اخبار الوطن العربي

نتنياهو: الاعتراف بـ”إسرائيل” دولة يهودية لا يكفي لإقامة الدولة الفلسطينية

نتنياهو: الاعتراف بـ”إسرائيل” دولة يهودية لا يكفي لإقامة الدولة الفلسطينية

رام الله: رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية لا يكفي للموافقة على إقامة دولة فلسطينية، مؤكداً أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس “لم يكن يوماً شريكاً في عملية السلام لأنه رفض التفاوض”. نتنياهو وفي مقابلة مع صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية الصادرة باللغة الإنكليزية انتقد مواقف الرئيس الأميركي باراك أوباما، ورد على ما جاء في مقالة الصحافي الأميركي جيفري غولدبيرغ نقلاً عن الرئيس أوباما بأن إسرائيل لا تعرف مصالحها بالقول: “أنا متأكد بأن الرئيس أوباما يدرك أنه ما من أحد يستطيع أن يقرر مصالح إسرائيل الحيوية”.

وأضاف: “إننا نتعاون في كثير من الأمور، وخصوصاً على الصعيد الأمني والاستخباراتي، وأنا على يقين بأن هذا التعاون سيستمر بين أميركا وإسرائيل، خصوصاً وأن بيننا هدفاً مشتركاً هو الحيلولة دون امتلاك إيران السلاح النووي. كما أنني أثمن الدعم المؤثر الذي قدمه لنا الرئيس أوباما خلال العملية العسكرية ضد قطاع غزة، وكذلك الدعم الذي قدمه الرئيس والكونغرس الأميركي من خلال منحنا منظومة القبة الحديدية”.

وأشار نتنياهو الى الخلافات في المقاربات بينه وبين أوباما حول عملية السلام مع الفلسطينيين قائلاً: “بيننا خلافات وخصوصاً حول تقديرنا لأفضل الطرق لتحقيق سلام مع الفلسطينيين”.

ورداً على سؤال حول الأوضاع الخطيرة في الشرق الأوسط ونتائج ثورات الربيع العربي قال نتنياهو: “أعتقد أنه من منظور تاريخي سيكون من الصعب على هذه الحكومات الدينية الإسلامية المنغلقة والرجعية أن تستمر، فهي ببساطة ستعجز عن توفير ما تحتاجه الشعوب من تطور اقتصادي والذي لا يمكن تحقيقه إلاّ من خلال الحرية والمبادرة”.

وأعرب عن اعتقاده بـ”أن هذه النزعة للعودة إلى القرون الوسطى، ستخلي الطريق للنزعة التقدمية، غير أن هذا قد يستغرق طويلاً، أستطيع أن أرى قمة الجبل، غير أن ثمة منحدرات وأودية عميقة بين قمم الجبال ومن الأفضل لنا أن لا نسقط في تلك المنحدرات”.وفي معرض رده على سؤال حول المبادرة الأوروبية لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية، أجاب: “سيكون هناك مبادرات عديدة، ونحن بالتأكيد تنتظرنا مهمة غاية في الأهمية ألا وهي محاولة إقناع العالم بحقيقة أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط (كما كان متعارف عليه قبل الربيع العربي). كما علينا أن نقنع العالم بأن قضية المستوطنات ليست قضية جوهرية في إطار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. حقيقة جوهر الصراع هو إصرار الفلسطينيين على رفض الاعتراف بالدولة اليهودية أياً كانت حدودها”.

وحول موقفه من الرئيس عباس قال: “حتى الآن لم يكن عباس شريكاً في عملية السلام لأنه رفض التفاوض، وتهرب من المفاوضات خلال السنوات الأربع الماضية من خلال وضع الشروط المسبقة واحداً تلو الآخر. كما توجه إلى الأمم المتحدة بصورة أحادية وهذا خرق كبير لاتفاقية أوسلو. كما أن عباس يتقرب إلى حركة حماس. بالتالي فإذا غير هذا النهج وعاد إلى طاولة المفاوضات من دون شروط مسبقة فسيجدني بانتظاره، في حال انتخابي رئيساً للوزراء لولاية جديدة”.

وحول البديل عن حل الدولتين، واحتمال فشله قال نتنياهو: “لا أعتقد أن انخراط الفلسطينيين كمواطنين في دولة إسرائيل، سيكون فكرة مناسبة للدولة اليهودية. وفي المقابل أنا لست ممن يغمضون أعينهم كما يقترح البعض، ويقولون لنخرج ببساطة ونوقع معاهدة من شأنها أن تؤمن لنا الحماية. لا، فمعاهدات السلام لا تحمينا، وما يحمينا هو الأمن، وما يحمينا هو مقدرتنا على أن ندرك أننا بحاجة إلى أمرين: الأمر الأول هو تغيير نظرة الفلسطينيين للدولة اليهودية وبالتالي اعترافهم بضرورة أن يتقبلوا فكرة دولة يهودية قومية للشعب اليهودي، إذا أرادوا الحصول على دولة فلسطينية، وإنهاء الصراع معنا مرة واحدة وإلى الأبد. أما الأمر الآخر فهو أن نعترف أنه حتى لو تقبلت القيادة الفلسطينية دولة يهودية ونهاية للصراع، فهذا لا يكفي لأن تتجذر تلك الفكرة لدى الجمهور الفلسطيني. بالتالي عليهم أن يغيروا من طريقة تربيتهم لأطفالهم، ويوقفوا الدعاية الإعلامية التي يبثونها عبر إعلامهم الرسمي”.

وختم نتنياهو بالقول: “حتى لو تحقق ذلك، فلا بد لنا من ضمانات تحمينا من أي تغيير ممكن في الفئة الحاكمة والذي قد يترتب عليه تغيير في الخط السياسي في المنطقة الفلسطينية، وهذا ما يجعلنا بحاجة إلى ترتيبات أمنية متينة جداً جداً لحماية إسرائيل”.

المستقبل، بيروت، 20/1/2013

مقالات ذات صلة