الاحتلال

ديسكن || حل الدولتين شبه انتهى.. وإسرائيل وصلت نقطة اللاعودة

بيت لحم: في حديث موسّع لرئيس جهاز “الشاباك” السابق يوفال ديسكن مع موقع “والاه” العبري، حذر من الكارثة التي ستحل على “دولة إسرائيل الديمقراطية اليهودية” في المستقبل غير البعيد، معتبرا ان إسرائيل وصلت تقريبا لنقطة اللا عودة ويمكن تخطت ذلك وأصبح حل الدولتين من خلفنا، ما يطرح عديد التساؤلات عن المستقبل وضرورة البدء في التفكير بالتعامل مع البديل.

وقد نشر الموقع اليوم الجمعة هذا اللقاء المطول والذي تطرق فيه للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتأثيرات المتغيرات العربية وحتى الإسرائيلية على هذا الصراع، منطلقا من النقطة الأساسية بعدم وجود قيادة إسرائيلية وحتى فلسطينية لديها القدرة والاستعداد الحقيقي لانهاء الصراع، ما يعني سقوط حل الدولتين وعدم امكانية تطبيق هذا الحل ليس قريبا وانما يعتقد ان إسرائيل وصلت لنقطة اللا عودة، ولا تستطيع خلال الفترة القادمة العودة الى المفاوضات وانهاء الصراع على اساس قيام دولة فلسطينية الى جانب دولة إسرائيل.

ويسهب ديسكن في وصف القيادة الإسرائيلية وعدم قدرتها على الوقوف في هذا الاستحقاق وعدم قدرة الحكومة الحالية على اخلاء البؤر الاستيطانية المنتشرة في الضفة الغربية، ولا يوجد في المدى المنظور قيادة إسرائيلية قادرة على الوقوف أمام هذا الاستحقاق، ما يعني ان الأمور تتجه نحو دولة واحدة ما بين النهر والبحر، وفي ظل هذا الموقف والذي يؤكد عليه الواقع ليس فقط إسرائيليا وفلسطينيا وانما أطراف كانت ولا زالت مع مبدأ حل الدولتين لانهاء الصراع.

ويعتمد ديسكن في موقفه على تحليل لطبيعة الاحزاب الإسرائيلية ومواقفها وما حصل في الانتخابات الأخيرة من تراجع للاحزاب الرئيسية والتي تعلن موقفا مؤيدا لحل الدولتين، وما حصلت عليه الأحزاب الأخرى والتي لم تعلن بشكل صريح عن مواقفها السياسية اتجاة الصراع مع الفلسطينيين مثل حزب “يوجد مستقبل”، وكذلك حالة الاحباط المتواصل لدى الفلسطينيين وعدم قناعتهم بالمفاوضات وجدواها، مؤكدا بأن حالة الهدوء الأمني التي يتغنى بها البعض الإسرائيلي قد تنفجر أكثر دموية وعنفا في أي لحظة.

ويصل في حديثه الى السيناريو الوحيد الممكن والذي لا يؤيده كونه يشكل خطرا حقيقيا على دولة إسرائيل “الديمقراطية اليهودية”، هذا السيناريو المتمثل بدولة واحدة ما بين النهر والبحر، ولكم ان تتخيلوا المستقبل وتعتمدوا على الأرقام الصادرة عن إسرائيل عام 2010، والتي تقول ان نسبة اليهود ما بين السكان القاطنين ما بين النهر والبحر 53%، ولكم ان تتخيلوا ماذا ستكون هذه النسبة بعد بضعة سنوات.

وعليه تطرح العديد من التساؤلات هنا: كيف سنتعامل مع الفلسطينيين في هذه الدولة الواحدة ؟، هل نعطيهم مساواه كاملة وحق الانتخاب والترشح ؟ ، هل نعطيهم حكم ذاتي في المناطق التي يعيشون فيها ويدرون شؤونهم بأنفسهم ؟ ، وماذا سيكون موقف العرب داخل مناطق عام 48 ؟ ، وكيف سنتعامل اذا رفض الفلسطينيون الحكم الذاتي وأرادوا المشاركة الكاملة والانتخاب والترشح والمساواه ؟ ، كيف سنتعامل مع الجدار القائم اليوم وهل سيبقى ونفصل الفلسطينيين عن الإسرائيليين ؟ ، ماذا سيكون موقفنا عندما يتعامل معنا العالم على أساس اننا دولة “فصل عنصري” ؟ ، وماذا سيكون مستقبل الدولة الديمقراطية اليهودية ؟.

هذه التساؤلات وغيرها يجب التفكير بالأجوبة عليها منذ اليوم وليس كما قال زعيم حزب “البيت اليهودي” نفتالي بنيت يجب ان نعتاد على الفلسطينيين بعد ضم مناطق “C” للدولة كما نعتاد على “الشظية في المؤخرة”، لأننا بعد فترة لن نستطيع معرفة من هي “الشظية” ومن هي “المؤخرة”، خاصة أنه لا يوجد حل في حال وجود دولة واحدة ما بين النهر والبحر الا أعطاء الفلسطينيين مساواة كاملة.

وكالة معاً الإخبارية، 13/7/2013

مقالات ذات صلة