الشتات الفلسطيني

أطفال تونس الى أين ؟!

يقيناً منا بأن بناء الانسان يأتي قبل أي شيء ..

ومن خلال متابعة لمسناها خلال زيارتنا للعاصمة التونسية عقب المشاركة ( بالمنتدى العربي الدولي من أجل العدالة لفلسطين ) ، صادفنا الكثير من الارادة والعطاء في عمق الانسان التونسي ، وعي وادراك علم وثقافة شموخ وكرم ..

لفت الانتباه حول عطاء وجدية شخصية الانسان اتجاه القضية الفلسطينية ..

هذا ما أثار الاستغراب فعلاً خلال مناقشة مع احدى الاخوات التونسيات المشاركين ،

عند طرح بعض الاسئلة التي كان جوابها قمة التعمق بالقضية ..

أراكي متابعة ومرهقة لنفسك كثيراً ؟

بابتسامة بريئة اجابت ان نوصل رسالتنا ويسمعنا العالم من اجل عدالة قضينا المركزية فلسطين هذا هدفنا دون اي مقابل .

انت تعملين ؟

نعم اعمل ولكني في اجازة بسبب المشاركة .

وبعد المنتدى ؟

امارس عملي المعتاد ولنا اجازة الاسبوع

تبتسم وتقول نذهب فيها الى الروضات(الحضانة )

وماذا تفعلون ؟

نجلس مع اطفال تترواح اعمارهم من ثلاث الى ستة سنوات

وما الهدف ؟

القضية الفلسطينية

نعرفهم عن حنظلة الفلسطيني

من يكون حنظلة ولماذا هو الان لاجئ

وكيف مات ابويه على يد الصهيونية

وكيف ارتكبت المجازر بحق الشعب الفلسطيني

وكيف الصهاينة احتلوا ارض فلسطين ..

وهكذا كل اسبوع نذهب اليهم ونقدم لهم معلومة جديدة ..!

المنظمة التونسية للطفل .

( اي تعبئة الطفل اتجاه فلسطين منذ نشأته )

ازداد الامل بكل فخر بشعوب المغرب العربي عندها .

في اليوم التالي قصدنا التيقن على ان تكون المتابعة ملموسة ،

وهذا ماحصل

اطفال الروضات عندما يطلب منهم الرسم على الورق لم يرسمو بيوتا ولا اشجار وانهارا ولا ساحات لهو تسرح في مخيلت اي طفل ، بل على العكس تماماً هم يتفنون وكلهم ثقة برسوم الخارطة الفلسطينية وحنظلة والمسجد الاقصى وقبة الصخرة والعلم الفلسطيني ..!

تعيش معهم فلسطين منذ نعومة اظافرهم وعندما يكبرون معهم تعيش القضية ،

وفي المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية يحتفلون وينهون الموسم الدراسي على طريقتهم الخاصة

حيث يفرشون ابنية وساحات المدارس والجامعات بالاعلام الفلسطينية واليافطات وشعارات من ضمنها ، سنخوض الحرب من اجلك يا فلسطين و بالروح بالدم نفديكي يا فلسطين ..

وايديهم تلوح بعلامات النصر ومن اعينهم تزرف الدموع .. !

جمعيات شباب تونس .

جيل يكمل جيل والدليل واضح في فكر وعقل آباءهم وكبار السن ..

الذين يواكبون ويؤمنون بمقولة لا تفارق السنتهم ،

من يكرم الشهيد يتبع خطاه

حيث أن لذكرى النكبة والنكسة ويوم الارض ويوم الاسير ويوم الشهيد .. نشاطات خاصة لا تغيب عن بالهم .

واذا كنت بقرب احدهم وجاءه اتصال تسمع رنين هاتفه اناشيد ثورية فلسطينية ( من سجن عكا ، وين الملاين ، راجعين عافلسطين ، لزرعك بالدار ، اناديكم ..) وتشعر بالتفاؤل والسعادة اكثر حين تتعرف على اسماء ابناءهم ( يافا ، بيسان ، صفد ، كرامة ، قدس ، جليل ..)

هناك مقولة ل أحد المستشرقين يقول فيها :

إذا أردت أن تهدم حضارة أمه فهناك وسائل ثلاث هي:

١/ اهدم الأسرة

٢/ اهدم التعليم

٣/ اسقط القدوات والمرجعيات.

وهنا استطيع القول بكل امانة وثقة

إذا اردت ان تبني أمة فعليك بالإضافة الى ادراك ووعي شعبنا الفلسطيني والشعوب العربية الحرة ، ان تستهدي ب فكر وعلم وثقافة اطفال وشباب وشابات ومرجعيات المغرب العربي الوطنية ..

ويبقى الجواب

أطفال تونس بتعبئتهم الوطنية و بكل ما يملكون من جبروت وقوة وبراءة وعفوية ..

تبقى عيونهم دوماً نحو فلسطين .

مقالات ذات صلة