المقالات

ابن القدس الشهيد الطفل

بعد اختفاء وربما اختطاف وقتل بعد حوالي ثلاثة أسابيع المستوطنين الثلاثة، اعتدى المستوطنون على محمد حسين أبو خضير واحرقوه واعتقلوا وشوهوا ابن عمه طارق وهو طفل يحمل الجنسية الأمريكية وحكمت عليه المحكمة الإسرائيلية بالنفي عن بيته انه ابن القدس ، عاصمة دولة فلسطين ، ابن احد أحياء القدس ” حيّ شعفاط ” ، ابن الشعب الفلسطيني الذي سطر البطولات في معركة الكرامة ومعارك الحرب الأهلية في لبنان وعاصمته بيروت وآخرها معركة الصمود عام 82 والتي أعقبتها مجزرة صبرا وشاتيلا ، انه سليل يوم الأرض عام 1976، وانتفاضة الشعب الفلسطيني الأولى عام 1987، والثانية عام 2000 ، انه ابن الثورة المعاصرة للشعب الفلسطيني الذي استمدت مآثرها من الثورات السابقة لهذا الشعب ضد محتلي أرضه.

ان الاحتلال بجرائمه الموصوفة والمعروفة للعالم أجمع ضد أبناء شعبنا قبل وأثناء اغتيال الشهيد أبو خضير اعتقال ابن دورا دوديين واعتقال أبناء الخليل وغزة ونابلس وجنين وطولكرم وقلقيليه وكل قرية من قرى فلسطين ، قتل وعبث بها جنود الاحتلال ومستوطنيه، في جرائم معروفة أن الاحتلال بجنوده ومستوطنيه قام بها ومطلوب من المجتمع الدولي اتخاذ اجرآت ضد مرتكبيها فهم معروفين للقاصي والداني.

لقد أعطت للاحتلال الذريعة الأخيرة وهي ليست آخر ذريعة لحكومة لقوات الاحتلال باختفاء ثلاث مستوطنين شباب يسكنون ويعيشون في احد المستوطنات المعروفة ” غوش عتصيون ” ويدرسون في أحد المدارس الدينية في الأرض المحتلة . أعطت لنتنياهو وحكومته الذرائع كلها للحديث عن ما يرغب ويريد إلا بسحب الاحتلال عن أرض فلسطين، من بناء الجدار على نهر الأردن الى حماية هذا البلد وكأنه بحاجة لحمايته ، من أشقائه في الوطن العربي ، الى أنه يريد دولة فلسطينية منزوعة السلاح ، وتشديد حصاره على الأرض المحتلة وخاصة الخليل وقطاع غزة ومؤخراً عن أنه لا يريد وحدة الشعب الفلسطيني لا بالمصالحة أو غيرها ، لقد أفصح المجلس الوزاري المصغر ونتنياهو عن ما يريد وعن إستراتيجيته دفعة واحدة.

ان الإستراتيجية الوطنية الفلسطينية المقابلة والمفروض اتخاذها هي : (1) مجابهة الاحتلال الإسرائيلي ، أي مقاومة الشعب للاحتلال بكل الوسائل الممكنة ، وفي المقدمة وحدته الوطنية ، أي وحدة قواه جميعاً ، وديمقراطية هذه الوحدة . فكل فصيل يواجه الاحتلال ويقاومه يجب أن يجد له موقعاً في م.ت.ف . هذه المقاومة وبكل أشكالها وأساليبها ، وفق برنامج سياسي مشترك أساسه إزالة الاحتلال وعودة أهلنا للأماكن الذي هجروا منها ودولتنا المستقلة بعاصمتها القدس.

(2) التحرك السياسي عربياً واسلامياً ودولياً لتعزيز دعم شعبنا وقضيتنا الوطنية ، وتوظيف ما حصلنا عليه دولياً في مؤسسات الأمم المتحدة ، وخاصة الدولة بصفة مراقب لتعزيز الدفاع عن شعبنا في مجابهة الاحتلال وعن قرارات الشرعية الدولية وصولاً لنظام روما . فلا يكفي أن يفرح شعبنا ونفرح نحن معه بوصولنا الى هذه المكانية ، بل يجب توظيف ما نحصل عليه لخدمة قضيتنا الوطنية ومعاركنا المتعددة الأوجه مع الاحتلال الصهيوني.

بوحدتنا وتشكيل لجنة من الجميع لمقاومة الاحتلال أي بالتصدي للاحتلال وبالتحرك السياسي دولياً نفي قضيتنا وشعبنا ومحمد أبو خضير احد حقوقه انه يستحق أكثر من ذلك ومن قيادته لتأمين حقوقه الوطنية. بإستراتيجية إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس والعودة لأبناء شعبنا المهجر وتقرير المصير . نفي لأبناء شعبنا حقوقهم ، ونقودهم نحو الاستقلال والانتصار.

المجد لشهدائنا ، الحرية لأسرى الحرية ، النصر لشعبنا وثورته المستمرة

عبد الرحيم ملوح

عضو اللجنة التنفيذية لم . ت . ف

7/7/2014

مقالات ذات صلة