحيفة وورلد تريبيون الأميركية، التي قالت أمس السبت، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما مصر على أن يزج ببلاده في حرب جديدة لكنها هذه المرة ليست مثل حرب أفغانستان او حرب العراق او ليبيا مرجحة أن يشعل قصف سوريا حريقا في المنطقة قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة.

أي حرب غير مدروسة ومتسرعة وناتجة عن غرور وتهور رئيس ما، لا تحتاج إلا الى رئيس أحمق، متهور ومغرور، ولديه مساعدين حمقى ومغرورين ومتهورين مثله. والى شخص جاهل يعد بما لا يستطيع ويتعهد بما لا يمكنه الوفاء به. قبله كان بوش الابن يقول انه يد الله على الأرض وأطلق يد قواته لتدمير العراق وافغانستان ونشر التطرف والإرهاب في العالم. أما اعلان إدارة اوباما ان قوات الجيش العربي السوري استخدمت الغاز السام في هجوم بالأسلحة الكيماوية على المدنيين في الغوطة بريف دمشق،وهي منطقة كانت قوات الجيش تتقدم فيها بشكل كبير خلال الأشهر والأسابيع الأخيرة، وهناك تقارب كبير بين مواقعها ومواقع المعارضة. هذا الاتهام في ظل التقدم المذكور ووجود مفتشي الأمم المتحدة الذين طلبتهم الدولة السورية للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية ( مثلما حصل في خان العسل) يجعل الرواية الأمريكية المعتمدة على تلفيق سعودي تركي مشترك وفبركة الاتهامات للجيش العربي السوري، غير قابلة للتصديق ولا يقبلها العقل كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة العشرين مؤخرا..

الصحافي الفرنسي تيري ميسان نشر مقالة يفند فيها مزاعم المعارضة السورية التي تتهم الدولة السورية باستخدام السلاح الكيماوي..

المقالة التي كتبها تحمل عنوان: “انقلاب المسرح في سورية: التعرف على أطفال مجزرة الغوطة” و تقول المقالة: ( في الواقع هؤلاء الأطفال قام الجهاديون بخطفهم منذ أسبوعين من القرى العلوية القريبة من اللاذقية و التي تبعد حوالي 200 كلم عن الغوطة.. و بعكس تأكيدات الجيش الحر و وكالات الاستخبارات الأجنبية، فإن الضحايا التي تم التعرف عليهم من مجزرة الغوطة كانت من عائلات تدعم الحكومة السورية في حين أن الأشخاص الذين وقفوا أمام شاشات الكاميرا و هم يقولون: “جرائم بشار الأسد” كانوا في الواقع هم القتلة مرتكبوا الجرائم.).

كلام الصحافي الفرنسي أكدته بثينة شعبان مستشارة الرئيس الأسد في حديث صحفي اجري معها على قناة سكاي نيوز البريطانية مؤخرا. كذلك فان التحقيقات والفحوصات التي أجرتها فرنسا لم تأت بأي شيء يدين النظام السوري. فيما الفحوصات في السويد للعينات المأخوذة من مكان الضربة الكيماوية مازالت مستمرة.

أي ضربة أمريكية على سورية لن تمر مرور الكرام وسيكون الرد عليها قويا وسيشمل الكيان الصهيوني والاردن ودول الخليج بالذات السعودية وتركيا أيضا، مما يعني ان حلف الناتو سيكون أيضا طرفا في المعركة لان تركيا عضو في الحلف. وقد أكد أمين عام الحلف راسمونسون وهو شخص لا يحب المسلمين والعرب منذ كان رئيسا لوزراء الدنمارك حيث في عهده نشبت أزمة كاريكاتورات الرسول. أكد هذا الأخير في خطابه التصعيدي ان الحلف سيدافع عن تركيا.

واضح ان العداء للنظام السوري لا علاقة له لا باستخدام السلاح الكيماوي وهذه قصة مفبركة وغير صحيحة، ولا بحرية الشعب السوري والديمقراطية المحمولة على ظهور الجمال السعودية المزركشة. أو مع الخطاب الحجري للمجموعات الإسلامية المتشددة. كل ما في الأمر ان هذه القوى الاستعمارية العنصرية العدوانية، التي ادعت سابقا و تدعي الآن أن ضربات الجيش العربي السوري تشكل تهديدا وخطرا عليها وعلى أمنها القومي. وهذا بحد ذاته هراء. تلك القوى تريد الحرب لأجل ضمان امن وسلامة الكيان الصهيوني ومحميات الغاز والنفط في الشرق العربي. ومن اجل حصار إيران والقضاء على حزب الله أو إضعافه، وكذلك لتوجيه الضربة القاضية لمن لازال من الفلسطينيين يتحدث بالمقاومة وحق العودة، عبر شطب وجود المخيمات وتهجير سكانها الى أوروبا تماما كما هو حاصل الآن.

ان دعم تلك القوى العالمية للجماعات الإرهابية في سورية هو قمة العنصرية والعدوان والتدخل في شؤون الغير ومحاولة تغيير الأنظمة بالقوة وبالإرهاب. حتى لو كانت التكلفة حربا عالمية ثالثة ستجرف الجميع وستحرق الأخضر واليابس ولن تكون أمريكا نفسها في مأمن من تداعياتها ونتائجها الكارثية على البشرية جمعاء. ويحضرنا الآن قول للسيد حسن نصرالله زعيم حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان الذي قال قبل فترة ان زمن الهزائم ولى وجاء عصر الانتصارات. وان زمن السياحة العسكرية الصهيونية ذهب بلا رجعة. وهذا ينطبق أيضا على زمن السياحة العسكرية الأمريكية والأطلسية التي مازالت تتذكر تفجيري بيروت سنة 1983 اللذان اجبرا المارينز الأمريكي على الانسحاب ولملة أشلاء الجنود الأمريكيين والفرنسيين وحر ذيل الهزيمة.

في الختام نقول :

أيها العرب إما أن تذبحوا كما النعاج أو أن تواجهوا العدوان عليكم في سورية. ولأنكم أحفاد وأبناء أمة مقاومة ليس لكم إلا المواجهة. وعليكم بشعار ( اراغون) شاعر المقاومة الفرنسية الكبير إبان الحرب العالمية الثانية، الذي قال:

قد اقبلوا فلا مساومة المجد للمقاومة

مقالات ذات صلة