المقالات

من الذي أتى برئيس أقوى قوة في العالم إلى شرم الشيخ اليوم..!

سؤال برسم الإجابة من البعض .. وهم اصبحوا قلة قليلة في شعبنا ولله الحمد .. من الذي أتى برئيس أقوى قوة في العالم إلى شرم الشيخ اليوم .. واستدعى معه العديد من رؤساء وقادة العالم .. لكي يوقع بنفسه على وقف المقتلة والتطهير العرقي وحرب الإبادة والتهجير ضد شعبنا .. وقالها في طريقه إلى المنطقة على متن طائرته .. ” انتهت الحرب .. انتهت الحرب .. انتهت الحرب .. هل فهمتم ..” وحديثه نصاً للصحفيين على متن الطائرة .. صرح ذلك الرئيس الأمريكي بعد أن قال نتنياهو البارحة بأن الحرب ستستمر .. وألجمه طرمب.. ليصرح الأخير نتنياهو اليوم بأن الحرب قد انتهت .. واستحضر طرمب قادة العالم ليكونوا شهوداً على توقعيه على ذلك ..
لقد فعلها طرمب لينقذ دولة الإحتلال من الإنهيار أم قيادة فاقدة للوعي والإدراك واستشراف المرحلة القادمة والعالم يتغير .. وفعلها لأن شعبنا بقي صامداً ولم يهزم رغم هول المشهد ..
لقد تحرر بفضل صمود شعبنا وعدم انكساره ايضاً عدداً من أسرى الحرية خلف القضبان وفرحة شعبنا بذلك عظيمة رغم الغصة التي بقيت في النفوس لعدم تحرير من تبقى من مناضلينا في الأسر خلف القضبان ومنهم رموز من قيادات شعبنا ..
لقد أذعن الإحتلال لما قاله الفلسطيني .. ” بأنه لن يخرج أسراكم إلا بصفقة تبادل ..” وهذا ما حصل اليوم .. رداً على قادة الإحتلال الذين أرادوا تحقيق ذلك عبر فوهة المدافع وقاذفات الحمم ومواصلة التطهير العرقي وحرب الإبادة في غزة ..
شاهدنا اليوم في صفوفهم وجوهاً شائهة عليها غبرة ترهقها قترة تغشاها ذلة وانكسار .. أمام إصرار الفلسطيني على الثبات .. يتقدم تلك الوجوه نتنياهو ..

كانت مقتلة ومذبحة ودماراً في غزة بالتوازي مع معركة الضغوطات الهائلة على الفلسطيني على طاولة المفاوضات .. أرادوا أن يشاهدوا الفلسطيني منكسراً مستسلماً مستجدياً رافعاً الرايات البيضاء ..
ولكن المشاهد كانت وما زالت مغايرة لما تمنوه وأرادوه ..
العالم كله بقيادة امريكا ومن والاها وتحالف معها كانوا طيلة الوقت ينتظرون الرد الفلسطيني ..

وليت من ذهب من رام الله اليوم إلى شرم الشيخ قد اغتنم الفرصة التي كانت ستغير مجرى حياته .. بأن ينضم لنبض الشارع وطموحات شعبنا على الأقل بالمطالبة بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين دون استثناء .. ويستغل التضامن الدولي غير المسبوق مع قضيتنا ويهب في وجه المحتل الغاصب الذي يلتهم أرض الضفة المحتلة ويعمل على قتل شعبنا وإذلاله لتكون دولة المستوطنات .. التي وصلت حدودها حجرات المقاطعة في رام الله .. سيما وأن اكثر من ثلاثة عقود أوسلو اللعينة وتوابعها وما افرزته لم تستطع إزالة حاجزاً صهيونياً واحداً في الضفة المحتلة .. عداك عن سوداوية المشهد في الضفة المحتلة ..

شاهدنا اليوم فصلاً من فصول العزة والكرامة والتحرير .. شاهدنا درساً في الإصرار على التمسك بالثوابت .. وشاهدنا كيف ينكسر المخرز أمام صلابة الفلسطيني الذي يأبى الذل والهوان .. وشاهدنا كيف تم كسر نظرية سوقوها على مدى عقود من الزمن .. بأن دولة وجيش الإحتلال غير قابلة للهزيمة ..

نقف اليوم أمام حقيقة تقول بأن الإحتلال لم يهزم شعبنا في ساحات الوغى وميادين المواجهة ولم يحقق أياً من أهدافه التي اعلن عنها حتى يوم الأمس رغم الفارق في العدة والعتاد ..

لله درك يا شعب فلسطين وأنت تسطر ملاحم الصمود .. وما اعظم شعبنا في غزة العزة الذين تحملوا ما لم تحتمله الجبال ..

نترحم على الشهداء والشفاء للجرحى وإعادة إعمار غزتنا عزتنا بسواعد وهمم رجالاتها ..
د. احمد محيسن
2025.10.13

مقالات ذات صلة