اخبار الوطن العربي

بيان لإخوان سورية: صحيفة بر ووفاء.. وثيق العهد مع الأشقاء الفلسطينيين على الأرض السورية

بيان لإخوان سورية: صحيفة بر ووفاء.. وثيق العهد مع الأشقاء الفلسطينيين على الأرض السورية

لقد كشفت الثورة السورية المباركة عن عمق التلاحم الأصيل بين الأشقاء من أبناء الشعب الواحد من سورية ومن فلسطين. ولقد أثبت ما يزيد على ألف شهيد وثلاثة آلاف مفقود ومعتقل فلسطيني، كما أثبتت مواقف الإباء المنتمية إلى روح أمة الحق والعدل أن الأرض السورية لم تكن أبدا بالنسبة للأشقاء الفلسطينيين ممرا أو مقرا او فندقا يساومون على دماء أبنائه وكرامتهم وحقوقهم في الحرية والعيش الكريم.

ولقد ظلت الوحدة الشعورية والنفسية والفكرية هي ناظم العلاقة بين أبناء الشام الكبير. وحدة رفضت كل أشكال ثنائية الهوية أو ثنائية الموقف فيما يخص الوجود الفلسطيني على الأرض السورية إلا فيما يخدم أهداف ومجريات الصراع مع العدو الصهيوني المحتل لأرض فلسطين والمشرد لأهلها..

هذه الثنائية المقيتة التي حاول المتسلطون في سورية استدعاءها وتوظيفها منذ الأيام الأولى للثورة بادعاء مستشارة بشار الأسد بثينة شعبان في مؤتمر صحفي في 26 / 3 / 2011 الفلسطينيين في مخيم اللاذقية بالمسئولية عن الحراك الثوري هناك، وكانت قد سبقتها جريدة الوطن المحسوبة على النظام إلى اتهام الأشقاء الفلسطينيين في مخيم درعا بالتهمة نفسها بتاريخ 22/3 /2011؛ مما يؤكد أن اتهام الأخوة الفلسطينيين كان أمرا مفبركا ومدبرا بليل، منذ الأيام العشرة الأولى للثورة..

إن نظام دمشق الذي تخلى عن مسئوليته القومية حيال فلسطين منذ 2005، بإعلانه الانهزامي الشهير : ( نرضى بما يرضى به الفلسطينيون )، لم يترك في ذاكرة الشعب السوري عن فلسطين إلا عنوان مركزه الأمني الأسوأ إنسانيا وقوميا ووطنيا الذي أطلق عليه اسم ( فرع فلسطين ).

وربما لا يعرف الكثير من الوطنيين السوريين الأحرار أن بين ظهرانيهم أكثر من ستين ألف شقيق فلسطيني يعيشون منذ عقود، ظروف ( الهجرة في الهجرة )، لا يملكون أي أوراق شخصية ثبوتية، وهم بذلك محرمون من أبسط حقوقهم الحياتية في العمل والسفر والتملك، مما يجعلهم دائما عرضة للابتزاز والإجراءات التعسفية…

ولا ينسى السوريون الأحرار مأساة الأخوة الفلسطينيين الذين علقوا سنوات على الحدود العراقية – السورية، بعد احتلال العراق والذين عانوا وأسرهم من نساء وأطفال وشيوخ ما لا يطيقه صاحب قلب أو ضمير. والقليل الذين قبلهم النظام من هؤلاء ولكن ( ثلاثة آلاف شقيق ) حُكم عليهم أن يعيشوا على الأرض السورية في ظل حالة من القلق برعاية مؤقتة من المفوضية العليا لشئون اللاجئين المكلفة بأن تبحث لهم عن أرض ووطن وكأن أرض الشام ليست أرضهم ودارها ليست دارهم.

لقد دفع الأشقاء الفلسطينيون غاليا ثمن وفائهم، وثمن التحامهم بأهلهم وإخوانهم على الأرض السورية. وتعدى هذا الثمن تقديم الشهداء والمعتقلين، وهدم الدور، والتعرض لهم من قبل شبيحة بشار بكل أشكال الأذى بما فيها الإهانات العنصرية، والقتل على الحواجز الأمنية بطريقة مماثلة لما يفعله العدو الصهيوني ؛ بل تعدى ذلك في تطور خطير لأول مرة تشهده العلاقة الأخوية منذ صدور القانون 260 / 1956 الناظم لهذه العلاقة التاريخية والحميمة. هذا القانون السيادي الذي يمثل الشرعية السورية الحقيقية بروحه وتاريخه فامتدت يد الإثم لأول مرة في تاريخ العلاقة إلى البنية القانونية للعلاقة ليصدر عن وزارة التربية الأسدية في 31 / 10 / 2012 قرار يستثني الأشقاء الفلسطينيين من التوظيف في إطار الوزارة تعقيبا على قرار الوزارة الأول الذي صدر أولا حسبما جرت به العادة. ثم ليتبعه المرسوم الجمهوري : 13 / 1 / 2013 الذي يحدد قواعد الابتعاث الخارجي والذي يستثني ولأول مرة في تاريخ سورية الأشقاء الفلسطينيين من هذا الحق..

إن اللحمة السورية – الفلسطينية هي حقيقة أزلية من حقائق الحضارة وحقائق العقيدة وحقائق النسب وحقائق الحاضر وحقائق المستقبل. إن التشكيك في هذه اللحمة أو اللعب على نسيجها هو فعل الذين لا يدركون معنى الأمة الواحدة، و لا يدركون حقيقة الأخوة الصادقة، وآفاق الوفاء مهما كلف من تضحيات..

إننا في جماعة الإخوان المسلمين نحيي الموقف الحر الأبي الوفي لكل شقيق فلسطيني صامد على أرض فلسطين من بحرها إلى نهرها، ولكل شقيق فلسطيني صامد في الشتات الفلسطيني وعلى الأرض السورية، كما نحيي موقف جميع القوى الفلسطينية التي أدركت بحسها السياسي وبرؤيتها الصائبة السديدة حقيقة هذه الثورة السورية المباركة وآفاقها وتداعياتها ليس فقط في بعدها القطري بل أيضا في أفقها الإقليمي والعربي..

نحيي أخوة المخيمات الرحبة على ضيقها، والمبتسمة على بؤسها، والتي كانت صدرا دافئا كثفت للعالم كما كثفت للظالمين والطغاة بما ضمت، وبما قدمت حقيقة الأخوة وحقيقة الوفاء.

لن ننسى شذوذات المشهد في ساحة تسرب إليها بعض الأدعياء، ونجح الطغاة في أن يفتعلوا في فضائها بعض من التناقضات. سوريون وفلسطينيون وظفوا أنفسهم في مشروع الطغاة. وما زلنا ننادي على بذور الخير في نفوس الجميع متطلعين أن تبقى الأخوة هي الحقيقة الواقعة، واللحمة الواحدة هي النسيج الجامع مذكرين دائما بقوله تعالى ( ولا تنسوا الفضل بينكم )…

نجدد في جماعة الإخوان المسلمين في سورية وباسم كل الأوفياء البررة من أبناء الشعب السوري في الذكرى الثالثة للثورة السورية عهد الأخوة والبر والوفاء لقضية الأمة المركزية القضية الفلسطينية، ولأشقائنا الفلسطينيين على الأرض السورية نسطر صحيفة جديدة تجمعنا مهاجرين وأنصارا حتى يأتي الله بالفتح القريب بإذنه. وثيقة عهد تنير أفق المستقبل الواحد الواعد بالخير وبالكرامة وبالحرية والتحرير..

1- الشعبان السوري والفلسطيني شعب واحد، خاض كافة المراحل التاريخية منذ بداية القرن الماضي حتى اليوم جنباً إلى جنب في المغرم والمغنم.

2- إن الالتزام السياسي بالقضية الفلسطينية، التزامٌ ثابتٌ يستند إلى الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، على أساس التحرير والعودة إلى دياره وممتلكاته التي هُجّر منها عام 1948، والمكفول وفقاً للقوانين والمواثيق الدولية.

3- الشعب الفلسطيني في سورية جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي السوري، له ما للمواطن السوري وعليه ماعليه، مع الحفاظ على الخصوصية الفلسطينية المنسجمة مع مشروعه الوطني.

4- المخيمات الفلسطينية في سورية، جغرافيا سورية ورمزية تاريخية فلسطينية، تعكس طبيعة التلاحم بين الشعبين الشقيقين.

5- إن رعاية شؤون الفلسطينيين في سورية يكون بحسب ما تنص عليه الأنظمة والقوانين، ووفقاً لمتطلبات الحياة الديمقراطية الواعدة التي ينشدها عموم سكان سورية.

6- إن أساس العلاقة الفلسطينية – السورية داخل المجتمع السوري تستند إلى القانون 260 لعام 1956 الذي يعطي اللاجئ الفلسطيني كافة الحقوق والواجبات التي يتمتع بها المواطن السوري وفق ما نصت عليه الأنظمة والقوانين.

7- الالتزام بكل التسهيلات القانونية للاجئين الفلسطينين خلال الفترة الماضية، والتعهد بإصدار كل ما من شأنه دمجهم في الحياة العامة السورية، وبما يحفظ لهم حقوقهم الوطنية الثابتة وعلى رأسها حق العودة.

8- للفلسطينيين في سورية الحق في كل أشكال الممارسة السياسية والمدنية والنقابية الخاصة بهم، عبر أنديتهم وفعالياتهم الوطنية.

9- الالتزام بحل مشكلة آلاف الفلسطينيين في سورية من فاقدي الأوراق الثبوتية، والمحرومين من أبسط حقوق الحياة الكريمة في العمل والتنقل وما شابه ذلك.

10- تعبر هذه الوثيقة بكل بنودها عن رؤية وطنية سورية جامعة. والتزاما وطنيا سوريا، وأساسا

لبناء العلاقة بين أبناء الشعب الواحد من فلسطين وسوريين تتمسك بها جماعة الإخوان المسلمين وتتقدم بها للأشقاء الفلسطينيين جميعا بأفرادهم وقواهم الوطنية بلا تمييز عهد بر وميثاق وفاء ( إن العهد كان مسئولا ).

4 / ربيع الثاني / 1434 – 16 / 3 / 2013

جماعة الإخوان المسلمين في سورية

موقع جماعة الأخوان المسلمين في سورية، 16/3/2013

مقالات ذات صلة