المقالات

عقوق الوالدين والتوبة

يقول الله سبحانه و تعالى في سورة الإسراء ” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً. فقد أوصانا الله سبحانه و تعالى ببر الوالدين وأمرنا الله ببر الولدين والإحسان إليهم بعد عبادته. فما أعظم بر الوالدين! وما أبشع عقوق الوالدين! دعونا أعزائي القراء نتعرف معا عن معنى وأشكال عقوق الوالدين.

عقوق الوالدين: إنّ مصطلح عقوق الوالدين هو المصطلح المضاد لمصطلح بر الوالدين، فنقول هذا إبن بار و هذا إبن عاق. عقوق الولد ” الابن “هو عدم الإحسان إلى الوالدين وعدم طاعتهما، والضجر منهما وعدم معاونتهما.

صور عقوق الوالدين: أن يقوم الولد في لعن أحد الأبوين أو كلاهما، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه). قيل: يا رسول الله! وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يسُبُّ الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه).

أن يقوم الإبن بعدم الإنفاق على والديه إذا كانا بحاجة إلى هذه النفقة ورفضه مساعتدهما إذا كانا فقراء. أما إذا لم يكونا فقراء فليس من الفرض الإنفاق عليهم وإنما من باب الود والرحمة والإحسان إليهما. من صور العقوق أيضاً هو الضجر من الوالدين خصوصا عندما يصبحا مسنان، إذ تقول الآية الكريمة ” ولا تقل لهما أف و لا تنهرهما” وكلمة أف تدل على التضجر والملل من الوالدين.

الهجر والقطيعة أيضاً من صور و أشكال عقوق الوالدين، فعدم الإهتمام بالوالدين والسؤال عنهما و عن أحوالهما هو من أشكال العقوق. كما أن هناك أشكال وصور قد يفعلها الأشخاص و يغفلون أنها تعتبر شكلاً من أشكال عقوق الوالدين:

إحزان الوالدين وإبكائهما، رفع الصوت عليهما أو الغضب والصراخ أمامهما،التضجر و إظهار الإنزعاح من أوامرهما، إنتقاد الطعام الذي تعده الأم أو الأب والسخرية منه،العبوس وعدم الإبتسام إليهما، ترك الإصغاء للحديث إليهما أو عدم إعطاء إهتمام أو انتباه لكلامهما، ذم الوالدين أمام الآخرين، التعدي عليهما بالضرب، تفضيل الزوج أو الزوجة عن الأم أو الأب أي سماع كلام الزوجة و تفضيلها عن الأم، عدم السلام عليهما أو إلقاء التحيّة عليهما وذلك بحجة أنه يراهما كل يوم ولكن هذه ليست حجة إذ يجب إلقاء التحية والتسليم عليهما، تمني موتهما والدعاء عليهما ، وإيداعهما بدور المسنين.

وفي النهاية أعزائي القراء، هذه بعض صور وأشكال عقوق الوالدين وتعرفنا على معنى عقوق الوالدين، و دعونا لا ننسى أعزائي القراء أمر الله تعالى لنا ببر الوالدين وطاعتهما والإحسان إليهما. حفظ الله جميع الوالدين و رحم الله الوالدين الأموات.

التوبة من عقوق الوالدين

إن رضا الوالدين من رضا الله عز وجل ، ووالديك هم طريقك لدخول الجنة ورضا الله عنك و تيسير أمورك ، ولا تنسي أن والديك هما من ربياك وأنت صغير وسهروا عليك الليالي وتحملوا الكثير من أجل أن تكبر وتصبح راشداً و عاقلا وبصحة جيداً ، فلا تسيء لهم في كبرهم وتعاملهم معاملة سيئة و تشعر بالثقل من وجودهم وخصوصا عندما يصاب أحدهم بالمرض ولا يستطيع أن يهتم بنفسه وصحته ، وقد أوصانا الله بالوالدين إحسانا وكما في قوله تعالي : ( وَاخفِض لَهُمَا جَنَاح الذُلِ مِنَ الرحمَة وَقُل رَبِ ارحَمهُما كَمَا رَبيانِي صَغيرًا ) صَدق الله العَظيم .

فالعقوق ليس فقط في أن تهجرهم أو لا تسمع كلامهم بل أيضا في رفع صوتك عليهم و تشعرهم بأنك غير سعيد بوجودهم بجانبك ، وتقم بالتحدث إليهم بأسلوب غير لائق و بعصبية و عدم احترام .

فإذا غصب عليك والديك لن تعرف طريق الجنة ولن يرضا عنك الله وسوف تنهال عليك المصائب والمشاكل والهم والغم .

لذلك أسرع بالتوبة من عقوق الوالدين قبل فوات الأوان والندم في وقت لا ينفع فيه الندم .

1- فقم بعقد نية التوبة الصادقة و الندم علي ما قمت بفعله من عقوق بحق والديك مهما كنت تعتقد أنه ذنب صغير .

2- حاول جاهداً أن لا تعود لهذا الذنب مرة أخري مهما كانت الظروف ، وكن قادراً علي ضبط نفسك دائماً .

3- اذهب لوالديك و اطلب منهم الرضا و السماح علي ما فعلت ولا تتركهم حتي تتأكد من أنهم سامحوك من قلبهم و أنهم غير غاضبين عليك .

4- قم بفعل الخير مع والديك و عاملهم بمحبة و لطف و أطع كلامهم ولا تتخلي عنهم مهما كانت ظروفك صعبة و أكثر من أعمال الخير حتي ترجح حسناتك وتذهب سيئاتك ويرضي عنك والديك ويرضي عنك الله .

5- استغفر ربك دائماً و اجعل لسانك رطب بذكر الله حتي يرضي عنك الله ويبعد عنك وساوس الشيطان وإذا شعرت بأنك عصبي المزاج فاذكر الله حتي تهدأ و لا تقم بفعل الذنوب و المعاصي .

6- كن علي علم دائما أن والديك لن يكرهوك أبداً وأن ما ينصحوك به هو لمصلحتك و ما ينهوك عنه هو أيضا لمصلحتك و حتي يبعدوك عن الخطأ وأي شيء ممكن أن يؤذيك ، لذلك لا تترد في أن تذهب إليهم و تطلب منهم السماح و لا تعتقد إنهم لن يسامحوك فسوف يخيب ظنك عندما تري والديك في شوق لك و ينتظروا قدومك لهم بفارغ الصبر .

7- وإذا فزت برضا والديك في الدنيا فاعلم أن الله رضي عنك في الدنيا والأخرة .

طه دخل الله عبد الرحمن
البعنه == الجليل
25/08/2015

مقالات ذات صلة