اخبار الوطن العربي

أبو رحمة فتح وحماس تعيشان مأزق حقيقي وتصران على المضي في إدارة ناعمة للانقسام

أبو رحمة فتح وحماس تعيشان مأزق حقيقي وتصران على المضي في إدارة ناعمة للانقسام

طالب بتحرك شعبي ضد الاحتلال، أبو رحمة: فتح وحماس تعيشان مأزقاً حقيقياً وتصران على المضي في إدارة ناعمة للانقسام

أكد عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق عماد أبو رحمة أن حركتي فتح وحماس تعيشان مأزقاً حقيقياً، في ظل مكابرة وإصرار على المضي في برامجهما الفئوية والخاصة، والاتفاق بينهما على إدارة هادئة وناعمة للانقسام، مشيراً أن هناك مصالح مادية مرتبطة بهذا الانقسام.

وقال أبو رحمة في مقابلة متلفزة على قناة هنا القدس: ” الطرفان غير جادان في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، فالرئيس أبو مازن ينتظر زيارة أوباما في مارس الحالي، وهناك أحاديث جدية تتعلق برغبة الإدارة الأمريكية بتحريك ملف المفاوضات من جديد مقابل تجميد جزئي للاستيطان، وهناك تصريح خطير لأحد مستشاري أبومازن بإمكانية العودة للمفاوضات حسب هذه الرغبة، في ظل تجاوز السبب الرئيسي الآخر الذي اعتبره الرئيس كشرط لإعادة المفاوضات وهو مرجعية القرارات الدولية لأي عملية مفاوضات، أيضاً حركة حماس لها اعتباراتها وحساباتها، وتدرك أن الأقليم تغير وهناك صعود لحركات الإسلام السياسي، وانفتاح أعلى عليها من الاتحاد الأوروبي وحتى من الولايات المتحدة، وهناك مراهنة منها بأن مرور الوقت يمكن أن يكرسها كلاعب أساسي ومتحدث رئيسي باسم الشعب الفلسطيني”.

وأضاف أبو رحمة بأن هناك رؤية تتعزز لدى حركة حماس بأن الانتخابات في هذا التوقيت لن تكون نتائجها في صالحها، لاسيما بعد التظاهرة الكبرى التي حدثت في قطاع غزة بمناسبة انطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة فتح، والذي أوصل رسالة احتجاج شعبي صارخ على أسلوب إدارتها للأوضاع في غزة.

وانتقد أبو رحمة عدم استثمار الرئيس أبو مازن للقرار الأممي باعتبار فلسطين دولة عضو مراقب في الأمم المتحدة، واصفاً ذلك بتواطؤ مضمونه انتظار زيارة أوباما وإمكانية العودة إلى المفاوضات، لافتاً أن تصويت عدد من الدول على قرار الأمم المتحدة باعتبار فلسطين دولة مراقب كان مشروطاً بامتناع السلطة عن اتخاذ أي اجراءات ضد دولة الاحتلال، خصوصاً فيما يتعلق بمحاكمة قادة العدو أمام محكمة الجنايات الدولية

وحول تأثيرات إداة الانقسام على الوضع في غزة والضفة، أشار أبو رحمة إلى وجود كيانين سياسيين مأزومين في الضفة وغزة، فسلطة الضفة محمولة على المساعدات الخارجية وعوائد الضرائب التي تحولها حكومة الاحتلال وعندما توقفت هذه العوائد توقف صرف الرواتب ونشأت أزمة مالية للسلطة أثرت عليها والأهم من ذلك أنها بعد مرور ما يقارب العشرين عاماً لم تحقق وعدها للفلسطينيين بالحرية والاستقلال، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول شرعية وجودها. وفي غزة هناك كيان صغير محاصر من كل الاتجاهات، يعتمد اقتصاده بدرجة أساسية على اقتصاد الأنفاق والمساعدات.

واستدرك أبو رحمة قائلاً: ” ماذا قدّمت حركة حماس من وعودها الانتخابية لشعبنا الفلسطيني، الوعد الأول المقاومة أين هي المقاومة في القطاع والضفة؟ والوعد الآخر الإصلاح والتغيير أين هو، فالوضع ازداد سوءاً ومعاناة الناس تضاعفت نتيجة الحصار، والانقسام البغيض.

وأكد أبو رحمة أن صاحب برنامج التسوية ومشروع المفاوضات مع الاحتلال، وصاحب مشروع المقاومة عندما أصبح سلطة وصلا إلى طريق مسدود، ولم يعودا قادرين على تحقيق أي مكاسب لشعبنا الفلسطيني.

ودعا أبو رحمة لضرورة التوافق على اساس برنامج وطني لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، على أساس أن التناقض الرئيسي هو مع الاحتلال، وتأكيد حق شعبنا في مقاومته، وتوحيد شعبنا بكل قدراته وإمكاناته، ومن خلال هذا البرنامج الموحد نذهب إلى الأمة العربية والمجتمع الدولي لمطالبتهم بدعم قضيتنا العادلة

وطالب أبو رحمة بضرورة إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية لتعكس تمثيل قيادي حقيقي لكل القوى وتكون قيادة لحركة تحرر وطني فلسطيني وليس كسلطة جاءت كإفراز لاتفاقية أوسلو وتسعى لتوسيع حدودها مقابل الالتزام بالضمانات الأمنية وغير الأمنية المفروضة من الاحتلال لحماية أمنه، داعياً للوقوف في وجه محاولات تغييب المنظمة واستخدامها بمنطق التوظيف السياسي والصراعات الداخلية فقط.

وحول الانتفاضة الثالثة، أكد أبو رحمة حاجة شعبنا إلى القيام بهذه الانتفاضة في وجه الاحتلال، باعتبار أن الاحتلال ما زال قابعاً ويشدد الخناق على شعبنا كل يوم، في ظل وصول المفاوضات لطريق مسدود، واستمرار حصار غزة، فضلاً عن تراجع المقاومة بفعل الانقسام، وتراجع القضية الوطنية في المحافل الدولية وعلى المستوى العربي والأقليمي.

وقال أبو رحمة: ” الحل أن يتحرك شعبنا الفلسطيني بانتفاضة ثالثة في وجه هذا الاحتلال، تكون عامل إيجابي في تجاوز حالة الانقسام القائمة، لأن أطراف الانقسام سيكونوا أمام خيارين إما أن ينخرطوا في هذه الموجة الشعبية التي تطالب بالحرية والاستقلال أو أن تتجاوزهم حركة الجماهير التواقة للحرية،لأن الإصرار على مشاريع فئوية خاصة لدى كل طرف ستكون في مواجهة مطلب جماهيري عام”.

وحول تصاعد الإجراءات الصهيونية بحق أسرانا البواسل في سجون الاحتلال، والتي أدى آخرها إلى استشهاد الأسير البطل عرفات جرادات، طالب أبو رحمة الحركة الوطنية والإسلامية الفلسطينية بتحمل مسئولياتها حول هذه القضية ومعاناة الأسرى وقضية تحريرهم من الأسر، معترفاً في الوقت ذاته بأن حجم التضامن لا يعكس حجم الهجمة أو التحدي الذي يعيشه الأسرى، مطالباً بتضامن شعبي أعلى وتحرك سياسي وقانوني أكبر مما هو موجود إزاء الجرائم المستمرة بحق الأسرى.

كما اعترف أبو رحمة بوجود اشكالية لدى القوى الفلسطينية الرافضة لنهج الانقسام وفي قدرتها على أن تشكّل بديلاً جدياً لطرفي الانقسام عبر حشد وتحريك القطاع الأكبر من الجماهير لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة.

وحول أثر العامل الأقليمي والدولي في استمرار الانقسام، شدد أبو رحمة على أن القرار الفلسطيني الداخلي والإرادة الداخلية هي العامل الحاسم في إنهاء الانقسام، إلا أنه لم يقلل من أثر العامل الإقليمي والدولي في هذا الموضوع، باعتبار أن انخراط طرفي الانقسام في محاور إقليمية ودولية كان على حساب وحدة شعبنا ومشروعنا الوطني التحرري، مطالباً بالتعاطي مع العامل الدولي والإقليمي بشكل يخدم مصالح شعبنا، وليس التناغم مع أجندات إقليمية وعربية ليست في صالح شعبنا وهدفها تعميق الانقسام.

مقالات ذات صلة