عالم التكنولوجيا

تعرف إلى قصة صعود مؤسس واتس أب

دائما يحظى قطاع التكنولوجيا بالعديد من قصص الصعود لشخصيات كانت بسيطة ومتواضعة المستوى المعيشي في بداية حياتها قبل أن تنطلق وتمضي في مراحل التطور إلى أن تصل إلى قدر كبير من الشهرة على الصعيد المادي.

ولعل مارك زوكربيرغ، مؤسس موقع فايسبوك، واحد من أبرز هذه الشخصيات، وكذلك العبقري الشهير بيل غيتس، ولاري بيج وسيرجي برين وغيرهم.

غير أن جان كوم، مؤسس شركة واتس أب، التي بيعت أخيراً بـ 19 مليار دولار، قصته تتسم بتفاصيل هي الأكثر إثارة دوناً عن باقي قصص الآخرين.

فقد ولد هذا الشاب في قرية صغيرة خارج العاصمة الاوكرانية كييف، في منزل لا توجد فيه رفاهية المياه الدافئة، ونادراً ما كان يستخدم والداه هواتفهما، خشية التصنت عليهما. وهو ما ولّد لدى كوم شعوراً خاصاً تجاه مسألة الخصوصية، وهو الأمر الذي دأب على معالجته والاهتمام به بشكل كبير في واتس أب.

وأوردت تقارير عن كوم تأكيده صعوبة الفترة التي عاشها في القرية، الى درجة انه اشار إلى أن مدرسته لم يكن يوجد فيها حمام، فضلاً عن وصول درجة الحرارة في الشتاء في اوكرانيا لسالب 20 درجة سيليزية، وشعوره بانغلاق المجتمع الذي يعيش فيه.

ونتيجة لعدم استقرار الأوضاع السياسية في البلاد، قرر كوم أن يصطحب والدته ويسافر إلى ماونتن فيو في كاليفورنيا، حين كان يبلغ من العمر 16 عاماً. ونتيجة لعدم امتلاكهما المال، فقد أقاما في شقة متواضعة مكونة من غرفتي نوم بمساعدات حكومية.

فيما لم يذهب والده، الذي توفي في العام 1997 ، إلى منطقة ماونتن فيو مطلقاً. وعملت والدته كجليسة أطفال، بينما عمل كوم في تنظيف الأرضيات لدى احد محلات البقالة. ثم أصيبت والدته بمرض السرطان، إلى أن توفيت في العام 2000.

وقد تمكن كوم، الذي لم يكن بحوزته حاسوب حتى سن الـ 19 عاماً، من تعليم نفسه شبكات الحواسيب من دليل خاص قام بشرائه من مكتبة مخصصة للكتب المستخدمة.

وبعدها حظي كوم بفرصة عمل في ياهو، واستمر هناك 9 أعوام، إلى أن جاءته فكرة “الواتس أب” في العام 2009، بعد أن قام بشراء هاتف آيفون، وبالفعل خرجت تلك الفكرة إلى النور، بعد تعاونه مع زميل له يدعى بريان أكتون ومجموعة موظفين سابقين في ياهو، وكانت بدايتهم المادية مبلغ يقدر بحوالي 250 ألف دولار.

كان يدر التطبيق مطلع 2010 مبلغاً يقدر بـ 5000 دولار شهرياً. وبعدها بدأت تتحسن الأوضاع تدريجياً، إلى أن برز التطبيق من بين أفضل 20 تطبيقا على متجر تطبيقات أبل في العام 2011. وقد حقق كوم وأكتون اليوم ثراءً لم يكن يخطر ببالهما، خاصة بعد ابرام الصفقة الأخيرة مع شركة فايسبوك. وتشير تقديرات نشرتها مجلة فوربس الأميركية إلى أن ثروة كوم الحالية هي 6.8 مليار دولار أميركي.

مقالات ذات صلة