المقالات

جبريل الرجوب.. الفيفا.. واستمرار النهج

جبريل الرجوب.. الفيفا.. واستمرار النهج

جاد الله صفا

01 يونيو, 2015

أثناء زيارة جبريل الرجوب العام الماضي للبرازيل في افتتاح مباريات كأس العالم، رحبت وهللت الفيدرالية الفلسطينية مع بعض أزلامهم من أصول عربية يعتبرون من اليسار البرازيلي بهذه الزيارة، وكان هذا التهليل ناتج أصلاً من أن الرجوب سيتقدم بطلب للفيفا من أجل طرد أو تجميد عضوية الاتحاد الصهيوني من هذه المؤسسة الدولية، حيث بقي شعبنا الفلسطيني وكل أنصاره بانتظار هذه اللحظة التاريخية، حتى لو لم يتمكن الطرف الفلسطيني من تحقيق هذا الانجاز بطرده، إلا أن المحاولة ستكون كنوع من التحدي لهذا الكيان.

موقف الرجوب عندما صرح من أن الرياضة ليس لها دخل بالسياسة محاولة منه للتنصل من مسؤولياته، فإذا حقيقة الرياضة ليس لها علاقة بالرياضة، فلماذا الرجوب لم يستوعب هذا الموقف قبل عام أو لم يستوعبه قبل ذلك، فهل هو كان على هذا المستوى من الغباء؟ أم أنه يستغبي الشعب الفلسطيني وأنصاره إلى هذا الحد؟!

يؤكد الرجوب من خلال تصريحاته ومقابلاته، أنه مورست عليه ضغوطات من اجل سحب الطلب، فهو لم يسحب الطلب فقط وإنما وافق على الإهانة مرتين، الأولى عندما أعلن من على المنصة سحب الطلب، والثاني مجبوراً على مصافحة رئيس الاتحاد الصهيوني لكرة القدم، فهل هذه الاهانات كانت نتيجة الضغوط العربية والدولية؟ أم إصراراً من الجانب الصهيوني لفضح وتعرية الرجوب واهانته؟ فهل الرجوب ذلل كافة العقبات التي كانت تعترض كرة القدم الفلسطينية ولاعبيها وحقق الانجازات كما يدعي؟ طبعا لا، فهو متعود أصلاً على الاهانات منذ ان كان مسئولاً للأمن الوقائي في الضفة، وعن تسليم المقاتلين للكيان الصهيوني بعد اعتقالهم كما حصل بسجن بيتونيا، وأيضاً مسؤلاً عن السماح لعناصر جهازه الأمني بخلع ملابسهم امام قوات الاحتلال وكاميرات التلفزة وبثها مباشرة على وسائل الاعلام العالمية، فهو لم يدعو للمقاومة ومواجهة الكيان الصهيوني يوماً، فقط هو ما فكر به موقعه وحماية القيادة العلنية والمسؤولة، التي تخسر المعارك تلو المعارك ولا تريد أن تستقيل امتثالاً للحالة العربية .

لسان حال الرجوب جاء ليقول لا لمقاطعة الكيان الصهيوني، وإنما هناك امكانية التعايش تحت ظل الاحتلال، كأقلية تناضل من اجل حقوقها ضمن سيادة الاحتلال.

مورست ضغوطات عربية ودولية، هذه هي مبررات الرجوب، وهي نغمة تعودنا على سماعها من قبل المسئولين الفلسطينيين على كل المستويات، ولكن ما هي طبيعة هذه الضغوط؟ هي عبارة عن أموال تدرها الدول العربية والدولية والممولة لهذه القيادة المستفيدة منها، والتي تنشر الفساد على نطاق واسع،فمن خلالها تعمل على تنفيذ مهمة در هذه الاموال، وهي تفتيت المقاومة والصمود الفلسطيني، أموال تدر بالملايين على هذه القيادة من أجل تجويع شعبنا واهانته والاساءة الى تاريخه النضالي والوطني، اموال تدفع لهذه القياد لتزيد من فسادها ومن تسلطها حيث الرجوب احد عناصرها المتنفذة والمستفيدة من ذلك، وإلا اين المصلحة الوطنية التي تتغنى بها هذه القيادة ومن يدور بفلكها؟

ما حصل في الفيفا ضرورة الوقوف امامه بكل مسؤولية، فلا تكفي المطالبات والمناشدات لمحاسبة المسئولين، ضرورة ان يكون هناك خطاباً آخراً يخرج عن منطق المجاملات، خطابا يشير وبقوة وبالاسم إلى من يخون شعبنا مهما كان موقعه، يشير الى كل الافراد الذين يفرطون بالثوابت والحقوق الفلسطينية، مطلوب خطاب صريح واضح يعيد الطمأنينة الى قطاعات واسعة من شعبنا الفلسطيني ويواجه بكل قوة هذه القيادة المفرطة، والتي أسقطت من برامجها مهمة النضال من أجل اعادة الاعتبار الى القضية الفلسطينية، جماهيرنا الفلسطينية بانتظار خطاب وبرنامج يكون من خارج هذه السلطة وهذه القيادة، يكون اكثر التصاقاً بمواقف شعبنا الأصيلة، وقابلا للتطبيق رغم الضغوطات ويسقط هذه العناصر من مواقعها التي تحتلها قبل ان تصبح قضيتنا الفلسطينية بخبر كان، فهل ستجد القوى الأخرى وعلى رأسها اليسار الفلسطيني هذا الخطاب وهذا البرنامج الذي يعتبر مخرجا من هذا المأزق وهذا الواقع؟

مقالات ذات صلة