الشتات الفلسطيني

لاجئو شاتيلا.. نبحث عن رزقنا في مكب النفايات!

القدس للأنباء – خاص

خلف مكب النفايات يقفون، وبين بقاياها يبحثون عن قطعة بلاستيك أو كرتون وحديد لجمعها وبيعها بثمن زهيد، لتأمين لقمة عيش أطفالهم كي لا يمدوا يد العون لأحد.

هكذا حال بعض اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات بلبنان، الذين يواجهون مصاعب الحياة ومآسيها، في ظل ظروف معيشية وإنسانية صعبة، وافتقار لأبسط مقومات الحياة ووسط حرمانهم من مزاولة نحو 70 مهنة أساسية، مما يدفعهم للبحث عن أي وسيلة تجلب لهم الرزق.

“الشغل مش عيب”

في كل صباح يتجمّع العديد من العمال الفلسطينيين حول مكب النفايات عند المدخل الشرقي لمخيم شاتيلا في العاصمة اللبنانية بيروت، ليبحثوا عن رزقهم ويعودوا إلى بيوتهم ومعهم بعض من المال، ليمكنهم من الحصول على وجبة غذاء بسيطة.

أم خالد إمرأة فلسطينية في الخمسين من عمرها، تسكن في مخيم شاتيلا، تستيقظ كل صباح وتتوجّه إلى مكب النفايات، حيث تقول: “أبحث عن بعض القطع البلاستيكية والتنك لأبيعها، وأجمع المال لتأمين قوتنا وأحصل على بعض النقود لأشتري بها دواء لزوجي المشلول”.

وتتابع: “طرقت باب الكثير من الجمعيات والمؤسسات ولكن ليس هناك من مجيب، فالكل يَعد دون فائدة، وعندما ضاقت بي السبل ذهبت أبحث عن عملٍ فلم أجد رزقًا إلا البحث في مكب النفايات، وها أنا كل يوم أخرج من منزلي وأدعو الله أن يرزقني ولا يجعلني بحاجة إلى أحد”.

أما أبو محمد فيقول: “في كل صباح أخرج من منزلي أجرّ عربتي وأبحث عن كراتين فارغة لأجمعها وأبيعها، لتأمين لقمة عيش أطفالي الخمسة، بعد أن ضاقت بي السبل، وبحثت كثيرًا عن عمل ولم أجد، ففي هذا البلد ليس لنا حق في العمل، فكيف نعيش؟”.

ويضيف: “إن لم نبحث نحن عن رزقنا بأنفسنا سوف نموت من الجوع، المسؤولية على الجميع والجميع مُقصِّر بحقنا، فنحن لا نعتمد على أحد إلاَّ على الله”.

حال هؤلاء كحال الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني، في زمن أصبح فيه العمل حرام وممنوع عليهم، فهم فقراء ومحتاجون يبحثون عن عمل في بلد حرمهم من حقهم في العمل، في ظل تقصير من جانب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، ومنظمة التحرير الفلسطينية على كافة المستويات.

مقالات ذات صلة